14/06/2015 - 13:32

فريق المصورين الفلسطينيين يفتتح معرضه في حيفا

لمحته يجر ما ظننته في البداية حبالًا في مستنقع جاف قريب من البحيرة، صرخت في السائق قف، وقفزت راكضًا نحوه" يقول حمودي غنام، أحد أعضاء فريق المصورين الفلسطينيين الذي شارك في مسابقة "داسك" التركية للتصوير، والتي حصل الفريق فيها على تسع جوائز.

فريق المصورين الفلسطينيين يفتتح معرضه في حيفا

'لم يبق الكثير على انتهاء المسابقة، ولأكثر من ساعة ونصف لم أجد صورة تشعرني بالرضا عن نفسي، حتى لمحته يجر ما ظننته في البداية حبالًا في مستنقع جاف قريب من البحيرة، صرخت في السائق قف، وقفزت راكضًا نحوه' يقول حمودي غنام، أحد أعضاء فريق المصورين الفلسطينيين الذي شارك في مسابقة 'داسك' التركية للتصوير، والتي حصد الفريق فيها تسع جوائز.

يتابع حمودي قصة أكثر صورة أحبها رغم أنها لم تفز بالجائزة، 'بعد خروجي من السيارة قفزت عن سور عال لأتمكن من اللحاق به، كان هو بسنوات عمره التي تقارب السبعين يعرف كل شبر من تلك الأرض، يعلم أين يجب أن يدوس دون أن يعلق بالوحل، يحمل معه سياجًا ليحيط به حقل الأرز خاصته، عندما طلبت تصويره ابتسم بلطافة وقبل، وكانت هي الصورة التي رغبت فيها طول الرحلة'.

هذه واحدة من قصص معرض صور فريق المصورين الفلسطيني، الذي افتتح في المركز الثقافي العربي في حيفا، بمشاركة جمعية الثقافة العربية  أمس السبت وسيستمر حتى غد الاثنين بين الساعة السابعة والعاشرة. شارك الفريق في بطولة 'داسك' في تركيا، التي أقيمت هذه المرة في مدينة ساينوب الواقعة على البحر الأسود، وضم الفريق كل من المصورين: منى عمري، شادي حبيب الله، عايدة قعدان، أنس أبو دعابس، حمودي غنام وقصي جرادات ابن مخيم اليرموك الذي يسكن حاليًا في مدينة إسطنبول.

حقق الفريق إنجازًا كبيرًا في المسابقة بحصوله على تسع جوائز، واحدة منها حصّلت المركز الثالث في المسابقة ونالتها المصورة عايدة قعدان، صورت فيها أطفالًا يلعبون داخل ساحة من نافذة سجن قديم، وتلقت كبلًا من المديح من منظمي المسابقة.

اقرأ أيضًا: الفريق الفلسطيني للتصوير يحصد جوائز عالمية

تقول عايدة عن لحظة استلام الجائزة 'لا أدري كيف حدث كل ذلك، جرى الأمر بسرعة، كنت في انتظار النتائج على أحر من الجمر وام أدر كيف ظهرت الصورة على الشاشة الكبيرة ونودي اسمي من على المنصة لاستلام الجائزة، لم يتسع المكان لسعادتي بهذه الجائزة'.

ورغم حصول هذه الصورة على المركز الثالث، لم تكن هذه أكثر صورة أحبتها عايدة التي تروي قصصًا لجميع صورها المعروضة في المركز الثقافي العربي، وأشارت لصورة رجل في أواخر الستينات يخيط شباك الصيد في ميناء الصيادين منذ شبابه، تقول عايدة إن هذه الصورة بامتزاج الوانها تعبر عن حياتها بشكل الكامل، فالأخضر والأحمر والأبيض هم ألوان حياتها، بالإضافة إلى ملامح الرجل البسيط الذي خط الزمن آثاره على وجهه، وتناسق الشباك التي خاطها في الصورة ترسمها رسمًا وتجعلها الأكثر حبًا لقلبها من بين جميع صور المسابقة.

ويقول المصور شادي حبيب الله إنه ورغم فوزه بجائزة 'إلا ان الصورة الفائزة ليست هي التي أحببتها أكثر' وأشار لصورة تمثل امرأة محلية بجميع تقاطيعها تهز تخت رضيعها لينام، فيما يطل أخوه الأكبر من خارج شباك الغرفة مراقبًا مرحلة نوم أخيه.

وعن قصة الصورة يقول شادي 'كنا مارين في القرية عندما سمعنا بكاء طفل رضيع ورأينا تسلق طفل آخر على النافذة ليراقب باهتمام ما يجري، أثار الأمر فضولي، عندما اقتربت من النافذة وجدت سيدة محلية تضع ابنها في السرير لينام، طلبت تصويرهم ووافقت، وعندما رأيت الصورة قلت انها ستفوز بالجائزة، لكن صورة أخرى فازت، أكثر يجذبني لهذه الصورة هي عفويتها وكم المشاعر التي تنضح به، لذلك تمنيت لها الفوز'.

المصورة منى عمري كانت منسقة الفريق وإحدى أعضائه، قلت إنها تجربة لن تنسى رغم أنها تشارك للسنة الرابعة على التوالي في المسابقة، وحازت هذه السنة على جائزة U.P.I عن صورة تمثل رجلًا يجز صوف خروف وديع، تقول منى عن المسابقة 'كانت تجربة رائعة لا تنسى، والفريق كذلك مميز وأثبتنا جدارتنا كفلسطينيين في المجال بفوزنا بالجوائز التسعة، هذه السنة كانت المسابقة مختلفة إذ تعرفنا على الحياة على شاطئ البحر الأسود وبساطة الناس وحبهم للحياة، وكيف يمكن أن يصنعوا من مهنهم لوحات فنية رائعة'.

وعن أكثر صورة أحبتها قالت عمري: ' لم تكن الصورة الفائزة أكثر صورة أحببتها، بل أخر لرجل يعمل ميكانيكيًا في ورشة، ترتيب الأدوات وتناسق الألوان والحالة، وقفته خلال الاستراحة يشري قهوته ويشعل سيجارة كانت مثالة للصورة، طلبت تصويره فقال 'على راسي'، وكانت الصورة التي منحتني ابتسامة طوال اليوم'.

ويقول المصور أنس أبو دعابس إنه 'طوال سوم كامل لم أحظ بصورة ترضيني، وعندما انهيت وضوئي لأصلي في المسجد رأيت شيخًا يبتسم لي بكل ود، تبين أنه يدرس مجموعة من الشباب القرآن، أدخلني معه وطلب مني تصوير تلامذته، لكن تلك الصور كسابقاتها، كانت جميلة لكنها لم تمنحني ذلك الانفعال الذي يدفعني للقول هذه هي التي أريد'.

يتابع أبو دعابس 'عندما انهيت الصلاة ورفعت رأسي، رأيت قبة المسجد المزخرفة بالكتابات والنوافذ الملونة التي تدخل الضوء بتناسق رائع، أعدد كاميرتي والتقطت الصورة، وعندما رأيتها على الشاشة قلت هذه التي أريد، ونالت هذه الصورة المرتبة الثالثة عن فئة التاريخ'.

 

التعليقات