تحريض ضد نواب التجمع عقب لقائهم أسر شهداء

يعالون يعتبر أن فلسطينيي الداخل يطمحون للانخراط في المجتمع الإسرائيلي، وزعم أن هناك مجموعة قليلة من المتطرفين يمثلهم نواب التجمع يعيقون انخراط الآخرين والتمتع بالميزات التي تمنحها إسرائيل لمواطنيها

تحريض ضد نواب التجمع عقب لقائهم أسر شهداء

التقى نواب التجمع الوطني الديمقراطي، جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس، منتصف الأسبوع بأسر شهداء منفذي العمليات، الذين لا تزال إسرائيل تحتجز جثامينهم وترفض تسليمها إلى ذويهم لدفنهم. وخلال اللقاء، استمع النواب إلى مشاكل الأهل ووعدوا بمتابعة الموضوع مع الجهات الإسرائيلية ذات العلاقة، وعلى رأسها وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان.

وفي أعقاب الزيارة، بدأت حملة تحريضية غير مسبوقة على النواب من قبل عشرات الشخصيات الإسرائيلية، قادها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزراء وأعضاء كنيست، على اختلاف توجهاهم، ليبرهنوا لمن لا يزال بحاجة لبرهان، أنه لا يوجد يمين ويسار في السياسة الإسرائيلية، وعندما يتعلق الأمر بالعرب الفلسطينيين تتجند جميع التيارات الصهيونية، من 'يمين' و'يسار'، إلى حملة التحريض.

وترأس نتنياهو جوقة التحريض، وتوجه بنفسه هذه المرة إلى رئيس الكنيست، يولي إدلشطاين، مطالبًا باتخاذ إجراءات عقابية ضد نواب التجمع. وقال نتنياهو إن 'أعضاء الكنيست الذين يلتقون بعوائل قاتلي الإسرائيليين غير جديرين بالتواجد في الكنيست. توجهت إلى رئيس الكنيست يولي إدلشطاين لفحص الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضدهم'.

محاولات دق أسافين بين نواب التجمع وفلسطينيي الداخل

وحاول وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، وغيره من أعضاء الكنيست، تجنيد الفلسطينيين في الداخل للاشتراك في جوقة التحريض ضد التجمع ونوابه، معتبرا أن العرب يطمحون للانخراط في المجتمع الإسرائيلي، لكن هناك مجموعة قليلة، بحسب زعمه، من المتطرفين الذين يمثلهم نواب التجمع والذين يعيقون انخراط الآخرين والتمتع بالميزات التي تمنحها إسرائيل لمواطنيها.

وشارك وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، في جوقة التحريض، وحاول دق الأسافين بين النواب العرب وشعبهم، بقوله إن المجتمع العربي ليس كالنواب، علما أن الغالبية الساحقة من الناخبين العرب صوتوا للقائمة المشتركة. ودعا بينيت العرب ليكونوا جزءًا من دولة إسرائيل الموحدة، وأن يرفضوا لقاء 'اعدائنا وقاتلينا'، في إشارة إلى عوائل الشهداء.

وقال عضو الكنيست عن 'المعسكر الصهيوني'، أيال بن رؤوفين، إن 'على الكنيست أن لا تمر مر الكرام على زيارة نواب التجمع، بسبب الرسالة الواضحة للزيارة وهي التشجيع على الإرهاب، يجب إدانة هذه الزيارة باعتبارها خطيرة للغاية'. وزعم أن هذه الزيارة غير مقبولة على شرائح واسعة من الفلسطينيين في الداخل.

وانضم زميله في 'المعسكر الصهيوني'، إيتاي بروشي، إلى المحرضين، مدعيًا أن 'زيارة نواب التجمع تشكل وصمة عار على جبين المجتمع العربي' في الداخل، ويجب التصدي لها وإدانتها بشدة.

اتهامات بالخيانة ودعوات للترحيل من البلاد

وقال زعيم حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، إنه 'لا داعي لوجود أدلة أخرى لإثبات أن نواب القائمة المشتركة بشكل عام ونواب التجمع بشكل خاص هم ممثلون للتنظيمات الإرهابية في الكنيست. لقاؤهم مع عوائل المخربين الذين قتلوا مواطنين إسرائيليين هو تذكير لكل من يحتاج إلى تذكير أن علينا طردهم من الكنيست وكذلك من دولة إسرائيل'.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، إن 'زيارة نواب التجمع خطيرة جدًا، وتبلغ حد الخيانة'.

وقال وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، الذي يصر على عدم تسليم جثامين الشهداء لعائلاتهم، إنه طلب ترحيل أسر الشهداء منفذي العمليات إلى غزة، لكن اعتراض المستشار القضائي منع تنفيذه، وطلب من الحكومة فحص إمكانية أن تكون زيارة نواب التجمع تشكل مخالفة قضائية، وما إذا كانت تعتبر 'تحريضًا على العنف والإرهاب'.

ودعا وزير الداخلية وزعيم حزب 'شاس'، أرييه درعي، إلى طرد النواب من الكنيست، وقال إن 'هذه الزيارة تعتبر تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء، نواب التجمع الوطني الديمقراطي ليسوا جديرين بالتواجد في الكنيست'.

يمين و'يسار' صهيوني موحد ضد الفلسطينيين

وأدانت كتلة 'المعسكر الصهيوني'، التي تعتبر نفسها المسؤولة عن اليسار الصهيوني وتتولى رئاسة المعارضة، زيارة نواب التجمع لأسر الشهداء، وقالت في بيان إن هذه الزيارة تعتبر تشجيعًا للفلسطينيين على تنفيذ المزيد من العمليات ضد إسرائيل، واتهمت نواب التجمع 'بالتحريض على الإرهاب'.

وادعت وزيرة القضاء السابقة وعضو الكنيست عن 'المعسكر الصهيوني'، تسيبي ليفني، أن زيارة نواب التجمع 'ليست تضامنًا مع الفلسطينيين إنما تضامنًا مع الإرهاب، هذه الخيارات السيئة تهدم الخير الذي نحاول بناءه هنا'.

وقال وزير المالية السابق وزعيم حزب 'ييش عتيد'، يائير لبيد، الذي يعتبر نفسه ممثلًا لكتل المركز والمحارب الرئيسي لسلطة اليمين والمتدينين، إن 'زيارة نواب التجمع هي دعم للإرهاب وإظهار الكراهية، وتدعو للتخريب وقتل المزيد من الإسرائيليين الأبرياء. يجب شجب هذه الزيارة وعدم المرور عليها مر الكرام'.

وقدمت عضو الكنيست عن 'المعسكر الصهيوني'، كسانيا سباتلوفا، بالاشتراك مع عضو الكنيست عن حزب الليكود، أمير أوحانا، شكوى مشتركة إلى لجنة الآداب في الكنيست، تطالب باتخاذ إجراء عقابية ضد نواب التجمع.

 وعلى الرغم من اعتبار 'المعسكر الصهيوني' والليكود خصوما تاريخيين ومتنافسين دائمين على السلطة في إسرائيل، والتصريحات المتابعة لأعضائهم بالتواجد على أطراف متناقضة في العديد من القضايا، تزول كل الخلافات والعداوات عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين والتحريض عليهم، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة.

صحافة بلاط الاحتلال تتجند

وكما هو الحال مع مؤسسات الاحتلال، تجندت صحافة بلاط الاحتلال الإسرائيلي في التحريض على نواب التجمع، وخصصت المواقع الإخبارية لذلك عناوينها الرئيسية، في حين احتلت المانشيتات التحريضية الصفحات الأولى في الصحف.

وقام موقع 'واللا' بإدانة الزيارة ونشر تحريضات السياسيين الإسرائيليين ضد النواب، وكذلك حاول ربط هذه الزيارة بزيارات مشابهة قام بها أعضاء في السلطة الفلسطينية واستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأسر الشهداء، في محاولة لتأجيج الرأي العام وإقناعه بعدم إمكانية التوصل لاتفاق مع السلطة بسبب دعمها لما أسماه الموقع 'الإرهاب ضد إسرائيل'. 

وكتبت صحيفة 'يسرائيل هيوم'، الأوسع انتشارا، على صفحتها الرئيسية: 'وقاحة النواب العرب'، وأدرجت ضمن صفحاتها مقالات وتصريحات تحريضية على نواب التجمع وإدانات للزيارة واعتبرتها دعمًا للإرهاب. وتحت عنوان 'نحارب الإرهاب'، قالت الصحيفة إن 'النواب العرب تجاوزوا كل الحدود'.

وكتبت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على صفحتها الرئيسية 'عناق للمخربين'، مرفقة العنوان بصور لنواب التجمع الثلاث، جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس، وفي صفحاتها نشرت التصريحات التحريضية لنتنياهو وجوقة التحريض التي يقودها.

كذلك صدرت صحيفة 'معاريف' بعنوان 'عاصفة النواب العرب: نواب في القائمة المشتركة التقوا أفراد عائلات منفذي عمليات'، مرفقة إياه بصورة النائبة حنين زعبي، وحرضت هي الأخرى على نواب التجمع الوطني الديمقراطي بسبب زيار أسر الشهداء.

التعليقات