سد الموصل مهدد بالانهيار وإغراق منطقة الموصل - بغداد

في حال انهار سد الموصل فإنه سيطلق أربعة مليارات متر مكعب من المياه دفعة واحدة، الأمر الذي سيؤدي إلى مصرع الآلاف في غضون ساعتين من الزمن

سد الموصل مهدد بالانهيار وإغراق منطقة الموصل - بغداد

* انهيار السد يعني تدفق أكثر من 4 مليار كوب من المياه دفعة واحدة

* السد مبني على أرض رخوة غير متماسكة ولا يحميه عملية الحقن بمادة إسمنتية خاصة

* انهيار السد سيؤدي إلى مصرع الآلاف في غضون ساعتين

تركز وسائل إعلامية عراقية ودولية، مؤخرا، على سد الموصل، وذلك من باب الخشية من انهياره والتسبب بكارثة إنسانية لمدينتي الموصل وبغداد، والمنطقة الواقعة بينهما.

وتتناول دراسات أجريت مؤخرا على السد مخاطر تدفق أكثر من 4 مليارات كوب من المياه دفعة واحدة في حال انهيار السد، ما يعني التسبب بكارثة إنسانية بمقاييس لا يمكن تخيلها.

وتشير مراكز البحوث الأمريكية المتخصصة في مجال السدود والجسور في أحدث دراسات لها أن سد الموصل الذي يبعد حوالي 50 كيلومترا شمال مدينة الموصل يعاني من مشاكل عدة، لاسيما في قاعدته التي شيدت على أرض رخوة غير متماسكة، وأن أعمال الحقن بمادة الإسمنت الخاص التي تقوم بها جهات عراقية مختصة غير ناجعة لحمايته بشكل نهائي وتلافي المشاكل التي يواجهها ما يعني أن استمرار إهماله سيتسبب بقرب انهياره.

ويقع سد الموصل شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى على مجرى نهر دجلة، وقد بني عام 1983، ويبلغ طوله 3.2 كيلومتر وارتفاعه 131 مترا، وهو يعتبر أكبر سد في العراق، ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط، وهو سد إملائي ركامي ذو لب طيني وسطي، وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من السيطرة عليه بعد أحداث حزيران/يونيو عام 2014 إلا أنه سرعان ما فقد السيطرة عليه بعد عملية عسكرية نفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وصفت من قبل خبراء عسكريين بأنها نوعية كونها لم تتسبب بأي ضرر لبنى السد التحتية، واقتصرت على تحريره فقط وإعادته إلى أحضان الدولة العراقية.

وقال مدير سد الموصل رياض عز الدين في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنه يستبعد انهيار السد في الوقت الحاضر والتسبب بكارثة إنسانية إلا أنه لم ينفِ وجود مخاطر جمة يعاني السد منها، وفي مقدمتها ظهور تشققات كبيرة في منطقة الجسم، والتي تحدث نتيجة لزيادة كميات المياه المخزونة فيه وعدم وجود طرق مناسبة لتصريفها في الوقت الملائم.

وأضاف عز الدين أن 'على الحكومة المركزية ووزارة الموارد المائية التعامل الجاد مع التحذيرات التي أطلقتها مراكز البحوث والدراسات الأمريكية المتعلقة بسد الموصل كون الكثير من خبراء السدود الأمريكيين قد زاروا السد بعد تحريره من سيطرة تنظيم داعش، واطلعوا على حالته، وأعدوا تقارير عن أوضاعه'.

وقال عز الدين 'إننا نحاول من خلال القيام بإعمال التحشية (الحقن) بالإسمنت والصيانة لجسم السد وعلى نحو مستمر الحفاظ على وضعه الجيولوجي وإبقائه بحالة جيدة' ، لافتا في الوقت ذاته الى أنه 'جرى إبلاغ الحكومتين المحلية والمركزية ووزارة الموارد المائية بحالة السد والمخاطر التي تحيط به، ولغاية الآن لم نتلق ردا'.

وفي حال انهار سد الموصل فإنه سيطلق أربعة مليارات متر مكعب من المياه دفعة واحدة، الأمر الذي سيؤدي إلى مصرع الآلاف في غضون ساعتين من الزمن، وستكون بمثابة كارثة العصر في القرن الحادي والعشرين.

وقال مسؤولون سياسيون عراقيون إن 'إثارة أزمة سد الموصل في هذا الوقت بالتحديد تقف وراءها أجندات مشبوهة ومافيات وشركات فاسدة محلية ودولية تسعى للفوز بفرصة استثمار فيه بعد علمها أن الحكومة المركزية رصدت 300 مليار دينار عراقي، 250 مليون دولار، لإعادة تأهيله ضمن المواصفات العالمية'.

وأوضحوا أن 'هذه الأجندات المشبوهة والشركات الفاسدة بدأت تثير الإشاعات بشأن قرب انهيار السد والتسبب بكارثة من أجل تأجيج الرأي العام ضد الحكومة والدفع بها لمنح امتياز إعادة تأهيله إليها'.

من جانبهم وصف مواطنون موصليون موقف الحكومة العراقية تجاه السد بالضعيف، حيث قال خالد الحديدي وهو مهندس يعمل في بلدية الموصل إن' الحكومة لا تفصح عما يجري حول السد عدا قولها إنها اتفقت مؤخرا مع شركة ايطالية من أجل إعادة إعمار السد والقضاء على الكارثة التي لا سمح الله قد تكون سونامي ثانية في العراق'.

ويرى المسؤولون أن هدف هذه الشركات يجب ألا يمنع الحكومة ووزارة الموارد المائية من الإسراع في إعادة تأهيل سد الموصل، وتحسين أوضاعه وإبعاد المخاطر عنه، ولكن من خلال منح امتياز تأهيله إلى شركات عالمية لها باع في مجال تأهيل السدود والجسور ضمن أرقى المواصفات.

يذكر أنه كان الهدف الأساسي من إنشاء سد الموصل هو درء خطر الفيضان الذي كان يهدد جميع المدن العراقية الواقعة على جانبي مجرى نهر دجلة بالإضافة إلى تخزين المياه بحجم 11.11 مليار متر مكعب، وتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة إجمالية منصوبة قدرها 1050 ميجاواط، حيث تبلغ الطاقة المشيدة لمحطة السد الرئيسي (750) ميجاواط، وللسد التنظيمي (60) ميجاواط، ولمشروع التخزين بالضخ (240) ميجاواط، هذا فضلاَ عن تطوير الثروة السمكية واستغلال البحيرات للأغراض السياحية.

من جانبه قال محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، إن التغلب على مشكلة انهيار سد الموصل بسيط جدا ويكمن من خلال تصريف مياه السد ، مستندا بذلك إلى أن خطورة انهيار السد مرتبطة بعدم قدرته على إطلاق كميات من المياه تتناسب مع حجم المياه الواردة من تركيا.

وأكد النجيفي ، في دراسة عن السد، ضرورة الاستعانة بخبرات الشركات الأجنبية لضمان تصليح وتشغيل بوابات السد وتصريف المياه المطلوب تصريفها قبل موسم الفيضان.

يذكر أن حقن قواعد سد الموصل هي طريقة تعود الى ثمانينيات القرن الماضي، وقد استخدمت لتقوية أسسه بشكل مستمر إذ يستخدم في أعمال التحشية إسمنت فائق النعومة يجرى إنتاجه بكميات كبيرة في معمل إسمنت حمام العليل جنوب مدينة الموصل، وينقل بسرعة فائقة إلى موقع السد للقيام بأعمال التحشية.

وأعلنت الحكومة العراقية أنها وافقت على إحالة مسألة صيانة سد الموصل إلى شركة 'تريفي' الإيطالية المتخصصة في هذا المجال.

التعليقات