هجوم جوي روسي سوري وشيك على حلب: انتخابات الدم

نقل عن رئيس وزراء النظام السوري، وائل الحلقي، قوله اليوم، الأحد، إن سلاح الجو الروسي وجيش النظام السوري، يُعدان عملية مشتركة لاستعادة حلب؛ وقال مسؤول من المعارضة السورية إن "الهدنة على وشك الانهيار"، قبيل يومين من انتخابات برلمانيّة مقرّر

هجوم جوي روسي سوري وشيك على حلب: انتخابات الدم

دارة عزّا - حلب (رويترز)

نقل عن رئيس وزراء النظام السوري، وائل الحلقي، قوله اليوم، الأحد، إن سلاح الجو الروسي وجيش النظام السوري، يُعدان عملية مشتركة لاستعادة حلب؛ وقال مسؤول من المعارضة السورية إن 'الهدنة على وشك الانهيار'، قبيل يومين من انتخابات برلمانيّة مقرّرة في الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري.

وتعرّض اتفاق وقف العمليات القتالية، الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة لضغوط جديدة، مع اشتعال القتال بين قوات المعارضة والقوات الحكومية قرب حلب، في حين من المتوقع وصول مبعوث من الأمم المتحدة إلى دمشق، في محاولة لإعطاء دفعة للجهود الدبلوماسية المتعثرة.

وبدأ العمل بالهدنة في شباط/فبراير بهدف تمهيد الطريق لاستئناف محادثات لإنهاء القتال، المستمر منذ خمس سنوات. لكنها انتهكت على نطاق واسع وكل طرف يلقي اللوم على الآخر في انتهاكها. ويمثل القتال الدائر جنوبي حلب، أكبر تحدٍ لاتفاق الهدنة، حتى الآن.

ولم تحرز الجهود الدبلوماسية، حتى الآن، تقدمًا يذكر، فلم يتم التوصل إلى تسوية بشأن مستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي قويت شوكته بدعم عسكري من إيران وروسيا.

ورفض مسؤول إيراني بارز، في تصريحات للتلفزيون الإيراني، ما وصفه بأنه طلب أميركي بمساعدة طهران في حمل الأسد على ترك السلطة، قائلا إنه يتعين أن يكمل فترة ولايته وأن يسمح له بخوض انتخابات الرئاسة 'مثله مثل أي سوري'.

وقال الحلقي لمشرعين روس يزورون سورية إن البلدين تعدان معًا عملية 'لتحرير' حلب، أكبر المدن السورية والتي كانت المركز التجاري بالبلاد قبل اندلاع الصراع في عام 2011. وحلب الآن مقسمة إلى مناطق تسيطر الحكومة على بعضها والمعارضة على البعض الآخر.

ونقلت وكالة تاس عن الحلقي قوله 'نحن، مع شركائنا الروس، نحضّر لعملية لتحرير حلب، والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية، التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه'.

وقال عضو المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي وأحد أفراد الوفد لوكالة الإعلام الروسية، ديمتري سابلين، 'الطيران الروسي سيدعم عملية الهجوم البري للجيش السوري'.

وساعد نشر قوات جوية روسية في سورية، العام الماضي، على ترجيح كفة الأسد في الحرب، إذ قصفت معارضين مدعومين من السعودية وتركيا والولايات المتحدة. وسحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعضًا من القوات الروسية، لكنه أبقى على قاعدة جوية في اللاذقية واستمر في شن الضربات على تنظيم الدولة الإسلامية.

ولا يشمل اتفاق وقف العمليات القتالية الجزئي تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة.

وأوردت المعارضة تقارير عن استئناف الغارات الجوية الروسية جنوبي حلب، وهي ساحة مهمة تقاتل فيها قوات إيرانية وحزب الله اللبناني، في صف جيش النظام، وتنشر فيها جبهة النصرة مقاتليها على مقربة من معارضين آخرين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 35 مقاتلا قتلوا من الجانبين خلال 24 ساعة، في المنطقة التي يدور فيها القتال منذ نحو عشرة أيام.

'على وشك الانهيار'

من جهتها، قالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات وهي المجلس الرئيسي الذي يمثل المعارضة السورية، بسمة قضماني، لصحيفة جورنال دي ديمونش إن الأيام العشر الماضية شهدت تدهورًا خطيرًا، وصل إلى درجة أن الهدنة أصبحت على وشك الانهيار. وأضافت إن البعثة الروسية الأميركيّة لمراقبة الهدنة 'لا حول لها'.

وقتل الصراع أكثر من 250 ألف شخص وأوجد أسوأ أزمة لاجئين في العالم، وسمح بصعود نجم تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مدير الرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن هناك انهيارًا حقيقيًا للهدنة في حلب.

ويقول جيش النظام إن الأطراف التي اتفقت على وقف العمليات القتالية شاركت في هجمات جبهة النصرة على مواقع تسيطر عليها الحكومة جنوبي حلب. وألقت جماعات الجيش السوري الحر اللوم في القتال على انتهاكات القوات الحكومية للهدنة.

وقال مدير المكتب الإعلامي لجماعة جيش النصر المعارضة، محمد رشيد، إن الغارات الجوية عادت، تقريبًا، لما كانت عليه. وقال مصدر عسكري سوري إن المعارك مستعرة لأن الجماعات المسلحة التي شاركت في الهدنة انضمت لجبهة النصرة في الهجوم.

وتحدث المرصد كذلك عن قتال اليوم، الأحد، بين قوات الحكومة وقوات المعارضة قرب بلدة دوما، التي تسيطر عليها المعارضة وقال إن طائرات هليكوبتر حكومية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمالي حمص.

إيران ترفض 'شروطا مسبقة' أميركية

من المقرر أن يصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ستافان دي ميستورا، دمشقَ، اليوم الأحد، على أن يلتقي مسؤولين سوريين غدًا، الإثنين. وكان ديمستورا قد قال، الأسبوع الماضي، إنه سيزور دمشق وطهران للاطلاع على مواقفهما إزاء التحول السياسي قبل بدء جولة جديدة من محادثات السلام، الأربعاء.

وقال دي ميستورا إن الجولة التالية من المحادثات يتعين أن تكون 'محدّدة بدرجة كبيرة في اتجاه عملية سياسية، تقود إلى بداية حقيقية لتحول سياسي'.

أما مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، فقد قال إن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، طلب من إيران 'المساعدة في حمل بشار على ترك السلطة'.

وأضاف 'يتعين علينا أن نسألهم ما شأنكم أنتم بذلك؟ أليس من حق الشعب السوري أن يقرر؟'

اقرأ/ي أيضًا| سورية: إسقاط طائرة حربية للنظام جنوب حلب

وأضاف 'من وجهة نظر إيران، يتعين أن يبقى بشار الأسد وحكومته كحكومة قانونية ورئيس قانوني حتى نهاية فترة ولايته. وأن يتمكن بشار الأسد من المشاركة في الانتخابات الرئاسية مثله مثل أي مواطن سوري. وشروطهم المسبقة المتعلقة برحيل بشار تمثل خطا أحمر بالنسبة لنا'.

 

التعليقات