31/10/2010 - 11:02

اسرائيل تتهم سوريا والجهاد فيها بالمسؤولية عن عملية تل ابيب

بن اليعزر: "العالم سيعيش بهدوء بدون سوريا والقاعدة"!* بعد ساعات من اتهامها لحزب الله اللبناني، عادت اسرائيل مساء اليوم، وادعت ان تنظيم الجهاد الاسلامي في سوريا هو المسؤول عن العملية*

اسرائيل تتهم سوريا والجهاد فيها بالمسؤولية عن عملية تل ابيب

بعد ساعات من اتهامها لحزب الله اللبناني بالمسؤولية عن العملية الانتحارية التي وقعت في تل ابيب مساء امس، عاد اسرائيل على لسان مصادر امنية، مساء اليوم، الى اتهام تنظيم الجهاد الاسلامي في سوريا بالمسؤولية، في وقت نفى فيه الجهاد الاسلامي في السلطة الفلسطينية ان يكون له علاقة بالعملية. وقال انه يواصل الالتزام بتعهداته لابو مازن باحترام الهدنة.


فور ذلك بدأت موجة جديدة من التحريض في اسرائيل ضد سوريا. واعتبرالوزير بنيامين بن اليعزر، من حزب العمل، سوريا والقاعدة مصدر "الارهاب" في المنطقة، وقال بلهجة تحريضية تحث على توجيه ضربة الى سوريا، ان العالم يمكنه العيش بهدوء بدون سوريا والقاعدة"!


اما الوزير داني نفيه (ليكود) فاعتبر ان  العملية وقعت بسبب ما اسماه "قيام اسرائيل بتخفيف الضغط على دواسة مكافحة الارهاب". واصر على تحميل ابو مازن المسؤولية رغم ان منفذ العملية خرج من بلدة مازالت تخضع للاحتلال. وانذر نفيه السلطة الفلسطينية بالعودة الى العمليات العسكرية ضد من اسماهم "الارهابيين" اذا لم يتحرك ابو مازن، على حد تعبيره.


وكان نفيه وبن اليعزر يتحدثان الى الاذاعة الاسرائيلية، مساء اليوم. 


وكانت اسرائيل ومصادر فلسطينية قد وجهت اصابع الاتهام الى حزب الله اللبناني، لكن الحزب نفى بشكل قاطع، اليوم السبت، ان تكون له اي علاقة بالعملية التي أدت الى قتل اربعة اسرائيليين، على الاقل واصابة نحو 50 .

وجاء في بيان أصدره حزب الله ردا على اتهامات اسرائيلية وفلسطينية له: "ينفي حزب الله بشكل قاطع ما ورد من اتهامات لمحت الى دور مفترض له في عملية تل ابيب ويعتبرها عارية عن الصحة تماما."

وأشار بيان الحزب الى ان هذه الاتهامات "تصب في خانة التحريض التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد حزب الله."

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان ثمة شكوكا في ان مقاتلين من حزب الله اللبناني لهم يد في الهجوم في محاولة لوقف جهود السلام.

كما نقلت قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية عن مصدر أمني فلسطيني قوله في وقت سابق من اليوم السبت ان "تحقيقات أولية اوضحت أن جماعة حزب الله وراء الهجوم الانتحاري" .

وفي أقوى تنديد فلسطيني بهجوم في الانتفاضة الفلسطينية التي تفجرت منذ اربع سنوات وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المهاجمين بأنهم "ارهابيون" والقى باللوم على اطراف خارجية تعارض وقف اطلاق النار الساري منذ اسبوعين مع اسرائيل.

وقال عباس للصحفيين انه سيقدم المسؤولين عن الهجوم للعدالة ولن يسمح لاحد بتخريب طموحات الشعب الفلسطيني.

وقال نزيهه منصور عضو كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله في البرلمان اللبناني ان الزج باسم حزب الله في العملية "محاولة لايجاد ملف لملاحقة المقاومة الاسلامية امام الرأي العام الدولي."

واضاف لقناة الجزيرة الفضائية "في تاريخ المقاومة الاسلامية لم يحصل اي عملية (لحزب الله) داخل الكيان الصهيوني."

ومضى قائلا ان هذه الاتهامات تأتي في اطار "المناخ الدولي والاقليمي والهجمة على المقاومة وعلى سوريا."

ووجه اصابع الاتهام الى المتطرفين اليهود قائلا "لماذا لا توجه اصابع الاتهام الى القيادة الصهيونية الى هؤلاء الذين يعملون على افشال اي حالة سلام في هذه المنطقة؟"

الجيش الاسرائيلي يستبعد وقوف حزب الله وراء العملية


وكانت الجهات الامنية الاسرائيلية قد وجهت اصبع الاتهام الى حزب الله وحملته مسؤولية العملية التي نفذها مواطن فلسطيني في ملهى ليلي في مدينة تل ابيب.

ونقل موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني عن مصادر امنية اسرائيلية قولها ان المخطط للعملية هو قيس عبيد الذي وصفته المصادر بـ"رجل المهمات الاسرائيلي" لحزب الله.


الا ان مصادر في الجيش الاسرائيلي استبعدت، مساء اليوم، ان يكون حزب الله وراء العملية، واشارت باصابع الاتهام الى الجهاد الاسلامي الذي اعلن، مساء اليوم مسؤوليته عن العملية.

ويذكر ان عبيد هو من مدينة الطيبة في منطقة المثلث الجنوبي في وسط اسرائيل واشتهر بحسب المصادر الاسرائيلية على انه مدبر عملية اختطاف الضابط الاسرائيلي الحنان تننبويم في العام 2000 وتسليمه لايدي حزب الله.

وتنسب المصادر الامنية الاسرائيلية الى عبيد تمويل تنظيمات فلسطينية محلية باموال حزب الله وتزويدها باسلحة لتنفيذ عمليات داخل اسرائيل بينها العملية الإستشهادية التي وقعت ليلة امس.

وقالت يديعوت احرونوت نقلا عن المصادر الامنية ذاتها ان هدف "الحملة الارهابية" هو "تحطيم وقف اطلاق النار" بين اسرائيل والفلسطينيين.

وتقدر الجهات الامنية الاسرائيلية ان عبيد دفع اموالا لتنظيم فلسطيني محلي الذي ارسل بدوره عبد الله بدران (21 عاما) من قرية دير الغصون القريبة من مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

وتحقق اجهزة الامن الاسرائيلية في كيفية وصول بدران الى من قريته الى تل ابيب رغم الحصار الاسرائيلي المفروض على الضفة الغربية ووجود جدار الفصل العنصري.

من جهته اعتبر موقع صحيفة هآرتس الالكتروني اليوم السبت ان عملية تل ابيب وضعت وقف اطلاق النار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية امام "اختبار صعب بعد 16 يوما فقط من اعلانه في قمة شرم الشيخ".

واضاف المراسل السياسي لهآرتس الوف بن في مقال تحليلي ان العملية "ذكرت الاسرائيليين بان العناوين التي تحدثت عن نهاية الانتفاضة جاءت سابقة لاوانها".

واضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون"الذي احتفل بعيد ميلاده ال77 قبل ساعات من وقوع العملية لم يسارع الى اتخاذ قرارات".

وقال ان "المعضلة التي يواجهها شارون الان هي كيفية محاربة الارهاب من دون التسبب بانهيار العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية" وان "اسرائيل معنية في نجاح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)".

وحذر الكاتب من انه "في حال عادت اسرائيل الى استخدام رد فعل قوي فانها ستضعف بذلك ابو مازن وسيكون بامكانه التهرب من مسؤوليته عن محاربة الارهاب".


وتابع انه "من جهة اخرى، اذا غضت اسرائيل الطرف فانها تكون بذلك قد منحت جائزة لمنفذي العملية.
"كذلك فان شارون يعي التوقعات الامريكية بان تترفع اسرائيل عن الرد وتمنح فرصة للتغيرات في الجانب الفلسطيني".

ومضى الوف بن انه "يمكن التوقع ان يمتنع شارون عن تنفيذ عملية عسكرية مكثفة في الاراضي الفلسطينية ويفضل استغلال الظروف لصالح ممارسة الضغط على ابو مازن ليعمل بدوره بشكل جدي ضد الارهاب".

ولفت بن الى "امتداح المسؤولين في الجيش الاسرائيلي اجهزة الامن الفلسطينية في محاربة الانفاق في رفح".

واضاف ان التقديرات لدى اجهزة الامن الاسرائيلية هي انه "ستكون هناك عمليات انتحارية حتى بعد التوصل الى وقف اطلاق النار".

رغم ذلك فان "اسرائيل ستكون صارمة في مواقفها امام الفلسطينيين اثناء المداولات حول نقل المسؤولية الامنية على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية الى ايدي السلطة الفلسطينية".

واعتبر الكاتب ان موقف اسرائيل "تعزز في اعقاب العملية لمطالبة ابو مازن بتصعيد الحرب ضد الارهاب".

وكان شارون وموفاز ورئيس جهاز الشاباك افي ديختر قد بحثوا امس في "انعكاسات العملية الانتحارية"، ونقلت هآرتس عن مصادر اسرائيلية في مكتب شارون قولها في ختام هذه المداولات ان "السلطة الفلسطينية ملزمة بمحاربة الفصائل الفلسطينية المسلحة بشكل ملموس على ضوء فشل المحاولات لوقف الارهاب بواسطة الحوار".

واضاف المصادر ذاتها ان "اسرائيل لن تتردد في الحفاظ على امن مواطنيها في أي وقت".

وقال موفاز ان "اسرائيل لن تتردد في استخدام القوة من اجل الوصول الى المسؤولين عن تنفيذ العملية".

من جانبه قال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي غدعون عيزرا ان على الفلسطينيين "بذل جهود اكبر بكثير من اجل منع هجمات مثل عملية تل ابيب بالامس".

وقال عيزرا ان نقل المسؤولية الامنية عن المدن الفلسطينية سيتأخر على اثر عملية تل ابيب.

التعليقات