أعرب مواطنو مدينة الطيرة، في حديث لموقع عرب 48، اليوم الإثنين، عن تذمرهم واستيائهم من انبعاث لروائح كريهة يتكرر يوميًا بعد ساعات منتصف الليل.
وصرح مواطنون قابلهم مراسل موقع عرب 48 أن الرائحة كريهة 'لا تطاق حتّى للحظة واحدة، الأمر الذي جعلنا نغلق الشبابيك والأبواب بإحكام، وأصبحنا محاصرين، لا نجلس في الساحة ولا يمكن تحمل البقاء خارجًا للحظة، حين نشتم الرائحة الغريبة التي ليست كأيّة رائحة عادية يمكن تمييزها إن كانت مادّة مشتعلة أو نفايات صلبة أو سائلة، أو ما شابه، وإنما غريبة جدا، وتنبعث يوميًا بعد منتصف الليل'.
وقال المواطنون إن هناك مَن يعاني مِن اختناقات بسبب الرائحة، وإن هناك أزمة تنفس ألمت بعدد كبير من سكّان البلدة.
وقبل بضعة أشهر، توجّه العديد من المواطنين للبلدية وللجهات المسؤولة، والتي بدورها أبلغت الشرطة، وأرسلت مراقبًا لم ينجح بالوصول إلى المصدر، بينما، كما أفاد المدير العام للبلدية، أن 'هنالك من يشعل الأسلاك النحاسية المغلفة، ما تسبّب بانبعاث روائحَ كريهة مضرة'، وأكمل بالقول 'أبلغنا الجهة المسؤولة وحرّرنا مخالفات بهذا الشأن، فيما كانت البلدية قد أصدرت، بعد معرفتها مصدر الرائحة الكريهة، وتوجهت للشرطة، التي أصدرت أمرًا بإغلاقه كان ذلك قبل بضعة أشهر'.
وتجددت المعاناة منذ أيام، لكن الرائحة باتت أكثر اشتدادًا، وفي أعقاب ذلك، أبلغ شهود عيان البلدية، التي عقدت بدورها اجتماعًا طارئًا للتباحث، في اتخاذ خطوات فوريّة، بدءًا من استدعاء الشرطة لتجديد أمر الإغلاق وقطع الكهرباء عن المحل المشبوه، واستدعاء ممثل عن وزارة حماية البيئة، الذي قام بدراسة الشكوى.
ومن جانبه، أكد ممثل وزارة حماية البيئة للبلدية أن شركات يهودية وأجنبيه روسيّة، قد استأجرت الأرض وأقامت مبنىً على أرض مواطن من المدينة في المنطقة الصناعية الزراعية، شرق جنوبيّ المدينة، والذي أكد وجود محرقة للجثث في المبنى.
وقد تقفّى عدد من سكان الطيرة، الذين سهروا ليلا من أجل البحث عن هذه الرائحة، ما يجري في المبنى، وعندما انتظروا خارج 'المحرقة' في ساعات الليل، برفقة نائب رئيس البلدية، وليد ناصر، ذهلوا حين رأوا جثثًا تُدخَلُ إلى المحرقة نفسها، وبعد ساعات قليلة، خرجت تلك الرائحة الكريهة، التي تُشتم في المنطقة.
من جهته، قال عضو بلدية الطيرة عن التجمع الوطني الديمقراطي، حسني سلطاني إن 'هذه الرائحة لا شك أنها من محرقة الجثث التي كانت في السابق، وصدر أمر بإغلاقها قبل عدة سنين، لكن أصحاب المحرقة، يشتغلون في الآونة الأخيرة، بشكل خفي، وفي الفترة الأخيرة، كانت الرائحة قوية جدًا، ما حدا ببعض المواطنين الحريصين في المدينة على مراقبة عمل هذه المحرقة، التي تعمل في ساعات الليل، وتم اكتشاف عملهم، وأنهم لا زالوا يدخلون الجُثث بشكل سري في ساعات الليل، ومن ثم يحرقونها'.
وتابع 'كانت هنالك جلسة قبل قليل في البلدية، وتطرقنا إلى هذا الموضوع، وتم الاتفاق على بعض الإجراءات، منها إصدار أمر إغلاق للمحرقة، وقطع الكهرباء عنها فوريًا، من خلال التوجه إلى شركة الكهرباء، وسوف نتابع الموضوع، لاحقًا، إذا ما تم تفعيلها مرة أخرى'.
التعليقات