مدن تشهد على تاريخ إمبراطوريات سادت وولّت

شهد التاريخ الإنساني قيام العديد من الحضارات، والتي كان لكل منها بصمتها وآثارها التي ظلت بعضها خالدة تؤرخ لعظمتها وما أضافته للإنسانية، ففي عصور سادت فيها القوة وغلبت عليها الصراعات والحروب، كان للظروف السياسية والعسكرية وأحيانا الدينية ت

مدن تشهد على تاريخ إمبراطوريات سادت وولّت

شهد التاريخ الإنساني قيام العديد من الحضارات، والتي كان لكل منها بصمتها وآثارها التي ظلت بعضها خالدة تؤرخ لعظمتها وما أضافته للإنسانية، ففي عصور سادت فيها القوة وغلبت عليها الصراعات والحروب، كان للظروف السياسية والعسكرية وأحيانا الدينية تأثيرها المباشر في اختيار المدن الهامة وعاصمة المملكة أو الإمبراطورية، والتي بقيت أطلالها حتى اليوم شاهدة على تاريخ إمبراطوريات سادت وزالت.

ممفيس القديمة (مصر)

'ممفيس' من أقدم المدن التي عرفها التاريخ، والتي أسسها الملك نارمر عام 3200 ق م كعاصمة للبلاد، حيث اختير موقعها لتسيطر على الطرق البرية والمائية بين صعيد مصر ودلتا النيل، وظلت ممفيس عاصمة لمصر في عصر الدولة القديمة من الأسرة الثالثة إلى السادسة ثم توارت سطوتها، وأصبحت مركزا دينيا وازدهرت بالمعابد والفنون، وموقعها الحالي بالقرب من منطقة سقارة بقرية ميت رهينة على بعد ما يقرب من 19 كيلومترا من جنوب القاهرة، ويوجد بها هرم زوسر، وهو أول هرم مدرج في العالم، كما تضم أيضا المتحف المكشوف في “ميت رهينة” الذي يوجد به التمثال الضخم لرمسيس الثاني وتمثال آخر له منبطح على الأرض.

 

بابل.. قطيسفون (العراق)

كانت بابل عاصمة إمبراطورية بلاد الرافدين أو “ما بين النهرين”، والتي توجد أطلالها حاليا بين نهري دجلة والفرات في العراق، وتضم بين جوانبها إحدى عجائب الدنيا السبع، “حدائق بابل المعلقة” والتي بناها الملك “نبوخذ نصر الثاني”  لزوجته، التي كانت تشعر بالحنين إلى وطنها في تلال فارس، واستخدمت الألواح الحجرية والري لإنشاء شبكة من الحدائق المدرجة في وسط الصحراء الجافة، وهو ما يحتاج في مثل هذه الحدائق إلى تقنيات ري متطورة لتبقى على قيد الحياة.

ويضم العراق العريق فوق أراضيه عاصمة الإمبراطورية البارثية القديمة، “قطيسفون”، والتي تقع على نهر دجلة في العراق، وتتسم بهندستها المعمارية المتقدمة، ومن أهم معالم المدينة العريقة “إيوان كسرى”، الذي كان مقر حكم الساسانيين، وهو ذو بناء مقبب، كان يؤدي إلى غرفة العرش الضخمة المهيبة.

 

دمشق (سوريا)

أما العاصمة السورية “دمشق”، تعد أحد أقدم مدن العالم وعاصمة الحضارة الإسلامية العربية، والتي تأسست منذ 1700 قبل الميلاد، وتتميز دمشق بمعالم تاريخية متعددة، من أبرزها “الجامع الأموي”، وهو من أشهر مساجد دمشق، وتضم المدينة الكثير من الأسواق المسقوفة مثل سوق الحميدية، وتنتشر فيها الأضرحة لصحابة، وشخصيات دينية وسياسية، وأمراء عظام كانوا يحكمون العالم يوما ما.

 

البتراء (الأردن)

ومدينة البتراء الأثرية والتي تقع في محافظة معان في جنوب المملكة الأردنية من أقدم مدن المنطقة، حيث تأسست في عام 312 ق.م لتكون عاصمة مملكة “الأنباط”، التي تربط بين آسيا والجزيرة العربية، فموقعها المتميز سهل لها أن تصبح مركزا تجاريا مزدهرا على طريق الحرير، مما وفر لها الثروة الكبيرة والقوة، موضحاً أن ما زاد شهرة البتراء هو عمارتها المنحوتة بالصخور وجبالها الملونة الوردية، حيث تقع المدينة على منحدرات جبل المذبح بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، وهو ما جعل منظمة اليونسكو تدرجها على لائحة التراث العالمي في عام 1985م. وتم اختيارها واحدة من عجائب الدنيا السبعة الجديدة في عام 2007م.

اقرأ/ي أيضًا | دراسة : معالم فرعونية تؤرخ لمكانة المرأة في مصر القديمة

 

التعليقات