جنوب إفريقيا تطلب من العدل الدولية أمر إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة

شددت جنوب إفريقيا على أن الإفلات من العقاب سمح لإسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالبت بـ"فرض تدابير احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة قبل فوات الأوان".

جنوب إفريقيا تطلب من العدل الدولية أمر إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة

(Getty Images)

طلبت جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الخميس، أن تأمر إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة وأن تنسحب انسحابا كليا وفوريا من جميع أراضي القطاع الفلسطيني المحاصر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

واتهمت جنوب إفريقيا، إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية، بتصعيد الإبادة التي ترتكبها في غزة، وطلبت جنوب إفريقيا من أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في إطار قضيتها التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتأتي جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية، بعد أن طالبت جنوب إفريقيا، الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية رفح في جنوب قطاع غزة التي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني؛ وشددت جنوب إفريقيا على ن الشعب الفلسطيني يواجه "إبادة مستمرة".

كما طلبت من المحكمة إصدار أمر لإسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية فضلا عن الصحفيين والمحققين بالدخول إلى القطاع دون عوائق. وأضافت أن إسرائيل تتجاهل وتنتهك حتى الآن الأوامر التي سبق أن أصدرتها المحكمة.

وقال الممثل القانوني لجنوب أفريقيا، فوغان لوي، أمام لجنة القضاة إن "النقطة الرئيسية اليوم هي أن هدف إسرائيل المعلن المتمثل في مسح غزة من الخريطة على وشك أن يتحقق".

وأضاف "علاوة على ذلك، يتم حرفيا تدمير وطمس الأدلة على الجرائم والفظائع المروعة، مما يؤدي في الواقع إلى محو قائمة من ارتكبوا هذه الجرائم والاستخفاف بالعدالة".

وقدمت جنوب إفريقيا حججا لدعم مطالبتها باتخاذ إجراءات طارئة إضافية، اليوم، فيما ترد إسرائيل على جنوب إفريقيا أمام المحكمة يوم الجمعة، وتدافع عن اتهامها بأنها تنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1949 وتزعم أن هذه ادعاءات لا أساس لها.

وأعلنت إسرائيل في وقت سابق اليوم، أن جيشها "سيكثف" عملياته البرية في رفح رغم التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على هذه المدينة المكتظة الواقعة في جنوب غزة، فيما اعتبرت جنوب إفريقيا أن ذلك سيكون "الخطوة الأخيرة في تدمير" القطاع الفلسطيني.

والخميس، نقل بيان للجيش الإسرائيلي عن وزير الأمن، يوآف غالانت، قوله إن "قوات إضافية ستدخل" رفح و"سيكثف النشاط (العسكري)" فيها.

وفي هذا السياق، قال محام عن جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، إن الهجوم الإسرائيلي في رفح هو "الخطوة الأخيرة" في تدمير غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح.

كذلك، اتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل بتصعيد "الإبادة" التي ترتكبها في غزة.

وقال سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، إن "جنوب إفريقيا كانت تأمل، عندما مثلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، في وقف عملية الإبادة هذه حفاظا على فلسطين وشعبها"، مضيفا "لكن بدلا من ذلك، استمرت الإبادة الإسرائيلية على نحو متسارع ووصلت للتو إلى مرحلة جديدة ومروعة".

وقال وفد جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية، "نسعى إلى فرض تدابير احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة قبل فوات الأوان"، وأشار إلى أن "إسرائيل رفضت كل المطالب بعدم الدخول إلى رفح".

وشدد محامي جنوب إفريقيا، لوي، على أنه "لا أحد بأمان في غزة وإسرائيل تحدت تدابير محكمة العدل الدولية وتهاجم رفح. هذا الهجوم يذكرنا بما حدث في سربرنيتسا". وأكد أن "إسرائيل لا يمكنها منع التحقيقات بشأن غزة".

وأفاد بأن "الحق في الدفاع عن النفس لا يمنح إسرائيل الحق في استخدام عنف لا محدود أو يبرر المجاعة"، واعتبر أن "على المحكمة أن تفعل شيئًا لتأكيد سلطتها وسلطة القانون الدولي".

وتعرب العواصم الدولية عن قلقها إزاء عملية برية واسعة في المدينة الواقعة على الحدود المصرية والتي لجأ إليها مئات آلاف المدنيين هربا من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على أنحاء القطاع المحاصر.

التعليقات