صوم صحي بلا متاعب في رمضان

صوم صحي بلا متاعب في رمضان

يعتقد الكثير خطأ أنه يمكن أن نكون قادرين فجأة على بدء الصوم مع بداية شهر رمضان، دون  استعدادات وتأهيل الجسم لتلك التغيّرات في النظام الغذائي اليومي، وهو ما يكون له العديد من الآثار السلبية على الصحة العامة للإنسان، ومن ثم فإنه يجب اتباع برنامج استعدادي للصوم في رمضان.

ويشير الأطباء إلى مجموعة من الخطوات التي تساعد الجسم وتهيئه للصوم، ومنها البدء في منع الطعام في فترات النهار تدريجياً، حتى يتعوّد الجهاز الهضمي على النظام الغذائي الجديد، والبدء بالسحور حتى يتعوّد الجسم على الاستيقاظ في الفجر وتناول الطعام في هذا الوقت، كذلك عدم تناول الكثير من الطعام قبل البدء في أيام الصوم، لأن ذلك سيزيد الشهية ويصبح الصوم أكثر صعوبة، ولذلك يجب الاعتدال في تناول الطعام قبل الصوم بأيام، فضلاً عن صوم التطوّع والتدريب على الصوم، والذي يُعدّ أفضل الطرق للإعداد لشهر رمضان، كونه يساعد كثيراً على التكيّف مع الصوم.

الابتعاد عن المنبهات والتقليل منها تدريجياً مهم لتأهيل الجسم للدخول في الصوم كالقهوة، لأن تناولها بشكل يومي يضرّ كثيراً في بداية الصوم، ويسبّب الصداع وآلاماً في الرأس، أما المدخنون فيصبحون أكثر عصبية وغضباً وأرقاً أيضاً، كما يواجهون صعوبة في التركيز أثناء الصوم، ولذلك عليهم تقليل التدخين قبل رمضان استعداداً له.

كذلك فإن تنظيم النوم ضرورياً في رمضان خاصة للذين ينامون في أوقات متأخرة ويستيقظون متأخراً، حيث في رمضان يجب الاستيقاظ مبكراً للسحور وهذا سيجعلك تنام مبكراً، كما يمكن النوم لوقت قصير في النهار لا يتجاوز الساعتين، وهذا يجب فعله قبل رمضان ليتم التعوّد عليه، وتتغيّر الساعة البيولوجية للإنسان بما تتوافق مع نظام الوقت في رمضان.

أما بالنسبة للمرأة، فعليها أن تضع خطة للطعام لشهر رمضان، حتى لا تواجه صعوبات في تحديد نوع الطعام وتحضيره، هذا بجانب استعدادات المنزل وتجهيزه، مثل تحضير العصائر والمشروبات وغيرها.

وخلال شهر رمضان يفضّل الحرص على تناول السحور بانتظام وعدم تخطيه، لما له من فوائد للجسم تعوّض ما يفقده خلال ساعات الصوم، كما أنه يحقّق التوازن الغذائي، كما يفضّل الابتعاد عن الوجبات الخفيفة، والحرص على تناول ثلاث وجبات، فطار وسحور ووجبة بينهما يفضّل أن تكون عقب صلاة التراويح.

وبالنسبة للمرضى والذين يعانون من مشاكل صحية، فيجب استشارة الطبيب قبل أخذ قرار بالصوم، حتى لا تحدث مضاعفات وأضرار خلال الصوم، كذلك فإن الذين يعانون من أمراض الضعف أو نقص الدم (الأنيميا) فيجب عليهم تناول الفيتامينات والأدوية اللازمة حتى لا يتعرّضون لمضاعفات خلال الصوم.

ويقول د. كريم عبد الحميد، أستاذ الباطنة بطب القصر العيني: إن أكثر ما يسبّب المتاعب في شهر رمضان هو تغيير العادات سواء الغذائية أو السلوكية بشكل مفاجئ؛ مما يسبّب اضطراب الدماغ والجسم نتيجة التغيير المفاجئ دون أية مقدمات، لذلك يُعتبر الإعداد لشهر رمضان وتغيير العادات والسلوكيات اليومية بشكل تدريجي مفيدين بشكل كبير خلال الصوم.

ويشير د. كريم إلى أن تقليل كميات الغذاء في النهار حتى المغرب وعدم تناول المشروبات والمياه، يساعدان على التعوّد على الصوم وعدم المعاناة في بداية الصوم، كذلك تنظيم النظام العلاجي والدوائي للمرضى بما يناسب الصوم، هذا بجانب تنظيم مواعيد النوم حتى لا تحدث اضطرابات تسبّب المتاعب خلال الصوم.

اقرأ/ي أيضًا| سلوكيات وأنماط صحية في رمضان

 

التعليقات