15/05/2016 - 23:46

الالتهاب الرئوي حين يفتك بالأطفال

الالتهاب الرئوي السبب الأول لوفيات الأطفال تحت الـ5 سنوات من العمر على مستوى العالم، ولذلك من المهم والحيوي إدراك الأم لأن الوقاية مهمة جدا، وأن أعراض المرض تختلف باختلاف نوع الميكروب وشدة المرض وعمر الطفل.

الالتهاب الرئوي حين يفتك بالأطفال

 

أخطر ما يمكن أن يواجه الطفل ويسرق منه ابتسامته هو المرض، ومن أخطر الأمراض التي باتت تهدد صحة الأطفال حديثي الولادة وصغار السن هو مرض “الالتهاب الرئوي”، فوفقا لآخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية هناك 935 ألف حالة وفاة للأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم بسببه. اعتبرته المنظمة بمثابة القاتل المنسي للأطفال، وأحد أهم الأمراض المعدية المسببة لوفاة الأطفال، وذلك في إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي.

بداية، أوضح د. أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة، خلال كلمته في المؤتمر الخاص بالاحتفال باليوم العالمي لمرض الالتهاب الرئوي: إن هذا المرض يتسبب في وفاة 14% من الأطفال في الدول النامية، وشدّد على ضرورة التطعيم للحد من الوفيات.

وعن المرض تقول د. نجلاء المرشدي، اسشتاري طب الأطفال والولادة: “الالتهاب الرئوي هو عدوى تحدث في الجهاز التنفسي تسبب التهاب نسيج الرئة أو الرئتين معا والحويصلات الهوائية، والرئتان عبارة عن نسيج إسفنجي تتفرع بداخله الشعب الهوائية إلى الشعيبات، ثم تنتهي بالحويصلات الهوائية الغنية بالأوعية الدموية التي تسمح بعملية تبادل الغازات بين الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون والدم المحمل بالأكسجين، في عملية سهلة وسلسة هي عبارة عن الدورة التنفسية التي تتم بصورة منتظمة في أخذ الشهيق والزفير”.

وأضافت: هناك ميكروبات مسببة للمرض، منها العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية، والعدوى الفطرية التي عادة ما تحدث بسبب نقص المناعة، وهناك أسباب أخرى غير الميكروبات قد تسبب التهاب الرئة مثل التسمم ببعض الغازات أو أن يكون الالتهاب الرئوي من مضاعفات مرض آخر مثال ذلك الذئبة الحمراء، وتختلف الأعراض الخاصة بالمرض من شخص لآخر بحسب الحالة المناعية للشخص، وكمية الميكروب المسبب الذي دخل الجسم، والانتظام في أخذ العلاج، ودرجة التقدم في المرض. وتتراوح الأعراض من أعراض بسيطة تتمثل في الكحة وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وقد يصاحبه بعض الفتور في النشاط إلى أعراض شديدة كالارتفاع الشديد في درجة الحرارة، والإعياء الشديد، وعدم القدرة على ممارسة المهام العادية.

ومن الأسباب المؤدية للمرض العدوى بشكل عام في الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الأذن الوسطى، والتهابات الحلق، والمخالطة مباشرة لأشخاص مصابين، أو استخدام الأدوات الخاصة بهم، نقص المناعة لأي سبب سواء كان هذا النقص مكتسبا، أو بسبب مرض مزمن، فيكون الشخص أكثر عرضة للإصابة.

وفيما يخص الوقاية، تنصح د. نجلاء بالتطعيم ضد بعض أنواع البكتيريا المسببة للمرض، مثل التطعيم ضد المكورات السبحية والإنفلونزا البكتيرية، وكذلك المكورات الهوائية، والطعوم متوفرة بصورة جيدة في جدول التطعيم المجاني للأطفال بالنسبة للإنفلونزا البكتيرية، وبقية الأنواع الأخرى متوفرة بأسعار مناسبة في هيئة المصل واللقاح المصرية، مع عدم مخالطة أو استخدام أدوات الشخص المصاب، والاستشارة الطبية في حالة حدوث أعراض مرضية في الجهاز التنفسي مثل الكحة أو أدوار البرد البسيطة، لأنه أحيانا تكون هذه الأعراض بدايات الالتهاب الرئوي، ليتم أخذ العلاج المناسب من البداية والتقليل من المضاعفات وشدة المرض، الالتزام بجرعات ومدة العلاج المقررة من قبل الطبيب، حيث أن عدم استكمال العلاج قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات حتى لو بدأ المريض في التحسن.

وتنبه د. هالة صالح، استشارية طب الأطفال، إلى عدة أمور مهمة يجب التركيز عليها والاهتمام بها لإدراك الحالات في بدايتها والتقليل من خطر المضاعفات، منها الأطفال الأقل من 5 سنوات، تقول عنها: من الممكن أن تكون أعراض الالتهاب الرئوي أعراضا عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة وإنهاك عام وألم بالبطن. الأطفال الأقل من عامين والرضع من الممكن أن تكون شكوى الأم فقط قلة نشاط الطفل مع صعوبة الرضاعة، الصورة الكاملة للأعراض من ارتفاع درجة الحرارة وسرعة وصعوبة التنفس مع السعال، لا تظهر مجتمعة في كثير من الحالات إلا في مرحلة متأخرة من المرض، ولذلك على الأم متابعة الطفل عند الطبيب عند إصابته بالإنفلونزا، أو وجود سرعة في التنفس، أو صعوبة التنفس مع أو بدون ارتفاع درجة الحرارة، مع معرفة أن أكثر الأطفال المعرضين للإصابة بالالتهاب الرئوي بعد الإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والنزلات الشعبية هم مرضى القلب أو ضعاف المناعة.

وتؤكد د. هالة أن الالتهاب الرئوي السبب الأول لوفيات الأطفال تحت الـ5 سنوات من العمر على مستوى العالم، ولذلك من المهم والحيوي إدراك الأم لأن الوقاية مهمة جدا، وأن أعراض المرض تختلف باختلاف نوع الميكروب وشدة المرض وعمر الطفل.

ويشدد د. محمد رضا بسيوني، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة جامعة المنصورة، على أنه كلما صغر عمر الطفل، أصبح أكثر عرضة للإصابة بالمرض، لذلك ينتشر بشكل واضح بين الأطفال المبتسرين في حالة عدم توفير الرعاية والحضانات المناسبة لهم.

ومن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى انتشار المرض بين الأطفال سوء التغذية في المقام الأول، سوء التهوية خاصة في الأماكن المزدحمة مثل المناطق العشوائية، والإصابة بفيروسات أخرى مثل الحصبة، ومن مضاعفات المرض فشل في التنفس، تسمم في الدم، وكل هذه الأمور تسبب الوفاة، والمضاعفات تنتج من اكتشاف المرض في مراحل متأخرة منه وعدم الالتفات إليه من البداية من جانب الأهل والتعامل معه على أنه دور برد عادي، أو التشخيص الخاطئ من جانب الطبيب، وعدم اختيار المضاد الحيوي الملائم للحالة.

اقرأ/ي أيضًا| العلاج البديل لسرطان الثدي يخفف عناء الكيماوي

وينصح د. محمد الأمهات بضرورة الرضاعة الطبيعية للطفل لحد سن سنتين، والفطام من خلال الأغذية المناسبة خاصة التي تحتوي على البروتينات.

 

التعليقات