25/08/2016 - 10:35

الكوبرا والباذنجان... سموم تنقذ حياة الإنسان

برغم أضرار المبيدات الحشرية المتعددة، فهي بالأساس تستخدم لقتل الحشرات والقوارض، لاحتوائها على سموم مركزة تقضي على جزيئات هذه الحشرات، ولكنها أيضا تفيد الإنسان في علاج بعض الأمراض كجلطات القلب والسكتات الدماغية، كما أنها تقضي على مشكلة تخث

الكوبرا والباذنجان... سموم تنقذ حياة الإنسان

يحاط الإنسان بأنواع مختلفة من السموم، منها ما هو طبيعي مثل سم الأفاعي، وما هو مصنوع، مثل المبيدات الحشرية وبعض الأدوية، والتي تملك القدرة على إنهاء حياة الإنسان بمجرد دخولها إلى جسمه، نتيجة تأثيراتها الفائقة على جزيئاته، وإحداث خلل قوي في أجهزته، كما أنها تقوم بقتل نهائي لخلايا الدماغ ومنع ورود الدم إلى عضلة القلب الرئيسية، كذلك إحجام الهواء عن الجهاز التنفسي، ولكن بالرغم من ذلك، فإن بعض تلك السموم يستخدم في علاج أمراض بعينها، ويستعان بها في معالجة العديد من الأشخاص وإنقاذ حياتهم، حيث يستخدم سم الأفعى في علاج التيبس المفصلي، الذي ينتج عن تآكل الغضاريف وانتهاء السائل الزلالي، كما أنه يقضي على الورم الذي يصيب نهايات عظام المفاصل نتيجة الاحتكاك الذي يحدث بينها، كما يندرج دواء “الوارفارين” ضمن قائمة المواد المخدرة الضارة، ورغم ذلك يستخدم في علاج تخثر الدم في الشرايين، وكذلك يستخدم نبات الديجيتال السام في علاج اضطرابات القلب وضعف عضلته الرئيسية.

ويشير د. نبيل عبدالمقصود، أستاذ علاج السموم وأمراض البيئة بكلية طب قصر العيني، إلى أن هناك بعض المواد السامة الموجودة بالأدوية أو النباتات أو الزواحف السامة، لا يجرؤ الإنسان على الاقتراب منها أو التفكير في كونها علاجا هاما لبعض الأمراض، ولم يتخيل أحد أنه قد يأتي يوم ليستخدمها من أجل إنقاذ حياته، ومن أبرز تلك المواد السامة التي تنقذ حياة الإنسان عند تعرضه لأخطار صحية، سم “أفعى الكوبرا”، الذي يقوم بمعالجة التهابات المفاصل بمستوياتها المختلفة، كما أنه يعالج تورم نهايات العظام التي تنتج عن الاحتكاك الدائم ببعضها البعض، ويقوم بترميم المتآكل منها بسبب انخفاض نسبة السائل الزلالي والاختفاء التدريجي الذي يحدث للغضاريف، ويعالج أيضا التيبس الذي يصيب المفاصل، وهي مرحلة ما بعد الاحتكاك وتمثل خطورة على الإنسان وأطرافه.

وعن المبيدات الحشرية وإفادتها التي تعود على صحة الإنسان، يقول عبدالمقصود: برغم أضرار المبيدات الحشرية المتعددة، فهي بالأساس تستخدم لقتل الحشرات والقوارض، لاحتوائها على سموم مركزة تقضي على جزيئات هذه الحشرات، ولكنها أيضا تفيد الإنسان في علاج بعض الأمراض كجلطات القلب والسكتات الدماغية، كما أنها تقضي على مشكلة تخثر الدم داخل الشرايين.

ويضيف د. محمد الحسيني، استشاري العلاج بالطب البديل: من أكثر المواد الخطرة إنقاذا لحياة الإنسان بالرغم من خطورتها واحتوائها على مواد سمية سريعة المفعول، دواء “الوارفارين” والذي يقوم بحماية عضلة القلب من التوقف، من خلال تنشيط الدورة الدموية وتحفيز وصول الدم بصورة منتظمة إليه، كما أنه يحمي الدم من التجلط، وبالتالي تقل فرص الإصابة بضعف العضلة الرئيسية للقلب، نتيجة قصور وصول الدم إليه، وكذلك يعد من المواد المخدرة التي تستخدم لتسكين الآلام، شريطة التناول المنتظم لها، مشيرا إلى خطورة نبات الديجيتال الذي يعرف بديمومة إثماره، لاحتوائه على مواد سمية سريعة المفعول، تقضي على حياة الإنسان في غضون دقائق، ولكنها تستخدم أيضا في إنقاذ حياته، حيث يقوم بعلاج ضعف البنية الجسمانية، والانخفاض المفاجئ في الدورة الدموية، الذي يمثل خطورة شديدة على الإنسان، وبالرغم من قدرته على تسميم الجسم في ثوان معدودة، ولكنه يؤخذ بشكل متقطع وبنسب ضئيلة جدا، للتخلص من اضطرابات الدورة الدموية، كما أنه يعالج مرض البواسير الذي ينتج عنه التهابات تصيب أماكن الجرح.

وعن المواد السامة الأخرى التي تنقذ حياة الإنسان في دقائق، يوضح د. محمود عمر، الأستاذ بالمركز القومي للسموم، أن الباذنجان السام من النباتات السامة، لاحتوائه على مواد تمثل خطرا على صحة الإنسان، لكن مع الفحص تبين قدرته على معالجة العديد من الأمراض، مثل الربو، وذلك من خلال القضاء على اضطرابات الجهاز التنفسي، حيث أن جزءا كبيرا من هذا المرض يكمن في صعوبة التنفس، وكذلك له قدرة في معالجة الصرع الناتج عن سوء الحالة النفسية والتعرض لأزمات نفسية، أثرت بصورة سلبية على عمل الدماغ تجاه الجهاز العصبي، وأتلفت الكثير من خلايا الدماغ، بالإضافة إلى استخدامه كمخدر أثناء إجراء العمليات الجراحية، كما يعمل الباذنجان السام على تحرير إشارات الدماغ وتنبيهاته الخاصة بالأجهزة المختلفة، وبالتالي تنطلق ردود أفعال الجسم بصورة متزنة.

اقرأ/ي أيضًا| الخضروات والفواكه لتخليص الجسم من السموم

وتابع عمر: هناك أيضا الحلزون السام وهو من أكثر الحيوانات السامة على مستوى العالم، ويمتلك مادة سمية تقوم بمعالجة مختلف الأمراض النفسية وصولا إلى الاكتئاب باعتباره المرض الأخطر من بينها، بالإضافة إلى قدرته في علاج مرض الزهايمر، عن طريق تجديد خلايا الدماغ التالفة وتقويتها، وتحسين حالة ملفات العقل الخاصة بالذاكرة وتخزين واسترجاع البيانات، كما أنه يتمتع بخاصية مادة المورفين في تسكين الآلام لكن بصورة مضاعفة، كذلك تستخدم مادة شجرة الطقسوس السمية في القضاء على اضطرابات ضغط الدم، ومنع اختراق الفيروسات لجسم الإنسان، من خلال تقوية الجهاز المناعي بمواده الدفاعية، فضلاا عن أنها تقضي على مسببات تكوين الأورام السرطانية بمختلف أنواعها ومستوياتها.

التعليقات