عين الرشاش الفلسطينية تعود للحياة

لا يتوفر لدينا بنية تحتية، ولا مساكن، نعيش بلا كهرباء ولا مياه، نعيش حياة بدائية، بينما المستوطنات المقامة حديثة جعلوا منها جنة، ومع ذلك يلاحقوننا ويضيقون علينا

عين الرشاش الفلسطينية تعود للحياة

تبحث الفلسطينية السبعينية فاطمة زواهرة، عما تيسر من اثاث منزلها البسيط، بين الركام، لتسد حاجة اسرتها التي تقطن في منطقة 'عين الرشاش'، الواقعة على السفوح الشرقية لرام الله وسط الضفة الفلسطينية المحتلة.

'زواهرة' البالغة من العمر نحو 70 عاما، تقول للأناضول إن الجيش الإسرائيلي لم يترك لعائلتها ولـ15 عائلة تسكن في الموقع مأوى، بزعم البناء بدون ترخيص.

تقلب السيدة ما تبقى من مقتنيات البيت، لتصنع القليل من الطعام، وتقول: 'أنظر لم يبق ما يمكن أن يستخدم للعيش، يريدون ترحيلنا من هنا، عشنا هنا سنوات طويلة، لا مكان آخر يمكن الانتقال إليه'.

وكانت جرافات عسكرية إسرائيلية، قد هدمت، الإثنين الماضي، 30 منشأة فلسطينية، منها 15 مسكنًا، فيعين الرشاش، إلا أن السكان يعملون على مدار الساعة لإعادة الحياة إلى ما كانت.

ويعتمد السكان هناك على تربية المواشي، وبيع منتجاتها من لحوم ومشتقات الحليب، ويسكنون بيوتا من الصفيح والخيم.

محمد زواهرة (33عاما)، أحد سكان الموقع، يقول إن 'الجيش الإسرائيلي يهدم المساكن ويسعى إلى تهجيرنا عنوة، للسيطرة عليها لصالح المستوطنات'، يشير الرجل إلى مستوطنة إسرائيلية مقامة على سفوح الأغوار شرقي الضفة تطل على مساكنهم ويقول 'أنظر هناك إنها جنة'.

ويضيف: 'لا يتوفر لدينا بنية تحتية، ولا مساكن، نعيش بلا كهرباء ولا مياه، نعيش حياة بدائية، بينما المستوطنات المقامة حديثة جعلوا منها جنة، ومع ذلك يلاحقوننا ويضيقون علينا'.

ويسابق الشاب محمد زواهرة الوقت محاولا توفير مسك جديد لعائلته قائلا: 'نحن في فصل الشتاء، كيف لأطفال العيش هكذا'.

وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، قدمت أمس خيما للسكان، وشرعوا بنصبها.

وعنها، يقول زواهرة ' هذه خيم لا تقي الشتاء، المياه تتسرب منها من كل مكان، ومع ذلك سنعيد بناء المنازل من جديد، لن نرحل يهدمون ونعيد البناء من جديد، لا مكان آخر لنا'.

وبين البيوت المهدمة يلهوا الأطفال في ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة، بينما يواصل الشبان إعادة بناء مساكنهم. وبحسب الناطق باسم التجمع السكاني 'علي زواهرة'، تسكن العائلات في الموقع منذ نحو 40 عاما، إثر تهجيرهم من صحراء النقب (جنوب إسرائيل) قسرا.

ويضيف 'علي' للأناضول: 'نسكن في بيوت من الصفيح والخيم، في منطقة تبعد عن المستوطنات الإسرائيلية نسبيا، ومع ذلك يلاحقنا الجيش الإسرائيلي لتهجيرنا من جديد، نعيش هجرة بعد هجرة'.

ويتابع ' هذا البيوت لا تصلح للحياة الآدمية، لكننا باقون لن نتركها، ولن نعيش تجربة الهجرة من جديد'.

ويتخذ السكان من الجبال مسرحا لرعي أغنامهم، إلا أن الجيش الإسرائيلي يمنعهم من التنقل بحرية، بزعم أنها مناطق عسكرية مغلقة، حسب الرجل.

وكانت محكمة إسرائيلية أصدرت منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قرارا نهائيا بهدم تجمع سكان عين الرشاش، بزعم البناء بدون ترخيص في مناطق مصنفة 'ج' حسب اتفاق أوسلو.

وفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق 'أ' و'ب' و'ج'.

وتمثل المناطق 'أ' 18 في المئة من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإدارياً، أما المناطق 'ب' فتمثل 21 في المئة من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.

اقرأ/ي أيضًا| أهالي الغابسية المهجرة يستعيدون الذاكرة ويصرون على العودة

أما المناطق 'ج' والتي تمثل 61 في المئة من مساحة الضفة فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.

التعليقات