المحكمة تبرئ الشرطي قاتل نديم ملحم؛ عائلة الفقيد تطالب القيادات العربية بموقف صلب وتتعهد بملاحقة القضية..

زحالقة: هذا القرار هو وليد العنصرية التي ترى أن قتل العربي أمر لا يستحق العقاب،. كل جريمة بلا عقاب تمهد للجريمة التي تليها. وقرار المحكمة هو رسالة مفادها "لا لردع المجرم".

 المحكمة تبرئ الشرطي قاتل نديم ملحم؛ عائلة الفقيد تطالب القيادات العربية بموقف صلب وتتعهد بملاحقة القضية..
برأت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، الاثنين، شرطي حرس الحدود روبي جال قاتل الشاب نديم ملحم من سكان عرعرة خلال تفتيش منزله عام 2006.

وقد وقعت الجريمة عام عام 2006 حينما داهمت قوات كبيرة من الشرطة منزل ملحم في قرية عرعرة بغية تفتيش المنزل والبحث عن أسلحة غير مرخصة، فأطلق الشرطي غال النار على ملحم حينما حاول الهرب.

وجاء في لائحة الاتهام إن ملحم خرج مسرعا من المنزل وبيده مسدس باتجاه الشارع، فطلب الجنود منه التوقف وحينما واصل جريه أطلق أحدهم رصاصة وحيدة في الهواء، وبعدها قام غال بإطلاق رصاصتين عى المرحوم واحدة في ظهره والأخرى في قدمه. ولكن عائلة المرحوم نفت مرارا أن الفقيد كان يحمل مسدسا.

وأعرب عم المرحوم، أحمد ملحم، عن استهجانه من قرار تبرئة القاتل. وقال إن ذلك لا يحدث إلا هنا وحينما يكون الضحية عربي. واستخف ملحم بما جاء في لائحة الاتهام وبتحقيقات وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة التي وصفها بأنها غير جدية. وطالب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقيادات العربية باتخاذ موقف حازم في هذه القضية وفي عشرات القضايا المشابهة.

من جانبه عقب النائب جمال زحالقة على قرار تبرئة الشرطي، بالقول إن ما حدث هو مسرحية، حيث تعمدت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة عدم جمع أدلة كافية لإدانة المتهم، ورتبت الأمور بحيث يظهر وكأن هناك تحقيق من جهة، ومن جهة أخرى أن يخرج المتهم بريئا.

وأضاف زحالقة: هذه ليست المرة الأولى، هناك عشرات الحالات التي قتل فيها أفراد الشرطة مواطنين عربا ولم ينالوا عقابهم. وهذا القرار عمليا هو بمثابة هدر للدم العربي، وبات كل شرطي يقوم بقتل عربي يعرف أن أحدا لن يحاسبه على ذلك.

وقال: إن الأجواء العنصرية تنخر في كل أجهزة الدولة العبرية، وهذا القرار هو وليد العنصرية الإسرائيلية التي ترى أن قتل العربي أمر لا يستحق العقاب، رغم أن في كافة الحالات كان القتل عمدا ولم يكن بأي حالة من الأحوال دفاعا عن النفس.
واختتم زحالقة بالقول: كل جريمة بلا عقاب تمهد للجريمة التي تليها. وقرار المحكمة هو رسالة مفادها "لا لردع المجرم".

في أعقاب تبرئة شرطى حرس الحدود من جريمة قتل ابنها، أصدرت عائلة نديم ملحم بيانا أكدت فيها على عنصرية القرار، وشككت في مصداقية وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة التي برأت قتلة أكثر من 40 شابا عربيا منذ العام 2000 وحتى اليوم. ولفت البيان إلى أن وحدة التحقيقات قد أثبتت تعاطفها مع المجرم القاتل سواء كان من أفراد الشرطة أم من الجيش.

ولفت البيان إلى أن القاضي عوديد غرشون قد أصدر قرار التبرئة للشرطي روبي جان قاتل الشاب نديم ملحم يوم 19/01/2006 خلال مداهمه بيت العائلة، بحجه التفتيش عن سلاح غير مرخص.

وقال البيان إن الشرطي القاتل قد اعترف بالتهم الموجهة له، حيث اعترف أمام المحكمة بأنه قام بإطلاق النار على نديم في القسم العلوي من جسمه، وأنه قام بإطلاق النار من أجل القتل. هذه أقوال الشرطي تحديدا، وذكر أن قرار إطلاق النار كان دفاعا عن النفس بالرغم من أن نديم كان وحيدا مقابل ما لا يقل عن عشره جنود، باغتوه أثناء نومه بفراشه خلال فترة القيلولة.

وتابع البيان أن الحادثة التي وقعت قبل حوالي ثلاثه سنوات ونصف، وأن ملابساتها معروفه للجميع منذ اللحظة الأولى لحدوثها. وقال البيان إن هناك "الكثير من التصرفات السلبية بكل ما يتعلق بالتحقيقات وجمع المعلومات وإعادة تمثيل الجريمة، حيث أثارت الكثير من التساؤلات لدى الكثير عن مدى مصداقية متابعة هذه القضية من قبل وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة – ماحاش- التي أثبتت في جميع القضايا المتعلقة بقتل المواطنين العرب تعاطفها مع المجرم القاتل سواء كان من أفراد الشرطة أو الجيش".

وتابع البيان أن "قرار اليوم، ألا وهو تبرئة ساحة المجرم يجب أن تخجل جهاز العدالة الاسرائيلية ويجب اعتبارها صفعة في وجه هذا الجهاز الذي يقوم بدور الدفاع عن المجرم شرط أن يكون هذا المجرم يهوديا والضحية من المواطنين العرب".

واعتبرت العائلة القرار عنصريا، ويؤمن الدفاع عن المجرم القادم والجريمة المحتملة التي تنتظر ضحيه جديده من الشبان العرب. كما اعتبرت القرار ضد كل المواطنين العرب، وبالتالي فإن التصدي له يجب أن يكون على مستوى القيادات العربية المحلية في عارة وعرعرة، والقيادات العربية لشعبنا في البلاد عامة.

وقالت عائلة ملحم إنها تحتفظ لنفسها الحق بملاحقه المجرم من خلال الاستمرار في ملاحقته قضائيا في أروقة المحاكم التي وصفته بـ"المشبوهة". وأكدت مرة أخرى على أن القضية العامة يجب أن تكون ملقاة على عاتق القيادات العربية للدفاع عن دم المواطنين العرب في البلاد. فقضية تبرئة قاتل نديم ملحم واحدة من بين أكثر من أربعين قضية قد تختلف حيثيات الواحدة عن الأخرى في حين أن النتيجة هي نفس النتيجة: تبرئة القاتل.
وقال ملحم ملحم ابن عم المرحوم نديم: "رغم القرار القضائي المجحف، ألا أن القرار أكد أن الشهيد نديم ملحم ذهب ضحية لقضية وطنية وموقف مشرف، برفضه للتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وهذا ما قاله القاضي في مجمل قراره اليوم، بأن لنديم ملحم كانت سوابق إخلال بالنظام العام والمس بأمن الدولة"ز

كما أكد على أن العائلة ستستمر في كافة الإمكانيات والمجالات والمسارات القضائية، وتطالب أولا النيابة العامة بالاستئناف على هذا القرار، ولها الحق بالاستئناف والتوجه للقضاء والمحكمة العليا، والأهم التوجه إلى المحافل الدولية والمحكمة الدولية التي تمكن من محاكمة الغرباء، على غرار الدعوى التي تقدم الآن في المحاكم الدولية ضد ضباط من جيش الاحتلال الإسرائيلي ما ارتكبوه من مجازر في قطاع غزة. ...

التعليقات