بدءًا من العام المقبل: لا تأشيرات دخول بين تركيا والاتحاد الأوروبي

وقال داوود أوغلو في تصريحات عقب انتهاء الاجتماع إنه تقرر عقد قمتين كل سنة وتسريع ونحيي عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؛ وإن معاهدة إعادة القبول ستدخل حيز التنفيذ يونيو 2016، والإعفاء من تأشيرة السفر للأتراك إلى دول الاتحاد الأور

بدءًا من العام المقبل: لا تأشيرات دخول بين تركيا والاتحاد الأوروبي

ستساعد تركيا في الحد من تدفق المهاجرين على أوروبا مقابل أموال وتأشيرات دخول وتجديد المحادثات بشأن الانضمام للاتحاد الأوروبي، في اتفاق أبرم، اليوم الأحد، وصفه رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بأنه 'بداية جديدة' للجيران الذين يشوب علاقاتهم التوتر.

وقال داوود أوغلو في تصريحات عقب انتهاء الاجتماع إنه تقرر عقد قمتين كل سنة وتسريع ونحيي عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؛ وإن معاهدة 'إعادة القبول' ستدخل حيز التنفيذ يونيو 2016، والإعفاء من تأشيرة السفر للأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي أكتوبر 2016.

واجتمع قادة الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة مع داود أوغلو، في بروكسل، مساء الأحد، لتقديم موافقتهم السياسية الجماعية لاتفاق صاغه دبلوماسيون على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

وقال رئيس المجلس الأوروبي والمتحدث باسم رئيس القمة، دونالد توسك، إنه جرى الاتفاق على بيان مشترك. ولم يذكر مزيدًا من التفاصيل، لكن مسودة اطلعت عليها رويترز، في وقت سابق، تتماشى مع المقترحات التي نوقشت خلال الأيام القليلة الماضية.

والعنصر الأساسي في هذا الاتفاق هو ثلاثة مليارات يورو (3.2 مليار دولار) يقدمها الاتحاد الأوروبي في صورة مساعدات لنحو 2.2 مليون لاجئ سوري في تركيا، بهدف رفع مستوى المعيشة وإقناع المزيد منهم بالبقاء، بدلًا من محاولة القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى الجزر اليونانية ثم إلى الاتحاد الأوروبي.

كما عرض أيضا على أنقرة، التي قادت مساومة صعبة، لكنها تريد أيضًا إحياء العلاقات مع جيرانها الأوروبيين، فيما تواجه مشاكل في الشرق الأوسط ومع روسيا؛ إحياء عملية التفاوض على عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، حتى رغم أن قلة من الناس من الطرفين تتوقع أن تنضم تركيا قريبا.

اقرأ أبضًا | تركيا تساعد الاتحاد الأوروبي لاحتواء أزمة اللاجئين مقابل مساعدات مالية

وقال داود أوغلو للصحفين لدى وصوله 'اليوم هو يوم تاريخي في عملية انضمامنا للاتحاد الأوروبي، أنا ممتن لكل زعماء أوروبا لهذه البداية الجديدة'.

الحرص

قاد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مساومة صعبة في ظل إدراكه لمدى الحرص في أوروبا على إيجاد حل للأزمة، التي أحاطت مصير منطقة الشينغن، التي يسمح فيها بالتنقل دون جواز سفر، بالشكوك.

وقال دبلوماسيون إن الدول الثماني والعشرين عملت جاهدة طوال يوم السبت من أجل الاتفاق على عرض نهائي.

ويتضمن الاتفاق مساعدة تركيا، عن طريق الدوريات البحرية والضوابط الحدودية، في إدارة تدفق اللاجئين على الاتحاد الأوروبي والمتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون هذا العام فقط مقابل أن يقدم الاتحاد الأوروبي الأموال ويعيد إحياء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.

وشدد توسك على أن الهدف الرئيسي من القمة هو وقف تدفق المهاجرين على أوروبا وليس تحسين العلاقات مع تركيا، التي توترت في السنوات الأخيرة، فيما استغل إردوغان تفويضا انتخابيا قويا لتعزيز سلطته.

وقال 'دعوت لهذه القمة لنقرر في المقام الأول ما الذي ينبغي على الاتحاد الأوروبي وتركيا عمله معا لاستيعاب أزمة المهاجرين، هدفنا الأساسي هو الحد من تدفق المهاجرين لأوروبا'.

ويتعرض الأوروبيون، وتحديدًا المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لضغوط للتعامل مع أكبر تدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يتوجه معظم هؤلاء إلى ألمانيا. وساعدت الأزمة المعارضين القوميين وألبت الدول على بعضها البعض الأمر الذي سبب توترا عبر الحدود المفتوحة للتكتل.

وأكدت ميركل، بعد القمة، أن الاتحاد الأوروبي سيفتح الفصل السابع عشر من مفاوضات الانضمام مع تركيا هذا العام، وسيعمل على تسريع العمل بالسفر بدون تأشيرات للأتراك إذا تم الوفاء بالشروط القائمة.

وقالت ميركل إنها عقدت اجتماعا مع بعض الزعماء الآخرين في الاتحاد الأوروبي، قبل ساعات من قمة بروكسل، ناقشوا خلاله إعادة توطين بعض اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة في بلادهم لكن لم يتم مناقشة أي أعداد.

ولم تفعل التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة شيئا يذكر للسيطرة على التدفق، وعلى الرغم من أن الجو الشتوي قد يقلل من الأعداد لبضعة أشهر، إلا أنه يؤدي، أيضًا، إلى تفاقم معاناة عشرات الآلاف الذين تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق الحدود في البلقان، مما زاد من الضغوط على الزعماء الأوروبيين للتوصل لحل.

وأدى إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية على الحدود السورية إلى تعقيد اجتماع قمة اليوم، الأحد، والذي تمت الدعوة إليه قبل أيام فقط مع محاولة بروكسل التوصل لاتفاق طُرح قبل أكثر من شهر.

وأدى العمل التركي بدوره إلى تعقيد الجهود الأوروبية لإعادة الارتباط مع موسكو، رغم استمرار التوتر بشأن أوكرانيا، من أجل محاولة التوصل لسلام في سوريا، يمكن أن يؤدي إلى إنهاء محنة اللاجئين واحتواء تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد أيضًا الهجوم الذي شنه التنظيم في باريس قبل أسبوعين الدعوات العامة في الاتحاد الأوروبي لفرض قيود أكبر على الأشخاص القادمين من سوريا.

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي، إندا كيني، اليوم الأحد، إن التوتر بين تركيا وروسيا بسبب إسقاط الطائرة الروسية يثير الكثير من القلق بينما قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، إن الحادث ينبغي ألا يؤثر على فرص إيجاد حل سياسي لسوريا.

وأثار إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجمات باريس قبل أسبوعين دعوات علنية لكي يضع الاتحاد الأوروبي ضوابط أكثر على دخول الوافدين من سوريا.

التعليقات