قلنسوة: مكب النفايات يطالب بتمديد عمله رغم الاحتجاجات

تزداد معاناة سكان قلنسوة في منطقة المثلث، بسبب انبعاث الروائح الكريهة والمكاره البيئية المحيطة بالمدينة، ووصل بهم الأمر إلى إحكام إغلاق منازلهم والبقاء فيها تفاديا للروائح الكريهة والمؤذية.

قلنسوة: مكب النفايات يطالب بتمديد عمله رغم الاحتجاجات

تزداد معاناة سكان قلنسوة في منطقة المثلث، بسبب انبعاث الروائح الكريهة والمكاره البيئية المحيطة بالمدينة، ووصل بهم الأمر إلى إحكام إغلاق منازلهم والبقاء فيها تفاديا للروائح الكريهة والمؤذية.

والغريب في الأمر، أن مشغلي مكب النفايات ك.ح وشارونيم طالبوا اللجنتين اللوائية والمحلية للتخطيط والبناء وبلديتي الطيبة وقلنسوة تجديد الترخيص بهدف استمرار عمله لمدة أربعة أعوام إضافية، رغم احتجاجات الأهالي ومطالباتهم المتكررة برفع الأذى الذي تسببه الآفات والمكاره الصحية والروائح الكريهة والمخاوف الشديدة نتيجة تصاعد عدد الوفيات بين مرضى السرطان وارتفاع حاد بالإصابة بأزمة التنفس خلال الأعوام الأخيرة الماضية، إذ أن عمليات احتراق النفايات التي تصدر روائحا كريهة تتسبب في محاصرة السكان داخل منازلهم، وأصيب العديد منهم بأزمات تنفس بسبب الاختناق من الدخان المنبعث من مكب النفايات، حسبما أكدوا لموقع 'عرب 48'.

ورغم الاحتجاجات والمظاهرات والمطالبة بإغلاقه والتوجه للمسؤولين ولبلدية الطيبة، حيث موقع مكب النفايات ضمن منطقة نفوذها، والتي من جانبها طالبت بإغلاقه إداريا غير أنها في نفس الوقت تنقل نفاياتها لهذا المكب.

مكب النفايات كان قد حصل على ترخيص في الوقت الذي ترسل اللجنة اللوائية أوامر الهدم للمنازل الواقعة في المنطقة، وفق بند في الخارطة الهيكلية للمدينة بأنها منطقة واد ومحيطه ويمنع البناء هناك، وجرى تنفيذ أوامر هدم لثلاثة منازل تعود لعائلة سعود مرعي حيث هدمت منزلها بنفسها وجرى هدم منزلي إبراهيم زبارقة وأحمد نصاصره، وعشرات المنازل في المنطقة في مرحلة تجميد مؤقت للهدم لعاية نحو شهرين.

وقال أشرف أبو علي من مدينة قلنسوة، للـ'عرب 48'، إننا 'نعاني من الروائح الكريهة المنبعثة من المزابل وتتسبب بأمراض قاتلة. اضطررنا لإغلاق نوافذ المنازل بسبب الروائح، إضافة إلى الغبار الذي تسببه حركة الشاحنات التي تنقل القاذورات والأوساخ، نحن نعيش في جحيم، لا ندري من سيكون له الحظ السيء ليصيبه المرض، عافانا الله'.

وأضاف أنه 'لسوء حظي أسكن في محيط مكبات النفايات التي تحظى بالترخيص تلو الآخر، بينما أنا وسكان الحي نطالب منذ سنوات بترخيص بيوتنا المهددة بالهدم، مئات الأنفار يتهددهم التشريد، لا نطالب سوى بمنزل يأوينا، ولم نحصل على ذلك حتى اليوم'.

وقال رامي قشقوش من قلنسوة، لـ'عرب 48'، إنه 'الوضع لا يحتمل بسبب الروائح الكريهة، في كل صباح نرى كمية كبيرة من الدخان في سماء المدينة وتحديدا في منطقتنا (منطقة المتناس في قلنسوة)، صرخنا بأعلى صوتنا ولم نحظ بأي اهتمام يذكر. بتنا نترك بيوتنا وخاصة في فصل الصيف والتي تكون الروائح فيه مضاعفة ولا يمكن تحملها'.

وأضاف أنه 'عائلاتنا تضم أطفالا صغار ومسنين، والأجواء الملوثة تشكل خطراً كبيرا على حياتهم، لا سيما بعد تشخيص أكثر من عشر حالات لمرض السرطان في الحي الذي نقطنه. نناشد المسؤولين أن يقفوا معنا فنحن نشعر أننا هنا لوحدنا ونحارب لوحدنا، ولا نرى أي تدخل من المسؤولين، رؤساء البلديات والنواب العرب الذين انتخبناهم من أجل هذه القضايا'.

بلدية الطيبة: 'نعمل من أجل إِغلاق مكب النفايات'

ومن جهته، عقب الناطق بلسان بلدية الطيبة، فالح حبيب، على الجلسة التي كان من المقرر أن تعقد مع الشركة المشغلة لمكب النفايات، إن 'موقفنا واضح ولا يقبل التأويل وهو لم يتغير، يجب إِغلاق المكب ولن يكون أي ترميم قبل الالتزام بشروط البلدية جميعها'.

وأكد أن 'بلدية الطيبة تقوم بإجراءات قانونية عديدة ترمي إلى إِغلاق مكب النفايات حالا وبشكل فوري. إِدارة البلدية ما تزال عند موقفها، وسياستها في هذا الشأن لم ولن تتغير. مهم جدا تسمية الأمور بمسمياتها وعدم إِخراجها عن سياقها الحقيقي والصحيح. كان هناك استئناف من قبل أصحاب المكب على قرار رئيس بلدية الطيبة، المحامي شعاع مصاروة منصور، الذي يقضي بعدم قبول مقترح أصحاب المكب. في الجلسة آنذاك كان رئيس البلدية حاضرا بشكل شخصي وقد صرح وقرر بشكل قاطع أنه قبل الترميم يجب أن ينفذ الإِغلاق بشكل تام وشامل، وكان أحد أبرز الشروط أنه لطالما لم يُغلق المكب بشكل تام وتطبق جميع الشروط التي طالبنا بها لن توافق البلدية على الترميم'.

اقرأ/ي أيضًا | الطيبة وقلنسوة: اللجنة البيئية تتعهد بمواصلة النضال

وأوضح أنه 'في هذه الأونة نقوم باستكمال الإجراءات، ووجب التنويه أنه بالمقابل كان رئيس البلدية قد توجه إلى لجنة التخطيط والبناء اللوائية وعرض شروطا واضحة ضمن محاولات التسوية والتوصل لاتفاق بادرت إليه وزارة حماية البيئة، والتي قمنا بنشرها سابقا وعممناها على جمهور المواطنين، جيث بحسبها يغلق المكب بشكل كامل قبل أي أعمال ترميم. الجلسة التي حُددت في مكاتب اللجنة قبل عدة أيام تلقينا إشعارا بتأجيلها وحتى الآن لم يُحدد موعد جديد للجلسة'.

التعليقات