مواسي لـ"عرب 48": هذه قضية كل معلم وطالب

عقدت اليوم الخميس الجلسة الأولى في قضيّة الاعتداء على المربي علي مواسي وانتهاك حرمة المدرسة في مدينة باقة الغربية، وذلك في المحكمة بمدينة حيفا.

مواسي لـ"عرب 48": هذه قضية كل معلم وطالب

علي مواسي ووالدته وشقيقته

عقدت اليوم الخميس الجلسة الأولى في قضيّة الاعتداء على المربي علي مواسي وانتهاك حرمة المدرسة في مدينة باقة الغربية، وذلك في المحكمة بمدينة حيفا.

وكان المربي مواسي تعرض لاعتداء جسدي وحملة تحريض والمسّ به جسديًّا، والتّطاول على معلّمين آخرين، وإثارة الفزع والرّهبة في نفوس الطّلبة في أعقاب عرض فيلم 'عمر' الفلسطيني أمام الطلاب بادعاء خدش الحياء.

ومن المتوقع أن تصدر المحكمة قرارها لاحقا بعد أن جرى التدوال بالقضية.

وقال المربّي علي مواسي، بعد خروجه من قاعة المحاكمة، لـ'عرب48' إن 'القضيّة ليست قضيّة علي مواسي الشّخص، وإن مسّ به جسديًّا وكلاميًّا، وحرّض عليّ شخصيًّا. هذه هي قضيّة كل معلمّ، طالب ومؤسّسة تربويّة وككل صاحب حقّ بالتّعلّم وبالتّثقف'.

وأضاف مواسي: 'جئنا هنا اليوم بعد دعوى قضائيّة قدّمناها ضدّ شخصين، قاما بمهاجمتي وتهديدي إثر عرض فيلم عمر للمخرج الفلسطينيّ، هاني أبو أسعد'.

وتابع: 'المسألة حمّلت أكثر ممّا تحتمل. من كان لديه اعتراض على مضمون الفيلم، وجب عليه أن يطرح رأيه بطريقة حضاريّة وراقية، دون اللجوء إلى أساليب العنف والتّشهير والاجتماعات التي تطالب بفصلي فورًا وحالاً، متجاوزة كلّ جهودي التي أبذلها لمدرستي وطلّابي'.

وحول جلسة المحاكمة علّق مواسي: 'أتمنّى أن يصدر قرار لصالحي، يعزّز روايتي، ويأخذ حقّي، لإيصال رسالة واضحة، مغزاها أن فرض الوصاية عنوة على الآخرين، هي أسلوب غير مقبول ومرفوض'.

أمّا والدة علي مواسي، السّيّدة جميلة مواسي فقالت لموقع عرب48: 'علي شابّ أمثاله قلائل. وتفاجأت كثيرًا اليوم بالّدعم الهائل من حشد المثقّفين، المتعلّمين، الواعين، المحامين، ممّن يملكون طاقات هائلة'.

وعن الدعم الذي تلقّته عائلة مواسي، قالت السّيّدة مواسي: 'نحن لن نسمح لإنسان، المساس بشابّ، وليس علي ابني فقط، والتّهجّم على أيّ شخص يدافع ويرفع من ثقافتنا'.

ووجّهت مواسي نقدًا لبلديّة باقة الغربيّة: 'أوجّه نقدًا لبلديّة باقة الغربيّة، التي لم تحتو القضيّة ولم تدعم معلّمًا كان سندًا لهم. للأسف لم نتلقّ منهم أي اتّصال أو وساطة لمتابعة ما جرى في المدرسة'.

واستمرت حملة تجييش وتحريض بحقّ المربّي مواسي، من قبل إحدى الجماعات، الّتي ادّعت أنّ مواسي عرض لطلّاب المدرسة فيلمًا 'فيلم عمر' لا يروق لها ووصفته بأنه غير تربويّ؛ وطالبت بفصل المربّي فورًا وحالًا، ما أدّى إلى صدمة كبيرة لدى شرائح واسعة من أهالي باقة الغربيّة، وإلى حالة توتّر.

وأدان التجمع الوطني الديمقراطي والقوى الوطنية والجمعيات والأطر الثقافية بشدّة الاعتداء الّذي تعرّض له المربّي مواسي، والمسّ بحرمة المدرسة ومعلّميها وطلّابها، وطالبوا بلدية باقة الغربية باتّخاذ الإجراءات الفوريّة والصّارمة لوضع حدٍّ لهذا النّهج الخطير وعدم تحويله إلى أمرٍ طبيعيٍّ قد يتكرّر مستقبلًا مع أيّ شخصٍ كان.

وأوضح التجمع في باقة الغربية أن 'الفيلم الّذي عُرِضَ في المدرسة هو فيلم 'عُمَر' للمخرج الفلسطينيّ هاني أبو أسعد، والمرشّح لجائزة الأوسكار باسم فلسطين، وقد عُرِضَ سابقًا في عدد من مؤسّسات باقة الغربيّة الثّقافيّة والتّربويّة والتّعليميّة، وكذلك في عشرات المؤسّسات قطريًّا، لطلّاب مدارس وجامعات وأهالٍ، دون أن يثير أيّ ضجّةٍ أو جلبةٍ تُذكر؛ ما يعني أنّ الأزمة الحاليّة لا علاقة لها بالفيلم، ولها أسباب بعيدة عن مصلحة الطّلّاب ومصلحة البلد؛ ويتحدّث الفيلم أساسًا عن قضيّة الاحتلال الإسرائيليّ والنّضال ضدّه، وعن آثاره على النّاس والمناضلين'.

اقرأ/ي أيضًا | تجمع باقة: نرفض العنف والتحريض ضد مواسي وندعو للحوار

وأكد أنه 'وفق عدّة مصادر، اجتهد المربّي علي مواسي، من باب الحرص والمسؤوليّة، في فرض رقابةٍ على مقاطع يمكن لها أن تثير الحساسيّة والنّقاش وتشويشها؛ ومع ذلك فإنّه لا معارضة ولا مانع في مناقشة الفيلم، ثقافيًّا وتربويًّا، بصورةٍ حضاريّةٍ ومسؤولةٍ راقيةٍ، بعيدةٍ عن التّسلّط والقذف والتّشهير، والتّرصّد والانتقام'.

 

وعبّر التجمع في بيانه عن استغرابه من التهويل في القضية، وقال إننا 'نستغرب كلّ هذا الافتعال والتّهويل المقصودين في القضيّة من قبل بعض الأطراف، بصورةٍ غير منضبطةٍ ولا مسؤولةٍ، تعرّض باقة الغربيّة وأهلها للفتنة'.

وشدد على أنه 'نرفض وندين بشدّةٍ أسلوب المحاكمات الميدانيّة والشّعبيّة لأيّ شخص، المليئة بلغة التّحريض والوعيد والتّصعيد، والبعيدة عن العقلانيّة والموضوعيّة والمهنيّة، ما قد يمسّ بكرامة النّاس ويُعرّض سلامتهم للخطر'.

اقرأ/ي أيضًا | معركتنا الحقيقية والأصولية بمجتمعنا/ منيب طربيه

 

وأضاف أننا 'نستنكر أيّ إجراءٍ تعسّفيٍّ وانتقاميٍّ بحقّ المربّي علي مواسي، ونطالب البلديّة وإدارة المدرسة تحمّل المسؤوليّة الفوريّة في هذه القضيّة، والحفاظ على حقوق موظّفيها بكلّ ما تملكان من أدوات'.

وأكد 'نرفض أن تتحدّث أيّ جهةٍ كانت باسم جميع أهالي باقة الغربيّة، وأن تسمح لنفسها الادّعاء بأنّها تمثّل الـ 30 ألف مواطن في هذا البلد العزيز، بمختلف عائلاته وشرائحه، خاصةً إذا كان الهدف خطوات انتقامية تقوم على منطق الإشاعة، دون أيّ تبيّنٍ أو فحصٍ أو حوارٍ'.

وخلص بيان التجمع إلى القول: 'نؤكّد دعمنا للمربّي علي مواسي، ونحيّي دوره الثّقافيّ والتّربويّ الوطنيّ المميّز، وندعوه إلى مواصلة نضاله، والتّمسّك بحقّه حتّى النّهاية، من أجل أجيالٍ أرقى وأفضل. ونؤكد أيضًا أن هناك حق للجميع في نقاشه ونقاش غيره بشكل حضاري يليق ببلدنا العزيز باقة الغربية'.

 

التعليقات