الاتحاد الأوروبي قلق من حالة الطوارئ بتركيا

الاتحاد الأوروبي وجه اليوم انتقادات إلى إردوغان بسبب توقيف عشرات آلاف الأشخاص أو إقالتهم من مناصبهم* حشود من الأتراك تتظاهر تأييدا لإردوغان في اسطنبول وأنقرة وأزمر

الاتحاد الأوروبي قلق من حالة الطوارئ بتركيا

متظاهرون أتراك مؤيدون لإردوغان في هامبورغ بألمانيا (أ.ف.ب.)

وجه الاتحاد الأوروبي اليوم، الجمعة، انتقادات مجددا إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسبب توقيف عشرات آلاف الأشخاص أو إقالتهم من مناصبهم، فيما تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في المدن الكبرى احتفالا بفشل الانقلاب ضده.

وللمرة الأولى منذ حوالي 15 عاما، أعادت تركيا فرض حالة الطوارئ التي صادق عليها البرلمان، أمس، والذي يشكل فيه حزب العدالة والتنمية الحاكم الغالبية المطلقة.

وحث الاتحاد الأوروبي تركيا على أن 'تحترم، في كل الظروف، دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حق كل فرد في الحصول على محاكمة عادلة'.

وجاء في بيان مشترك لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع، يوهانس هان، مساء أمس، أنهما يتابعان 'عن كثب وبقلق' فرض حالة الطوارئ في تركيا.

ونددا بإقالة أو تعليق مهام عشرات آلاف الأشخاص في نظام التعليم والقضاء والإعلام باعتبارها 'قرارات غير مقبولة'، وقالا إنهما يراقبان حالة الطوارئ 'بقلق شديد'.

ويراقب الحلفاء الغربيون لتركيا بقلق الاضطرابات في هذه الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي سبق أن شهدت موجة هجمات تبناها تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش' ومتمردون أكراد.

لكن في الداخل، كانت الحشود تنظم مسيرات تأييد للرئيس التركي في اسطنبول وأنقرة وأزمير ومدن أخرى.

وتظاهر الليلة الماضية آلاف الأتراك على جسر البوسفور في اسطنبول للتعبير عن دعمهم لإردوغان والاحتجاج على الانقلاب الفاشل عليه.

وهتف الحشد الذي رفع مشاعل وأعلاما، اسم إردوغان. كما رفع لافتات كتب عليها 'نسهر على الوطن' و'توقعوا (الانقلابيون) كل شيء إلا المصير'.

ووجه إردوغان أمس نداء إلى 'الشعب العزيز' ليظل في حالة تعبئة في الشوارع بعد فشل انقلاب في 15 تموز/يوليو أدى إلى مقتل 265 شخصا.

وأعلن إردوغان أن 15 تموز/يوليو سيكون في المستقبل 'يوم ذكرى الشهداء'.

المعارضة تتخوف من حالة الطوارئ

وتتخوف أحزاب المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان من أن يؤدي العمل بحالة الطوارئ إلى قيود إضافية على حرية التعبير والتظاهر.

وقال حزب الشعوب الديمقراطي المعارض إنه 'لقد تم اختيار الطريق إلى الحكم التعسفي والسلوك غير القانوني ما يؤجج العنف'. وأضاف أنه 'تم إرغام المجتمع على الاختيار بين انقلاب أو حكومة غير ديمقراطية'.

وشدد إردوغان في المقابل على أنه لن يتم المساس بالديمقراطية فيما أشارت حكومته إلى مثال فرنسا التي أعلنت حالة الطوارئ لستة أشهر بعد موجة اعتداءات جهادية.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة تنوي فرض حظر تجول، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، نعمان كورتلموش، أنه 'بالتأكيد لا، هذا ليس إعلانا لأحكام عرفية'.

وقبل محاولة الانقلاب الفاشلة، كان القلق يتزايد حيال جهود إردوغان لإسكات معارضيه وقمع الصحافة.

وأشار إردوغان الى ان ملاحقة المتآمرين في الانقلاب ستتواصل، وقال أمس إنه تم توقيف 10410 أشخاص حتى الآن بينهم 4060 أودعوا قيد الحجز الاحتياطي بما يشمل أكثر من مئة ضابط برتبة جنرال أو أميرال. كما تم تعليق مهام أو إقالة حوالي خمسين ألف شخص.

ورغم القيود التي فرضت على حق التظاهر بموجب حالة الطوارئ، تلقى عدد كبير من الأتراك رسالة نصية من 'ر. ط. إردوغان' تدعوهم إلى مواصلة النزول إلى الشارع لمقاومة 'الخونة الإرهابيين'.

وهو يشير في هذه العبارة إلى أنصار الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والمتهم بإقامة 'دولة موازية' وبتدبير الانقلاب.

اقرأ/ي أيضًا | البرلمان التركي يمدد حالة الطوارئ لـ3 أشهر والفرنسي لـ6

وتطالب أنقرة القضاء الأميركي بتسليمها الرجل السبعيني، مؤكدة أنها سلمت أدلة على تورطه لم تنشر حتى الآن.

 

التعليقات