سورية: سريان وقف إطلاق النار ومقتل 13 بقصف جوي

دخل وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين، بموجب اتفاق أميركي - روسي يشكل محاولة جديدة لوضع حد للاحتراب الدامي المستمر منذ خمس سنوات.

سورية: سريان وقف إطلاق النار ومقتل 13 بقصف جوي

أطفال درعا يلهون في العيد على أنقاض مبنى (أ ف ب)

دخل وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين، بموجب اتفاق أميركي - روسي يشكل محاولة جديدة لوضع حد للاحتراب الدامي المستمر منذ خمس سنوات.

وقبل دقائق من بدء سريان الاتفاق، أعلنت موسكو تعليق ضرباتها الجوية على كل الأراضي السورية، باستثناء 'المناطق الإرهابية'، فيما أعلن الجيش السوري لاحقا التزامه بالتهدئة لمدة سبعة أيام.

وقبل ساعات على بدء العمل بالهدنة، قتل 13 مدنيًا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، جراء قصف من طائرات حربية استهدف مناطق في بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.

ويستثني الاتفاق تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) وجبهة 'فتح الشام'، 'جبهة النصرة' سابقًا قبل فك ارتباطها بتنظيم 'القاعدة'، ما يعني أن العمليات العسكرية ستتواصل في مناطق واسعة من البلاد.

وفي مدينة حلب في شمالي البلاد، شهدت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وقفا لإطلاق النار منذ الساعة الخامسة عصرًا. وفي الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال مراسل فرانس برس أنه سمع دوي آخر قذيفة أطلقت من الشطر الشرقي قبل خمس دقائق فقط من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

ويتناول الاتفاق الأميركي - الروسي مدينة حلب التي تشهد وضعا إنسانيًا مروعًا، والمقسمة منذ العام 2012 بين الطرفين. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، أن 'هدوءًا يعم كافة المناطق السورية باستثناء بعض القذائف في القنيطرة ودرعا جنوبًا'.

وأعلن الجيش السوري في بيان أوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التزامه بتطبيق 'نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام اعتبارا من الساعة 19،00 ' من اليوم، مشددًا على 'الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة'.

وأعلنت موسكو مساء اليوم على لسان مسؤول عسكري بارز أن 'وقف جميع الاعمال القتالية في جميع مناطق سورية'، مع التأكيد على أنها 'ستواصل شن الضربات ضد أهداف إرهابية'.

وينص الاتفاق بحسب ما ورد على لسان وزري الخارجية الأميركي، جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، يوم الجمعة على أن يتم الالتزام بوقف النار في مرحلة أولى لمدة 48 ساعة يتم تجديدها.

وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة، والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام.

كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق أساسية تم الاتفاق عليها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الأرض.

وبعد مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم 'داعش'

وقبل ساعات من بدء سريان الاتفاق، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن 'الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة من الإرهابيين'.

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لوقف النار في سورية في نهاية شباط/فبراير الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء جبهة النصرة من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.

وأعلنت جبهة النصرة في أواخر تموز/يوليو فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى 'جبهة فتح الشام'. وتتكرر المعضلة مجددا مع استثنائها من الاتفاق الجديد في ظل التحالف القائم بينها وبين فصائل مقاتلة وإسلامية، على رأسها حركة أحرار الشام، خصوصًا في محافظتي إدلب وحلب.

وتسبب النزاع في سورية منذ آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 290 ألف شخص. ويهدف الاتفاق الأميركي - الروسي إلى العودة في النتيجة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة 'ريا نوفوستي' اليوم إنه 'من المفترض أن يدعو موفد الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا كافة الأطراف (إلى المفاوضات السياسية) في بداية تشرين الأول/أكتوبر'.

ولم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن من المعارضة السياسة أو المسلحة بخصوص الاتفاق الأميركي - الروسي. لكن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، قال لوكالة فرانس برس إن الهيئة تطالب بضمانات حول تطبيق الاتفاق.

وأضاف أنه 'نطلب ضمانات خصوصًا من الولايات المتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق. (...) نريد أن نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب، وما هو الرد على المخالفات'.

وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيرا إلى إنهما يصنفان كافة الفصائل التي تقاتل قوات النظام بـ'الإرهابية'.

ويدعو الاتفاق الفصائل المقاتلة التي يصنفها الأميركيون في إطار 'المعارضة المعتدلة' إلى النأي بنفسها عن تنظيم 'داعش' وجبهة فتح الشام.

التعليقات