عدم جاهزية إسرائيل للحرب لا يقتصر على الجبهة الداخلية

ينتظر نتنياهو 3 ملاحظات شخصية في التقرير الأساسي، تتصل بـ"عدم فحص البدائل للحرب، وعدم إشراك المجلس الوزاري المصغر بخطورة تهديد الأنفاق، وغياب الرقابة على استعدادات الجيش للتهديد"

عدم جاهزية إسرائيل للحرب لا يقتصر على الجبهة الداخلية

"القبة الحديدية" وصواريخ "باتريوت"

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن تقرير مراقب الدولة بشأن أداء الجبهة الداخلية أثناء الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، في صيف العام 2014،  يعتبر'ضربة استباقية' فقط، الجزء الأول من سلسلة تقارير ينشرها المراقب عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ما يعني أن عدم الجاهزية لا يقتصر على الجبهة الداخلية فقط.

ومن المتوقع أن ينشر الجزء الأساسي في بداية كانون الثاني/ يناير، ويتركز في القضايا المركزية التي أشغلت الجمهور الإسرائيلي، وكانت في صلب المواجهات بين رئيس الحكومة نتنياهو وبين الوزراء نفتالي بينيت ويائير لبيد وتسيبي ليفني، من جهة الاستعداد لتهديد الأنفاق وأداء المجلس الوزاري المصغر أثناء الحرب، والصورة الاستخبارية، وجوانب أخرى كثيرة.

وبحسب المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، فإنه ينتظر نتنياهو ثلاث ملاحظات شخصية في التقرير الأساسي، تتصل بـ'عدم فحص البدائل للحرب، وعدم إشراك المجلس الوزاري المصغر بخطورة تهديد الأنفاق، وغياب الرقابة على استعدادات الجيش للتهديد'.

ويشير إلى أن شبيرا ومساعديه يدركون أنه بعد النشر ينتظرهم هجوم إعلامي من جانب رئيس الحكومة وأعوانه. وبحسب هرئيل، فإنه في الوضع الحالي لنتنياهو، وخاصة بعد الغطاء الذي توفر له في أعقاب فوز دونالد ترامب، فإن مكتبه سيدخل هذه المواجهة العلنية كمن يدخل معركة 'لا يؤخذ فيها أسرى'. وفي حال لم يتراجع شابيرا، فإن نتنياهو سيبذل جهوده لفرض السرية على أجزاء واسعة من التقرير بذريعة 'أمن المعلومات'.

وفي قضية الجبهة الداخلية، فإن رئيس الحكومة ليس الهدف المركزي لانتقادات المراقب الذي يتركز أكثر في قيادة الجيش ووزارة الأمن ووزير الأمن السابق موشي يعالون. وفي هذا السياق، فإن رئيس الدائرة الأمنية في مكتب مراقب الدولة، يوسي بين هورين، يشير إلى سلسلة من النواقص، تبدأ بأداء المجلس الوزاري المصغر والحكومة وتنتهي في العمل الميداني.

وفي هذا التقرير يشير إلى ضعف المجلس الوزاري المصغر كهيئة مراقبة لم تجر حتى حزيران/يونيو الماضي أية مباحثات موسعة بشأن جاهزية الجبهة الداخلية، وهي إحدى القضايا المصيرية من جهة الدولة في كل معركة مستقبلية، في لبنان أو قطاع غزة.

ويضيف أن التقرير لا يستثني الحكومة أيضا، حيث أنه حتى تموز/ يوليو الماضي لم تعرض أية خطة متعددة السنوات بشأن معالجة الجبهة الداخلية، أي بتأخير يزيد عن سنة ونصف، مقارنة مع جدول الأعمال المخطط. كما لم تتم بعد عملية توزيع المسؤولية في الجبهة الداخلية بعد إغلاق الوزارة لحماية الجبهة الداخلية في العام 2014. ففي حين انقسمت الصلاحيات وقوات الإنقاذ بين وزارة الأمن ووزارة الأمن الداخلي، فإن 'سلطة الطوارئ الوطنية'، التابعة لوزارة الأمن، تجد صعوبة في تحقيق التعاون الكامل بين وزارات الحكومة.

إلى ذلك، يشير المحلل العسكري إلى أن المراقب يتناول أيضا ما حصل في الجنوب أثناء الحرب، وفي الوقت نفسه ينظر إلى الشمال. بمعنى أنه لا يوجد تشابه بين خطورة التهديدات على الجبهة الداخلية في الحرب المستقبلية مع حزب الله، وبين ما واجهته إسرائيل في حربها مع حركة حماس، والنجاح المثير الذي حققته 'القبة الحديدية' في اعتراض 90% من الصواريخ التي هددت مناطق مأهولة أثناء الحرب في الجنوب قد تؤدي إلى التعاون في إدراك خطورة التهديد في الشمال.

ويشير أيضا إلى أن حزب الله يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ، بعضها صواريخ دقيقة، وبعضها ذات أمداء تصل إلى كافة المناطق في إسرائيل.

وبحسب المراقب، فإنه أثناء الحرب على غزة، وجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في توفير الحماية المادية الشاملة للمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وفي توفير الوقت الكافي للتحذير. وهذه الفجوات دفعت الآلاف من المستوطنين في الجنوب إلى مغادرة المنطقة، وخاصة بعد أن اكتشفت حماس نقطة الضعف، وبدأت بإمطار المنطقة بقذائف الهاون في الأيام الأخيرة للحرب. ورغم أن المجلس للأمن القومي لاحظ الحاجة للمبادرة إلى إخلاء المنطقة، إلا أن هذه المسألة لم تطرح على طاولة الحكومة.

وبحسب هرئيل، فإن الوضع في الشمال أخطر بكثير مما هو عليه في الجنوب. وعندما تعرض الجبهة الداخلية معطيات مشجعة بشأن عدد السكان الذين يوجد بجوارهم غرف آمنة أو ملاجئ عامة، فإن ذلك يشمل الملاجئ التي يصعب الوصول إليها، أو تلك التي لا يمكن البقاء فيها مدة تزيد عن ساعتين. وبالتالي فإن الصورة المطروحة وردية أكثر من اللازم. وحتى خطة إخلاء مستوطنات من خطوط المواجهات فإنها ليست منسقة بشكل كاف مع الوزارات والسلطات المحلية.

كما يكشف المراقب عن فجوات تعتبر 'خطيرة' في مجال أجهزة الإنذار، وحتى في مجالات التغطية لأجهزة الإنذار.

ويشير أيضا إلى صعوبة أخرى، حيث أن سلاح الجو يقر بأن أجهزة الرصد المتوفرة لديه تجد صعوبة في تشخيص جزء كبير من الصواريخ ذات المدى القصير، وإطلاق إنذار بشأنها. وبكلمات أخرى، فإن قدرات 'القبة الحديدة' حول البلدات والمستوطنات القريبة من الحدود ستكون محدودة مسبقا.

ويخلص المحلل العسكري إلى أنه على ما يبدو فإن صورة المواجهات في الشمال تختلف عما يظنه الجمهور. ومن شأنها أن تفسر الفجوة بين الخطاب الإسرائيلي الحازم تجاه حزب الله، وبين التوجه العملي لنتنياهو، الذي يحاول إبعاد خطر الحرب في لبنان قدر الإمكان. 

التعليقات