تركيا "تتورط" في هجمات إلكترونية بغرض التجسس

قال ثلاثة مسؤولين أمنيين رسميين في الغرب لوكالة "رويترز" إن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى في أوروبا والشرق الأوسط من تنفيذ مخترقين يعملون لصالح الحكومة التركية.

تركيا

توضيحية (Pixabay)

قال ثلاثة مسؤولين أمنيين رسميين في الغرب لوكالة "رويترز" إن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى في أوروبا والشرق الأوسط من تنفيذ مخترقين يعملون لصالح الحكومة التركية.

واخترق متسللون 30 مؤسسة على الأقل منها وزارات وسفارات وأجهزة أمنية إضافة لشركات ومنظمات أخرى، وفقًا لمراجعة أجرتها "رويترز" لسجلات الإنترنت العامة.

وأظهرت السجلات أن من بين ضحايا تلك الهجمات خدمات البريد الإلكتروني لقبرص والحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية، وتضمنت الهجمات اعتراض تدفقات البيانات على مواقع الجهات المستهدفة مما مكن المتسللين من الدخول بشكل غير مشروع لشبكات جهات حكومية ومؤسسات أخرى.

وبحسب "رويترز"، قال مسؤولان بريطانيان وثالث أميركي في هذا الصدد، إن تلك الأنشطة تحمل بصمات عملية تجسس إلكتروني مدعومة من دولة وتم تنفيذها لدعم المصالح التركية، وأن الاستنتاجات تعتمد على ثلاثة عناصر، هي هوية ومواقع الجهات المستهدفة، إذ شملت حكومات دول لها أهمية جيو-سياسية لدى تركيا، وأوجه التشابه مع هجمات سابقة يقولون إنها استخدمت بنية تحتية مسجلة في تركيا، ومعلومات ضمن تقييمات سرية لأجهزة مخابرات رفضوا الإفصاح عن تفاصيلها.

وأشار المسؤولون لـ"رويترز" إلى أنه لم تتضح هوية الأفراد أو المؤسسات المسؤولة عن الهجمات، لكنهم يعتقدون أن موجات الهجمات الإلكترونية تلك على صلة ببعضها لأنها استخدمت نفس الخوادم أو بنية تحتية أخرى.

ونفت وزارة الداخلية التركية عن الهجمات، ولم يرد أي مسؤول تركي أمني بشكل مباشر على الأسئلة المتعلقة بتلك الهجمات، لكن أفاد مصدر لمسؤول تركي قال إن بلاده تعرضت هي الأخرى من قبل لهجمات تسلل إلكتروني متكررة.

وصرحت الحكومة القبرصية في بيان أن "الوكالات المعنية علمت على الفور بالهجمات وتحركت لاحتوائها... لن نعلق بالتفصيل لأسباب تتعلق بالأمن القومي"، وقال مسؤولون في أثينا إنه ليس هناك ما يدل على أن أنظمة البريد الإلكتروني الحكومية تعرضت لأي خطر. ولم ترد الحكومة العراقية على طلبات للتعليق.

ووفقا لسجلات الإنترنت العامة التي اطلعت عليها "رويترز"، فقد وقعت الهجمات الإلكترونية على قبرص واليونان والعراق في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019. وصرح مصادر ومحققون يعملون بشكل مستقل في مجال أمن الإنترنت إن السلسة الأوسع نطاقا من الهجمات لا تزال مستمرة.

وصرح المسؤولون الثلاثة ومسؤولان آخران في المخابرات الأميركية لـ"رويترز" أنه على الرغم من أن هذا النوع من الهجمات التي تنفذ عن طريق التلاعب بنظام تعريف اسم نطاق الإنترنت (دي.إن.إس) شائع على مستوى أصغر إلا أن حجم تلك الهجمات أثار قلق أجهزة المخابرات الغربية، ويعتقد المسؤولون أن الهجمات ليست مرتبطة بحملة تسلل أخرى استخدمت الطريقة نفسها وتم اكتشافها في أواخر 2018.

التعليقات