"مسيرة العودة خيار إستراتيجي وليست تكتيكا آنيا"

يؤكد منظمو مسيرة العودة وكسر الحصار أن المسيرة مستمرة إلى حين تحقيق أهدافها، داعين إلى أوسع عملية تحشيد جماهيري والعمل على تطوير حراك العودة كخيار إستراتيجي.

(أ ب أ)

أحيت الجماهير الفلسطينية في مختلف أماكن تواجدها، أمس الأربعاء، الذكرى الـ71 للنكبة، وكان أبرزها مسيرة العودة الكبرى على الشريط الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة، التي شارك بها عشرات الآلاف وأصيب خلالها العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين برصاص الاحتلال، فيما يؤكد منظموها أن المسيرة مستمرة إلى حين تحقيق أهدافها، داعين إلى أوسع عملية تحشيد جماهيري والعمل على تطوير حراك العودة كخيار إستراتيجي.

تجديد النضال

أحمد أبو ارتيمة

استعرض أحمد أبو ارتيمة، وهو أحد قياديي الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، في حديثه لـ"عرب 48"، أهمية النضال من أجل "إحقاق الحق"، مؤكدا على حق عودة اللاجئين لديارهم وداعيا إلى مواصلة النضال وتطوير الأداء.

وفي هذا السياق، قال أبو ارتيمة: "أعتقد أن المطلوب الآن من الشعب الفلسطيني هو تجديد النضال الوطني، ونحن بحاجة لتطوير وتجديد الوسائل النضالية الشعبية السلمية، وبلورة نضال حقوقي يرفع مطالب واضحة، ومنها بطبيعة الحال وفي مقدمتها حق العودة. أعتقد أن فكرة العودة مهمة للغاية في هذا السياق، وتترافق مع ما ينبغي من تفعيل جهود المقاطعة الدولية ونزع الشرعية عن دولة الاحتلال".

وأوضح أن "فكرة مسيرة العودة هي أن تتعزز في كل الأماكن، في قطاع غزة وغير قطاع غزة، من أجل تكريس التفكير بحق العودة كجوهر للقضية الفلسطينية. وأضاف "هذا العام ذكرى النكبة توافق مع الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الفلسطينيين بعشرات الألوف في قطاع غزة لاقتحام السياج العازل العام الماضي، والعودة إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها في مناطق الـ48، والمجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحقهم وأسفرت عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا وإصابة 2000 شخص في أيار/ مايو عام 2018.  ولفت إلى أن "تلك التجربة لم تنجح، وهذا أمر يقتضي إعادة التفكير في هذه الوسائل، لكن نحن نؤمن أنه لا بد وأن يرجع اللاجئون يوما ما بشكل جماعي.. لكن!".

الظروف غير مهيئة

وشدد أبو ارتيمة على أنه "على الرغم من أن الظروف الداخلية والخارجية لازالت غير مهيئة للعودة، لكن علينا أن نبقي على فكرة مسيرة العودة كشكل من أشكال الاحتشاد بالقرب من السياج العازل وبالقرب من بلادنا في غزة وفي لبنان وسورية والضفة والأردن وفلسطينيي الداخل وكل الأماكن ومنها نرسل رسالة قوية بأن قضيتنا باقية وبأن قضية العودة حية في أذهاننا ونفوسنا ونفوس الأجيال".

وتابع "طبعا القضية الفلسطينية كما هو واضج تمر بحالة صعبة جدا بسبب الظروف الداخلية، في ظل الانقسام، وهذا الانقسام أثر لدرجة كبيرة على قدرتنا في تمتين وتصليب جبهتنا الداخلية ضد الاحتلال ومشاريعه.  الاحتلال يستفرد بقطاع غزة من ناحية ويستفرد بمخططات الاستيطان والضم والتهويد بالضفة من ناحية أخرى، وكذلك ماضية في سن التشريعات العنصرية التي تنعكس على فلسطينيي الداخل، على غرار "قانون القومية"، ورغم كل ذلك نجد أن هناك استمرارًا للانقسام بين غزة والضفة. وهذا طبعا يغري الاحتلال ويغري الإدارة الأميركية ببذل المزيد من الضغوطات ومحاولة تمرير المزيد من المشاريع التي تضر بحقوقنا الوطنية.

واستطرد "أما بخصوص الوضع الإقليمي، مع الأسف بعد فشل مساعي التغيير في بعض بلدان الربيع العربي، هناك تسارع وهرولة عربية نحو التطبيع مع إسرائيل، وبالتالي فإن كل هذه العناصر مجتمعة تعمق من واقع الأزمة التي تعيشها القضية الفلسطينية، وهذا يجب وينبغي أن يستفزنا لتفعيل وتعزيز النضال الشعبي السلمي، وتطوير وسائلنا النضالية الشعبية السلمية للمواجهة، وتجديد الحيوية لقضيتنا الوطنية".

خيار فصائلي... لكن؟

وحول مشاركة الفصائل في غزة، قال أبو ارتيمة إن "فكرة مسيرة العودة في قطاع غزة تحولت إلى خيار فصائلي، وهذا شيء إيجابي، لكني آمل أن يكون اعتمادهم لهذا الخيار نابعًا من منطلق رؤية إستراتيجية، وليس مجرد تكتيك وقتي أو خيار أزمة بسبب الواقع الذي تعيشه الفصائل في قطاع غزة. فكرة مسيرة العودة هي فكرة إستراتيجية وينبغي أن ننبه إلى القيمة الوطنية والأهمية الوطنية لها، وليس أن تكون مجرد خيار أزمة بسبب اضطررنا إليه من الحصار وإغلاق المعابر، أو عدم القدرة على اعتماد الوسائل الأخرى، وهذا ما أتمناه من الفصائل، وتحديدا من حركة حماس في قطاع غزة".

وخيتم بالتأكيد على أنه "يجب أن نتعامل مع خيار مسيرة العودة وفق رؤية وطنية إستراتيجية، ووفق جهود متراكمة في هذا الاتجاه؛ نحن نسعى ونريد إبراز البعد الشعبي لمسيرة العودة وتقليل الخسائر كي لا تتحول إلى عبئ على الفلسطينيين، كما نريد كما ذكرت سابقا، تفعيل الجبهات الأخرى كي تكون صورتنا أمام العالم بأننا نناضل من أجل قضية وطنية، وليس من أجل قضايا معيشية ملحة، نضطر إليها، ولذلك نتطلع إلى نهضة وطنية نضالية شاملة في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني".

 

التعليقات