السعودية تجنّد أطفال السودان للقتال في اليمن

استقدمت السعوديّة مقاتلين سودانيين من إقليم دارفور، للمشاركة في القتال بالمعارك التي يخوضها التحالف السعودي – الإماراتي في اليمن، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، اليوم، السبت.

السعودية تجنّد أطفال السودان للقتال في اليمن

أحد المقاتلين السودانيين في اليمن (نيويورك تايمز)

استقدمت السعوديّة مقاتلين سودانيين من إقليم دارفور، للمشاركة في القتال بالمعارك التي يخوضها التحالف السعودي – الإماراتي في اليمن، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، اليوم، السبت.

وقالت الصحيفة إنّ السعوديّة سخّرت عائداته الضخمة من النفط للاستعانة بمقاتلين أجانب في الحرب، وخصوصًا عبر استئجار ما يقدّر جنود سودانيّون أنهم عشرات الآلاف من الناجين من حرب دارفور، عدد كبير منهم من الأطفال.

وقدّرت مصادر سودانيّة للصحيفة أن هنالك عددًا ثابتًا لمقاتلي دار فور في اليمن هو 14 ألف مقاتل، شاركوا في معارك عديدة منها صحراء ميدي ومخيّم خالد بن الوليد في تعز، وفي محيطي عدن والحديدة.

واختارت السعودية مقاتلين من دار فور لأن المنطقة شهدت حربًا أهلية مريرة، أودت بحياة الآلاف من المدنيين، لكن هذه الحرب درّبت العديد من الأفراد على استخدام السلاح والقتال في ظروف صعبة، خصوصًا أفراد ميليشيا "الجنجاويد" المتهمة بارتكاب جرائم حرب.

وقال مقاتلون عائدون من اليمن للصحيفة إن مئات من أفراد الميليشيات السودانيّة قتلوا هناك، في حين تلقّى العائدون من السعودية مبالغ ماليّة ضخمة بالمقياس السوداني، وبسيطة بالمقياس السعودي.

وتوزّعت المبالغ التي دفعتها السعوديّة على النحو الآتي: معاش شهري بحوالي 480$ لمقاتل طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، و530$ لمحترف من مقاتلي "الجنجاويد"، بالإضافة إلى إضافة شهرية تتراوح بين 185$ و285$ للأشهر التي تشهد قتالًا.

وحوّلت هذه المبالغ مباشرةً إلى حسابات المقاتلين في بنك فيصل الإسلامي السوداني، الذي تملك السعوديّة نسبةً منه. وتجري السعوديّة، وفقًا للصحيفة، تبديلات للمقاتلين كل ستّة أشهر، يحصل كل مقاتل في نهايتها على "مكافأة" لمرّة واحدة قدرها 10 آلاف دولار.  

أما عن دور المقاتلين السودانيين في اليمن، فقالت الصحيفة إن التحالف السعودي الإماراتي يستغلّهم للحفاظ على مسافة آمنة تفصل قوّاته عن خطوط المعركة، كما لفتت إلى أن الضباط السعوديون والإماراتيون يعطون المقاتلين السودانيين أوامر الهجوم أو الانسحاب عبر أجهزة اتصال لاسلكية بعيدة، الأمر الذي شببه أحد المقاتلين بـ"حطب المعارك".

كما استغلت القوات السعودية والإماراتيّة المقاتلين السودانيين لتشكيل عازل جنّبهم العديد من المصابين والقتلى، وبالتالي تجنّب غضب عائلات المقاتلين السعوديين والإماراتيين في اليمن.

وقال أحد المقاتلين السودانيين للصحيفة، إنه لولاهم "لكان الحوثيون قد استولوا على كافة السعوديّة، بما في ذلك مكّة المكرّمة".

التعليقات