دير حنا: الآلاف في مسيرة ومهرجان يوم الأرض

شارك آلاف الفلسطينيين في المهرجان المركزي في بلدة دير حنا إحياءً للذكرى الـ41 ليوم الأرض الخالد.

دير حنا: الآلاف في مسيرة ومهرجان يوم الأرض

مسيرة يوم الأرض في البطوف، اليوم (عرب 48)

شارك آلاف الفلسطينيين في المهرجان المركزي في بلدة دير حنا إحياءً للذكرى الـ41 ليوم الأرض الخالد.

افتتح المهرجان بوقفة حداد على أرواح الشهداء وقراءة سورة الفاتحة، ومن ثم صدحت حناجر الحضور بالنشيد الوطني الفلسطيني 'موطني'. وتولى عرافة المهرجان الشيخ راشد حسين مرحبا بكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والمهجر، وعائلات الشهداء والأسرى وكل مناضل حر يدافع عن أرضه وحريته.

وأضاف أننا 'سنواصل الدفاع عن أرضنا، ونواصل درب الشهداء التي اشعلت دمائهم النار تحت دبابات الاحتلال ورفعت رأس شعبنا حتى ينال شعبنا الفلسطيني الحرية والاستقلال. تمر علينا هذه الذكرى وسط تشريعات عنصرية، وإخراج الحركة الإسلامية عن القانون وملاحقة التجمع الوطني الديمقراطي واعتقالات إدارية وحتى محاولة إسكات الأذان'.

ووجه الشيخ حسين 'تحية شعبنا إلى الدكتور باسل غطاس الذي يواجه عقوبة السجن لتضامنه مع الأسرى والحركة الأسيرة'. 

 حسين يثني على صمود الشعب الفلسطيني

وألقى كلمة البلد المضيف رئيس مجلس دير حنا المحلي، سمير حسين، الذي رحب بالحشود، وأثنى على التوافد والمشاركة في المسيرات والمهرجان الرئيسي الذي يختتم ويتوج فعاليات ذكرى يوم الأرض.

وقال حسين إنه 'في هذا اليوم النضالي المجيد نوجه تحيتنا لأبناء شعبنا في الداخل والشتات، تحية إجلال وإكبار للشهداء، 41 عاما مرت ولا زلنا نناضل ضد الهجمة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني'.

وأثنى رئيس المجلس على الصمود البطولي الذي يسطره أبناء الداخل الفلسطيني في مواجهة العنصرية والتحديات التي تستهدف وجوده بمصادرة آخر ما تبقى من أراض ومخطط هدم المنازل العربية.

ولفت حسين إلى أن 'المجتمع العربي بالداخل يواجه هذه المخططات والتشريعات بتجديد العهد والوفاء للأرض، والتأكيد على تصديه لهذه المشاريع رفضا مخططا التشريد والتهجير والاقتلاع، متمسكا بالثوابت الوطنية رافضا أي مساومة والتفريط ولو حتى بذرة تراب ومتجذرا بالأرض. نحيي ذكرى يوم الأرض وسط تعاظم سياسة التهويد والهدم والتشريعات العنصرية وخاصة قانون الأذان الذي سيبقى يصدح عاليا'.

وأنهى رئيس المجلس بالقول: 'تواصل الحكومة الإسرائيلية سياساتها العنصرية، والمتمثلة بقتل أبناء شعبنا بدم بارد، سواء في القدس، الضفة الغربية، وغزة، ورهط، وكفركنا، وأم الحيران، فلتكن ذكرى يوم الأرض رمزا لوحدتنا ونضالنا ضد الصهيونية التي تريد اقتلاعنا من أرضنا، فكل بقعة من أرضنا بدائرة أطمعا التهويد والاستيطان، فلنبقى شوكة في حلق المحتل تجمعنا الكوفية وعدالة القضية حتى نيل الحرية والاستقلال'.   

 ابنة الشهيد أبو ريا: دماء الشهداء سالت ليعيش شعبنا

ونيابة عن عائلات شهداء يوم الأرض، تحدثت ابنة الشهيد رجا أبو ريا، جليلة أبو ريا، وقالت إنه 'عندما نادت الأرض لبى الشهداء نداء أمهم الأرض، صعد أبي إلى علياء السماء ليروي الأرض بدمائه، تاركا أربع بنات وحيدات، يطل علينا ككوكب دري من ملكوت العلياء تحرسنا قرب عتبات الرخام وتعايدنا كل عيد، وعندما يأتي آذار وكأن البهاء ينثر أهازيج الورود'.

وأضافت ابنة الشهيد أنه 'تحدى بالحجر بندقية القناص لتستقر الرصاصات في رأس والدي، عشنا آلام الأيتام في غياب المعيل، وما كان يعزينا سوى إنه مات شهيدا، رغم غيابه إلا أنه يعيش بيننا، دائما نسمع صوته وفي المنام يحدثنا لكن نستيقظ على واقع موته واستشهاده'.

وأنهت بالقول إن 'دماء الشهداء روت الأرض وأنبتت الشجر والزيتون والزعتر، دماء الشهداء سالت ليعيش شعبنا، وهنا أستذكر كلمات اعتاد والدي الشهيد أن يرددها، أفديك بدمي يا أرضي، فالدم ميثاق عهدا للأرض، لنا الشهادة وجنات الخلد، ولكم الحياة لتكملوا المسيرة، أما أعداء الحياة فموتوا بغيظكم، هنا باقون على أرضنا'.

رئيس بلدية سخنين: الأرض تجمعنا

وبعد كلمة عائلات الشهداء، تحدث رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية سخين، مازن غنايم، الذي وجه التحية لشعب يوم الأرض، وقال إنه 'ها نحن نلتقي في مناسبة وحدوية، نحيي ذكرى الشهداء الذين هبوا للدفاع عن أرضنا، هي محطة فارقة في حياة شعبنا، نحن نمر في أحلك الظروف في مواجهة السياسات الإسرائيلية، فأخطر ما نواجه بهذه الأيام تجاوز قضايا الحقوق، وإنما قضية وجود وسط تصعيد وعدوان على كافة أبناء الشعب الفلسطيني'.

وأضاف غنايم أن 'قضيتنا وحقوقنا لن تموت ما دام فينا حيا، لا زلنا أمام تحديات كبيرة في قضايا الأرض والمسكن، والحقوق، نحن في معركة وجود نتصدى من خلالها لمحاولات المؤسسة الإسرائيلية استهداف وجودنا الوطني وهويتنا وثقافتا العربية الفلسطينية من خلال التشريعات العنصرية'.

وخلص إلى القول: 'يريدوننا بدون هوية وطنية ويسعون إلى تسريع عمليات الهدم عبر قانون كامينتس، بعد أن حوصرت البلدات العربية ومنعت من التوسع وحرمت من مسطحات النفوذ والأرض للتوسع والعمران، فيما نواجه وباء العنف الداخلي الذي بات يهدد النسيج الاجتماعي، الأمر الذي يلزمنا بوحدة الصف والبقاء على العهد والوفاء للشهداء'.

الصحافي ليفي: ليس من السهل أن تكون فلسطينيا مع الاحتلال

وقال الصحافي اليساري جدعون ليفي في كلمته إنني 'لست غريبا بينكم وأنا لست ضيفا، اشارككم إحياء مراسيم ذكرى يوم الأرض وأبدي انفعالي من الحشود والمشاركة والحضور البارز للجيل الشاب والنشء، فنكبة الشعب الفلسطيني ما زالت متواصلة بفصول ومشاهد مختلفة من مجزرة كفر قاسم لمجازر ودير ياسين ومجازر الاحتلال ويوم الأرض والحروب على غزة'.

وأضاف أنه 'ليس من السهل أن تكون فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة أو حتى بالداخل، فأنتم تواجهون قضايا وجودية ومخططات الهدم والتشريد والقوانين العنصرية والدفاع عن وجودكم من خلال العمل السياسي المشروع والعمل البرلماني للقائمة المشتركة'.

بركة: لا بد من وحدة الصف لمواجهة مخططات المؤسسة الإسرائيلية

وقال رئيس لجنة المتابعة العربية العليا، محمد بركة، إنه 'اليوم نستذكر الشهداء، شهداء يوم الأرض وكل الشهداء، وحقا علينا ذكر شهداء يوم الأرض بالاسم، ونقول لهم، نحن على عهدكم ويوميا نجدد الوفاء لكم، لنواصل الدفاع عن الأرض والبقاء، نوجه تحيتنا إلى كافة أسرانا ونخص أسرى الداخل الفلسطيني'.

وأضاف أن 'قضية الأرض والمسكن هي قضية القضايا، نحن لا نناضل من أجل حماية الأرض وإنما لاستعادة ما صودر منا، لأنه ما بقي لنا أصلا أرض حتى لتطور قرانا ومدننا التي تحولت إلى مناطق مكتظة، وفي النقب المعركة هي على ما يسمى قرى غير معترف بها، إذا كانت هذه القرى التي وجدت قبل إسرائيل تحتاج إلى اعتراف، فأنا أقول إن إسرائيل اقل شرعية منها'.

ودعا بركة إلى وحدة الصف ورص الصفوف بمواجهة مخططات المؤسسة الإسرائيلية التي تستهدف الوجود العربي من خلال التصعيد في هدم المنازل، مؤكدا أن المجتمع العربي سيواصل خوض معركة الأرض والمسكن وسيتصدى لمحاولات هدم أي منزل، خاصة بظل التشريعات التي تستهدف عشرات آلاف المنازل العربية.

وطالب بركة المؤسسة الإسرائيلية ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بالكف عن التحريض واستهداف الجماهير العربية، وحذر من التطاول على الجماهير العربية والتصعيد بالملاحقة السياسية وحظر الحركة الإسلامية وملاحقة التجمع الوطني الديمقراطي وإقصاء النواب العرب عن البرلمان من خلال إبعاد الدكتور باسل غطاس عن الكنيست، مؤكدا أننا أصحاب القرار في اختيار قياداتنا.

تجدر الإشارة إلى أن مسيرات مثلث يوم الأرض الخالد (سخنين، عرابة ودير حنا) التي شارك فيها قيادات وكوادر الحركات والأحزاب الوطنية ونواب من القائمة المشتركة ورؤساء سلطات محلية وشخصيات اجتماعية التحمت في قرية دير حنا، عصر اليوم الخميس، قبل بدء المهرجان. 

وانطلقت المسيرتان من سخنين وعرابة نحو دير حنا، إحياءً للذكرى الـ41 ليوم الأرض الخالد. وشارك في المظاهرة جميع الأحزاب والتيارات الوطنية ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء ولافتات كتب عليها شعارات تمجد ذكرى يوم الأرض والشهداء وتضحياتهم. وهتف المتظاهرون 'نموت وتحيا فلسطين'، 'ما منهاب إسرائيل أم الإرهاب'، 'أرض المل لأصحابها مش لبيبي وكلابه'.

ولبى الفلسطينيون من الجليل والمثلث والنقب والساحل نداء لجنة المتابعة العليا لينضموا إلى الفلسطينيين في منطقة البطوف في المهرجان الذي جاء ليكرس الحق الفلسطيني في الأراضي العربية، والتأكيد على عدم الرضوخ لمخطط الحكومة الإسرائيلية باقتلاع بمصادرة ونهب ما تبقى من أراض عربية واقتلاع وتهجير قرى مثل عتير وأم الحيران والعراقيب وتهجير أهلها.

وخرجت المظاهرة من سخنين بعد زيارة أضرحة الشهداء وانطلقت سيرا على الأقدام باتجاه بلدة عرابة، فيما خرجت مظاهرة من عرابة والتحمت المسيرتان وتوجه المتظاهرون إلى المسيرة المركزية في دير حنا.

وتأتي الذكرى الـ41 ليوم الأرض إحياء لذكرى الشهداء الستة الذين سقطوا فيه برصاص الشرطة الإسرائيلية، وهم: خير ياسين من عرابة، الذي كان أول من سقط من شهداء يوم الأرض، عشية الإضراب أي في التاسع والعشرين من آذار/ مارس، وخضر خلايلة وخديجة شواهنة ورجا أبو ريا، من سخنين، ومحسن طه من قرية كفر كنا، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس الذي استشهد في المظاهرة التي شارك فيها يومها في الطيبة بالمثلث. 

وقال النائب د. يوسف جبارين، لـ'عرب 48'، حول عدم إعلان الإضراب في يوم الأرض، إن 'عدم إعلان الإضراب جاء بناء على طلب الجمهور نظرا لكثرة الإضرابات في الفترة الأخيرة، وإن الأمر جدير بالمراجعة'.

وحول توقعات المشاركة، قال إنني 'توقعت مشاركة كبيرة رغم عدم إعلان الإضراب، والأهم من ذلك كله هو تجذر هذه الذكرى والنضالات بين أوساط الشباب، وهذا يبعث على التفاؤل'.

التعليقات