04/03/2016 - 11:41

"الطبيب المهرج": يخفف عن الأطفال بمستشفيات غزة

يزور الشاب الفلسطيني، صاحب القبعة الأرجوانية والأنف الأحمر والوجنتين الورديتين والمعطف الأبيض، برفقة أعضاء فريقه، أقسام الأطفال في مستشفيات قطاع غزة، كل صباح، "لمساعدتهم على تجاوز أوجاعهم"

"الطبيب المهرج": يخفف عن الأطفال بمستشفيات غزة

يتلاشى خوف الأطفال المرضى في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي، بمدينة غزة، من الحقن الطبية، ولا تفارق الابتسامة وجوههم، كلما زارهم الشاب الفلسطيني، ماجد كلّوب، بزي 'المهرج'.

ويحاول كلوب (24 عاما)، وفريق مكون من 4 شبان يطلق على نفسه اسم 'الطبيب المهرج'، عبر ألعاب متنوعة، إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال المرضى في مستشفيات غزة، ومساعدتهم على كسر حاجز الخوف من الأطباء.

ويزور الشاب الفلسطيني، صاحب القبعة الأرجوانية والأنف الأحمر والوجنتين الورديتين والمعطف الأبيض، برفقة أعضاء فريقه، أقسام الأطفال في مستشفيات قطاع غزة، كل صباح، 'لمساعدتهم على تجاوز أوجاعهم'.

ويقول كلوب 'نحاول تغيير الروتين العام في المستشفيات، نريد أن نقدم الدعم النفسي والفرح للأطفال، لنساعدهم على كسر حاجز الخوف من الأطباء والأدوات والأجهزة الطبية والعلاجية'.

ويضيف 'غالبا الأطفال المرضى يبكون ويشعرون بالألم، ونحن نهدف إلى رسم البسمة على وجوهم، لينسوا أوجاعهم'.

وأوضح أن فريقه يتواجد إلى جانب الصغار في مواعيد إجراء الفحوص الطبية لهم، وعند أخذ عينات من دمائهم، أو خلال عملية غسيل الكلى، للأطفال المصابين بالفشل الكلوي، وذلك لخوفهم الشديد من هذه الإجراءات.

وينفذ فريق 'الطبيب المهرج'، أمام الأطفال، عروض سيرك مختلفة ومضحكة، منها قذف الكرات والحلقات البلاستيكية في الهواء ومبارزتهم ببالونات طويلة تشبه السيوف.

ويشير المهرج كلوب، أنه تلقى مع زملائه بعض التدريبات في مؤسسات دولية مختصة، يتواجد لها مقرات فرعية، في القطاع.

ويطمح كلوب لتأسيس فريق كبير، ليتمكن من زيارات كافة أقسام الأطفال يوميا في مستشفيات القطاع.

وتقول بيسان السردي، إحدى أعضاء الفريق، والتي تدرس الإعلام، إنها 'التحقت بالفريق قبل نحو شهر، لإيمانها بضرورة التخفيف من معاناة الأطفال، ومساعدتهم على تجاوز فترة العلاج'.

وتضيف، 'شعور رائع جدا أن ترسم البسمة على شفاه الصغار، نشعر بألم عميق عندما نعلم بوفاة أحدهم، بسبب عدم توفر الأدوية أو القدرة على السفر لتلق العلاج جراء الحصار الإسرائيلي'.

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري، الواصل بين مصر والقطاع، بشكل شبه كامل، وتفتحه على فترات متباعدة جدا، ولأيام محدودة، لسفر بعض الحالات الإنسانية، والطلبة والمرضى.

وبحسب إحصائية لوزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، فإن 4 آلاف مريض، بينهم ألف مصابون بأمراض مزمنة، يحتاجون إلى السفر خارج قطاع غزة، لعدم توفر القدرة الطبية والأدوية في القطاع.

وبعد أن عدل الشاب مراد مراد، أحد أعضاء الفريق، أنفه الأحمر، وألبس قبعته البرتقالية لأحد الصغار، يقول 'إنه يحب الصغار كثيرا، ويعمل على إضحاكهم منذ سنوات، قبل تشكيل الفريق، من خلال نشاطات أخرى كان ينفذها في رياض الأطفال'.

ويضيف: 'أحب عملي كثيرا، عندما نزور المستشفيات، تكون زيارتنا مجانية، ولكن في بعض رياض الأطفال والمراكز والاحتفالات نتقاضى أجورا'.

اقرأ/ي أيضأ | دعما للانتفاضة: سلسلة بشرية للقراءة في غزة

يشار إلى أنه في أيار/مايو الماضي، ذكر البنك الدولي أن اقتصاد غزة ضمن أسوأ الحالات في العالم، إذ سجل أعلى معدل بطالة في العالم بنسبة 43%، ترتفع لما يقرب إلى 70% بين الفئة العمرية من 20 إلى 24 عاماً.

التعليقات