21/02/2016 - 16:32

عرض موسيقي مستوحى من الوحل يصف الوطن العربي

يتيح المخرج الفلسطينيّ الشّابّ، أمير نزار زعبي، للجمهور استخدام خياله في فهم المشاهد الصّامتة التي يقدّمها في عمله الجديد "وحل"، لبعض ما يجري في العالم على وقع عزف الموسيقار فرج سليمان.

عرض موسيقي مستوحى من الوحل يصف الوطن العربي

يتيح المخرج الفلسطينيّ الشّابّ، أمير نزار زعبي، للجمهور استخدام خياله في فهم المشاهد الصّامتة التي يقدّمها في عمله الجديد "وحل"، لبعض ما يجري في العالم على وقع عزف الموسيقار فرج سليمان.

وشارك في تقديم "وحل" على خشبة مسرح قصر الثّقافة في مدينة رام الله، بالضّفّة الغربيّة، مساء السبت، 11 ممثّلًا وممثّلة وأربع مغنّيات، بمناسبة الإعلان عن أسماء الفائزين بمسابقة مؤسّسة "عبد المحسن القطّان"، للكاتب الشّابّ لعام 2015 في مجالات الرّواية، الشّعر والقصّة القصيرة.

ويبدأ العرض الذي يمتدّ على مدار ساعة، بأمّ تضع طفلتها الصّغيرة على سريرها، لتبدأ بمشاهدة كوابيس تعكس ما يجري في بعض الدّول العربيّة من قتل وتهجير في ظلّ الحروب المشتعلة فيها.

وقال زعبي بعد العرض "وحل تبلور من فكرة عم بنجرب نعبّر عن حالنا في لحظة وجوديّة كثير غريبة للعالم العربيّ".

وأضاف "عادة ما يكتب فرج سليمان الموسيقى للمسرحيّات التي أخرجها ولكن هذه المرّة أنا أخرجت المسرحيّة للموسيقى التي لحّنها".

وتنتقل مشاهد العمل الفنيّ الذي يعرض على قطعة مستطيلة أرضيّتها من حجارة بيضاء كأنّها شريط ذكريّات يمرّ بصمت.

ويقدّم العرض في البداية صورة لحياة عاديّة تعيشها أسرة تتمثّل في شابّ وفتاة يبدو وكأنّهما ينظفّان أسنانهما، وامرأة تضع المساحيق على وجها، ورجل يشرب قهوته، يمرّان في هذا الشّريط بصمت.

ولتبدأ بعد ذلك المشاهد الأكثر إيلامًا بظهور شبّان يحملون سكاكين، وآخرين يحملون قنابل حارقة وآخر يحمل مجسّمًا لبندقيّة يقوم بتنظيفها وقوّات مكافحة شغب، كلّها تسير في هذا المستطيل في صمت.

ولا يكسر حركة الممثّلين الصّامتة، كأنّها شريط سينمائيّ على خشبة المسرح، سوى عزف سليمان على البيانو بمرافقة أربع مغنّيات تصدح أصواتهنّ ممزوجة مع الألحان والمؤثّرات الصّوتيّة دون كلمات.

ويستمرّ الشّريط في عرض مشاهد تعكس بعض ما يجري في عالمنا العربيّ، شبّان ببدلات برتقاليّة كتلك التي يرتدونها قبل حكم الإعدام يجرون على الأرض وأناس يسيرون على غير هدى يحملون بعض أمتعتهم وجنود يلبسون رؤوس دببة وفتاة صغيرة تجرّ لعبتها.

ويرى زعبي أنّ "هذه التّشبيهات هي خلطة من الواقع والخيال، تركيبة الخيال البشريّ مركّبة بشكل مش طبيعي ممكن تتخيّل أيّ شي مثل رأس جندي يتحوّل لرأس دبّ".

وأضاف "كلّ واحد من هذه المشاهد لها أكثر من معنى وكلّ واحد من الجمهور يبحبش في راسه كيف يمكن أن يؤثّر عليه العرض".

وعن اختياره لاسم العرض قال زعبي "وحل هو شو بنحسّ كل يوم لما نفتح عينينا وبنفكر في العالم العربي وحل داخلي وحل في الفم وحل بالمخ وحل بكل شي.. احنا موحلين هذا هو وضعنا ايش الحل ايش المستقبل إحنا بقلب العاصفة بقلب الوحل."

ويتّفق سليمان مع زعبي في وصفه لما يجري في العالم العربيّ: "العمل وحل عن عالم عربيّ يغوص في الوحل.. عن بلد موحّلة النّاس موحّلة سياسيًّا اقتصاديًّا هاي فكرة الوحل".

وأضاف أنّ العرض "مشاهد وصور من العالم العربيّ للي عم بيصير في سوريا والعراق وغيرهم من العالم العربيّ".

ويرى فرج أن المخرج زعبي "نجح في ترجمة المقطوعة الموسيقيّة التي هي عبارة عن خلطة من الموسيقى العربيّة والكلاسيكيّة والحديثة تمتدّ لساعة إلى صور تمثيليّة سارت بتناسق مع الشّريط الموسيقيّ".

وقال يمكن وصف العرض بأنه "كونسيرت بصريّ".

ووصفت إيمان عون المخرجة والممثّلة العمل بأنّه جميل وقالت إنّه "كان وجبة سمعيّة بصريّة دسمة تحاكي الوجدان والفكر".

وأضافت أن العرض "محاولة استنطاق النّغمة بصريًّا عبر صور جميلة ومعبّرة".

ورأى المخرج الفلسطينيّ، إدوارد معلّم، الذي حضر العرض أن "عازف البيانو كان مبدعًا، أمّا الأداء الغنائيّ فكان مزعجًا بعض الشّيء لأنّه كان روتينيًّا طيلة العرض أمّا فيما يتعلّق بالصّور الخلفيّة فقد كانت جميلة جدًا، وكأنّها لوحات لفنّان تشكيليّ".

التعليقات