الأسد يرفض مفاوضة المعارضة؛ بوتين: نتعاون مع الجيش الحر

الرئيس الروسي الذي يعتبر الداعم الأساسي للأسد كشف اليوم أن بلاده دعمت ماديا وعسكريا الجيش السوري الحر، الذي يعتبره الأسد "إرهابيا".

الأسد يرفض مفاوضة المعارضة؛ بوتين: نتعاون مع الجيش الحر

بلدة حمورية السورية تحت القصف الروسي, أول من أمس (أ ف ب)

قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشر نصها على وسائل إعلام حكومية، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة والسعودية تريدان أن تشارك 'جماعات إرهابية' في محادثات فيينا التي اقترحتها قوى عالمية، وإنه لا يعتقد أن أحدا في سوريا يمكن أن يقبل مثل هذه المحادثات، وجدد رفضه إجراءات مفاوضات مع المعارضة، لكن الرئيس الروسي الذي يعتبر الداعم الأساسي للأسد كشف اليوم أن بلاده دعمت ماديا وعسكريا الجيش السوري الحر، الذي يعتبره الأسد 'إرهابيا'.

وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها التباين في المواقف بين بوتين والأسد، ففيما يعتبر الأول الجيش الحر تنظيما شرعيا يمكن التعاون معه و'دعمه ماديا' كما قال، يكرر الثاني موقفه الرافض أي حديث مع أي طرف سوري معارض سواء كان معدودا على 'المعارضة المعتدلة' أو 'المعارضة المسلحة'.

ولا يمكن التأكد من حقيقة تصريحات بوتين حول الجيش الحر، إذ تتهمه المعارضة بأنه يقصفها بدلا من قصف معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

واستغرب مأمون سويد، نائب قائد الفرقة الوسطى في ريف حماة الشمالي، تصريحات الرئيس الروسي، وقال:'يبدو أنه يقصد بالدعم قصف مقرات الجيش السوري الحر'، مشيراً في تصريح لـ 'العربي الجديد' إلى أن غاية بوتين من وراء إطلاق تصريحاته 'تضليل الرأي العام الدولي'، مؤكدا أن الطيران الروسي استهدف مقرات للفرقة أكثر من مرة. 

وعندما سئل الأسد عما إذا كان يعتزم الانضمام إلى المفاوضات التي دعت لها عدة دول غربية وعربية في  كانون الثاني/ يناير المقبل، رد قائلا: 'تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين... وهو أمر لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان”.

وردا على سؤال عما إذا كان يريد التفاوض مع جماعات المعارضة التي اجتمعت في الرياض هذا الأسبوع، قال الأسد إنه 'عندما تكون مستعدة لتغيير منهجها والتخلي عن سلاحها فإننا مستعدون... أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماما”.

بوتين: ندعم الجيش الحر

إلى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة إن روسيا تساند الجيش السوري الحر المعارض وتقدم له الأسلحة والذخيرة والدعم الجوي في عمليات مشتركة مع القوات السورية النظامية في مواجهة المتشددين الإسلاميين. 

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو أنها تدعم بالفعل خصوما للرئيس السوري في القتال ضد تنظيم 'داعش'. وقال بوتين في الشهر الماضي إن القوات الجوية الروسية ضربت أهدافا 'إرهابية' حددها الجيش السوري الحر.

وقال بوتين في اجتماع سنوي في وزارة الدفاع: 'يساعد عمل قواتنا الجوية في توحيد جهود القوات الحكومية والجيش السوري الحر”.

وأضاف مشيرا إلى الجيش السوري الحر 'تشارك الآن الكثير من وحداته التي يزيد قوامها عن 5 آلاف فرد في عمليات هجومية ضد الإرهابيين إلى جانب القوات النظامية في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة.'

وتابع: 'نسانده من الجو كما نساند الجيش السوري. نساعدهم بالأسلحة والذخيرة ونقدم لهم دعما ماديا”.

وأشار بوتين إلى أن الضربات التي ينفذها طيران وبحرية روسيا ألحقت أضرارا بالغة للبنية التحتية للدولة الإسلامية التي تسيطر على مساحات واسعة من شرق سوريا وغرب العراق.

لكن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال إن نفوذ “داعش” يتزايد في سوريا حيث يسيطر المسلحون على حوالي 70 في المئة من البلاد.

وقال شويجو إن عدد مقاتلي “داعش” في سوريا والعراق يبلغ حوالي 60 ألفا مشيرا إلى وجود احتمالات بأن يمتد العنف إلى دول وسط آسيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي في السابق والقوقاز.

في سياق متصل، أعلن الناطق باسم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم الجمعة، إن الأخير سيلتقي الرئيس الروسي بوتين في موسكو الثلاثاء المقبل للبحث في الملف السوري وسبل مكافحة تنظيم “داعش”.

وقال الناطق مارك تونر على هامش المؤتمر الدولي حول المناخ إن كيري وبوتين 'سيبحثان في الجهود الجارية للتوصل إلى انتقال سياسي في سوريا، وفي الجهود المتزامنة لاضعاف وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية'.

وستشمل المباحثات أيضا الأزمة في شرق أوكرانيا حيث تتهم واشنطن موسكو بدعم المتمردين الانفصاليين، كما قال الناطق.

وسيلتقي كيري ـيضا نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال وجوده في موسكو.  ويفترض ان تجتمع مجموعة الدول الـ17 في نيويورك في 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لاطلاق النار عبر التفاوض.لكن موسكو وواشنطن كانتا تنتظران نتائج اجتماع المجموعات المسلحة والمعارضة السورية هذا الأسبوع في الرياض قبل تأكيد موعد هذا الاجتماع في نيويورك.

وأعلنت مجموعات المعارضة أمس الخميس موافقتها على إجراء مفاوضات مع النظام السوري لكنها طالبت برحيل الرئيس السوري مع بدء مرحلة انتقالية محتملة.

التعليقات