تقرير بالكونغرس: عسكريون أميركيون تلاعبوا بمعلومات حول "داعش"

"40% من المحللين أجابوا أنهم تعرضوا لضغوط لتشويه أو حذف معلومات خلال العام الماضي"* "النتيجة هي أن الذين كانوا يستخدمون هذه المعلومات كانت لديهم على الدوام نظرة متفائلة عن النجاحات العملانية الأميركية ضد داعش"

تقرير بالكونغرس: عسكريون أميركيون تلاعبوا بمعلومات حول

جنود أميركيون وعراقيون (أ.ب.)

اتهم تقرير لاذع نُشر اليوم، الخميس، مسؤولين عسكريين أميركيين بأنهم رسموا صورة أكثر تفاؤلا لجهود الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية.

وأعد أعضاء في الكونغرس هذا التقرير إثر تحذيرات من أن مديري أحد أجهزة الاستخبارات يفرزون المعلومات لتقديم صورة ملطفة للمخاطر التي يمثلها "داعش"، ويقومون بتجميل جهود الولايات المتحدة على الأرض.

وقال النائب الجمهوري مايك بومبيو في بيان إنه "منذ منتصف العام 2014 حتى منتصف العام 2015، تلاعب مسؤولو قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) بالمعلومات الاستخبارية من أجل تخفيف الخطر الذي كان يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق".

وأضاف أن "النتيجة هي أن الذين كانوا يستخدمون هذه المعلومات كانت لديهم على الدوام نظرة متفائلة عن النجاحات العملانية الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن ذلك كان يمكن أن يعرض جنودا أميركيين للخطر.

واستجوب معدو التقرير عشرات المحللين في "سنتكوم".

وجاء في التقرير أن "40% من المحللين أجابوا أنهم تعرضوا لضغوط لتشويه أو حذف معلومات خلال العام الماضي".

وتبين لمعدي التقرير أن القيادة المركزية نشرت بيانات صحافية وتصريحات علنية قالت فيها إن الوضع "كان بشكل ملحوظ أكثر إيجابية" من الواقع.

وفي منتصف العام 2015، تحسن الوضع مع وصول قيادة جديدة على رأس "سنتكوم".

ويجري المفتش العام للبنتاغون حاليا تحقيقا داخليا في هذه المسألة كون وزارة الدفاع الأميركية لم تجب بالتفصيل على الاتهامات الواردة في التقرير.

وقال اللفتنانت باتريك ايفانز، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن "أجهزة الاستخبارات تقدم بانتظام مجموعة واسعة من التقييمات المستندة إلى معطيات تتعلق بالوضع الأمني".

وأضاف أنه "تعتبر هذه التقييمات حيوية بالنسبة إلى جهودنا، وخصوصا عندما نأخذ في الاعتبار الطبيعة المعقدة إلى حد كبير للمعارك التي تدور على جبهات عدة في الوقت الراهن في العراق وسورية".

وتابع أن "الخبراء يختلفون أحيانا في تفسير المعطيات المعقدة، وأجهزة الاستخبارات ووزارة الدفاع منفتحة جدا على حوار بناء حول هذه المسائل الحيوية للأمن القومي".

من جهته قال النائب الجمهوري براد وينستراب إنه يجهل سبب إقدام أجهزة الاستخبارات على التلاعب بالمعلومات.

واعتبرت عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ النائب الجمهورية كيلي ايوت أنه ينبغي محاسبة مسؤولي "سنتكوم" في حال تبين فعلا أنهم مارسوا ضغوطا على محللين لتشويه المعلومات حول التصدي لتنظيم "داعش".

التعليقات