31/10/2010 - 11:02

اوروبا تطلق اللبنة الاولى للنظام الفضائي الأوروبي "غاليليو"

-

اوروبا تطلق اللبنة الاولى للنظام الفضائي الأوروبي
شهدت قاعدة بيكونور في كازاخستان وسط آسيا فجر اليوم أول خطوة عملاقة تحققها أوروبا في طريق منافستها التكنولوجيا للولايات المتحدة بإطلاق مسبار خاص تابع لبرنامج غاليليو الفضائي الأوروبي. ويحمل المسبار اسم العالم الإيطالي الشهير غاليليو وهو وريث المركبة الأميركية التي انتحرت بارتطامها بكوكب المشتري في العام 2002 ، وحمل القمر الاصطناعي "جيوفي - إيه"، الذي يزن 600 كيلوغرام، إلى مداره حول الأرض بواسطة صاروخ من طراز "سيوز"، واعتبر علماء الفضاء الخطوة الأوروبية بمثابة تحد لشبكة الولايات المتحدة للاتصالات بالأقمار الصناعية المعروفة اختصارا بــ "جي بي إس".

وسيكون هذا المسبار الذي صممته شركة "ساري البريطانية للتكنولوجيا الفضائية" ومقرها مدينة غيلفورد جنوب غرب العاصمة البريطانية اللبنة الاولى للنظام الفضائي الأوروبي الذي يعرف باسم "غاليلو"، ومن المتوقع أن يتمّ إطلاق مسبار ثان في فبراير (شباط) المقبل.

وسيتولى المسبار تأمين وصول موجات الراديو، اضافة الى تزويد الاوروبيين بنظام ملاحة ارضي بواسطة الاقمار الاصطناعية، ولكن الأوروبيين سيعتمدون حاليا على النظام الأميركي لتحديد المواقع. ويكلف مشروع غاليليو الاوروبي للملاحة بالاقمار الاصطناعية حوالي أربعة مليار دولار، فيما يعدّ أكبر مشروع فضائي يتم تنفيذه في أوروبا. ولكن تكاليفه النهائية مع حلول العام 2020 ستبلغ 140 مليار جنيه إسترليني كما أن نتائج أبحاثه في شؤون شتى ستوفر ما لا يقل عن 140 ألف فرصة عمل جديدة.

ويأمل الاتحاد الاوروبي في أن تساعد شبكة تتكون من ثلاثين قمرا صناعيا في تحسين مراقبة حركة الطيران والأبحاث العلمية وتخفيض الازدحام على الطرقات. وانطلاق المسبار غاليليو يشكل تجربة لمكونات رئيسة وخاصة مؤقتاته التي تعمل بالطاقة الذرية. كما ستوكل إليه مهمة تأمين الترددات اللاسلكية المخصصة للمشروع بموجب الاتفاقات الدولية.

وقال علماء فضاء إن هذا يستلزم أن ينقل جيوفي - إيه إشارة ذات بنية صحيحة للملاحة بمساعدة الأقمار الصناعية من مداره حول الأرض في غضون الأشهر الستة القادمة. ويأمل فريق شركة "سَرِي لتكنولوجيا الأقمار الصناعية" أن يتم ذلك في غضون أيام.

ويقود هذا المشروع وكالة الفضاء الأوروبية والاتحاد الأوروبي بما يضمن توفير خدمة توقيت وتحديد مواقع دقيقة بمساعدة الأقمار الصناعية للدول الأعضاء. وفي الوقت الحالي، يتعين على دول الاتحاد الأوروبي الاعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي الأميركي بمساعدة الأقمار الصناعية المعروف اختصارا باسم (جي بي إس).

يشار إلى أن المغرب هي الدولة العربية الوحيدة التي وقعت مع الإتحاد الأوروبي بالأحرف الأولى على اتفاق يقضي بانضمام المغرب إلى برنامج غاليليو (نظام الاتصالات الأوروبي عبر الأقمار الاصطناعية)، و يقضي الاتفاق بتعزيز التعاون الثنائي على المستويين الصناعي والعلمي . ويتيح الاتفاق للمغرب تطوير تطبيقاته العلمية، خاصة في المجالات الجغرافية، كما سيساعد على توسيع الرقعة التي تغطيها موجات البرنامج لتشمل منطقة المتوسط الغربية وجزء من إفريقيا.

وكان المفوض الأوروبي المكلف شؤون النقل، جاك بارو، رحب بهذه الخطوة مؤكداً أن "المغرب أول بلد أفريقي ينضم إلى مشروع غاليليو".ويأتي توقيع هذا الاتفاق ثمرة مباحثات مكثفة جرت بين الطرفين منذ 21 نيسان / أبريل 2005، وسيطرح هذا الاتفاق لإقراره من قبل الدول الأعضاء في الإتحاد، خلال اجتماع مجلس وزراء النقل الأوربيين في شهر كانون الأول / ديسمبر القادم في بروكسل.

وبهذا يكون المغرب البلد الخامس، غير العضو في الإتحاد، الذي ينضم إلى المشروع بعد كل من الصين وإسرائيل، وأوكرانيا، والهند، كما جرت مفاوضات مع كل من الأرجنتين، البرازيل، المكسيك، تشيلي، كوريا الجنوبية، ماليزيا، كندا واستراليا من أجل انضمامها إلى هذا المشروع. وتؤكد مصادر المفوضية الأوروبية أن للبلدان غير الأعضاء في الاتحاد مصالح كبيرة في المشاركة في هذا البرنامج، الذي من المتوقع أن يبلغ مردوده السنوي ما يعادل 275 مليار يورو من الآن حتى عام 2020 وسيخلق أكثر من 140 ألف فرصة عمل على مستوى عالي من القارة الأوروبية وحدها.

واخيرا، يذكر أن برنامج غاليليو كان أُطلق من قبل المفوضية الأوروبية وتم تطويره بالتعاون مع الوكالة الفضائية الأوروبية، بغرض إنشاء جيل جديد من الخدمات العالمية في مجالات عدة مثل النقل والاتصالات والزراعة والصيد. وهو يمول ويراقب من قبل السلطات المدنية الأوروبية، على عكس النظامين الروسي والأميركي الموجودين حاليا واللذين تتم إداراتهما من قبل السلطات العسكرية (ايلاف).

التعليقات