العيد في عكا: تذمر التجار ودعوات لتنشيط الحركة التجارية

تشهد عكا تراجعا حادا في حركة التسوق والشراء وخصوصا في البلدة القديمة، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعشية عيد الفطر السعيد.

العيد في عكا: تذمر التجار ودعوات لتنشيط الحركة التجارية

سوق عكا القديمة 2018 (عرب 48)

تشهد عكا تراجعا حادا في حركة التسوق والشراء وخصوصا في البلدة القديمة، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعشية عيد الفطر السعيد.

وعلى الرغم من أن الحركة التجارية في تراجع مستمر في الأعوام الأخيرة إلا أن الأوضاع تفاقمت وازدادت حدة في رمضان.

وأعرب عدد من التجار وأصحاب المحال التجارية عن تذمرهم من هذا الركود الواضح، وخشيتهم من هذا التراجع المستمر الذي يهدد حركة السوق.

وأجرى "عرب 48" جولة ميدانية في عكا القديمة وأطلع على الأوضاع وحاور بعض التجار العكيين.

عادل أبو قاهر طه، يداوم في متجره الخاص بالسوق القديم في عكا، أعرب عن تذمره من الركود الاقتصادي وعزوف المتسوقين عن زيارة عكا القديمة.

وقال طه لـ"عرب 48" إن "الحركة التجارية عموما وفي السوق على وجه الخصوص سيئة للغاية ومقلقة، وهذه أول مرة نشهد فيها هذا الركود الممل، والحركة التجارية التي تقارب نسبة الصفر، ونحن لا نرى حركة للناس ولا متسوقين".

وأضاف أنه "ترى بعينك حالة السوق فهو فارغ وبلا حراك. صحيح أن في كل عام وفي فترات معينة يكون بعض التراجع، ولكن مثل هذا الحال لم أر سابقا. أنا ابن السوق وأعيش فيه منذ عشرات الأعوام، وحقيقة لا أعرف ما هو السبب، ناهيك عن أننا ندفع تكاليف باهظة مقابل ضرائب المسقوفات 'الأرنونا' وأثمان الكهرباء وغيرها. نحن الآن دون أي مدخول، لكن نبقى على أمل أن يعوّض هذا في فترة العيد".

وأكد سميح جريس، وهو صاحب متجر بالسوق القديم، أيضا على تراجع حركة البيع والشراء.

وقال جريس لـ"عرب 48" إن "الحركة التجارية بطبيعة الحال ضعيفة لأسباب عدة وقبل أن يحل رمضان، لكن بعد حلول رمضان توقفت الحركة الشرائية بالكامل في أجواء مملة ومقلقة".

وعن سبب ذلك، قال إنه "حقيقة لا أدري سبب ذلك، ولكن أعتقد أن الكثير من الناس يتوجهون إلى برطعة وجنين لشراء مستلزماتهم والأغراض التي يحتاجونها. هذا بالإضافة إلى تطور القرى المجاورة ووجود كل احتياجات الناس فيها، علما أن عكا تبقى المدينة المميزة وهي مدينة سياحية أيضا".

وختم جريس بالقول إن "الحركة التجارية تنشط بعض الشيء في ساعات الليل، بعد الإفطار وبعد صلاة التراويح، ولكن نحن في السوق لا نستفيد منها شيئا لأنه يتم إغلاق محالنا وإغلاق السوق في الساعة الرابعة بعد الظهر من كل يوم".

وطرح صاحب دكان رأيا مغايرا للآخرين، قائلا إن "الأجواء جميلة في شهر رمضان فهو شهر محبة وإخلاص، والوضع الاقتصادي للتجار ضعيف بعض الشيء ربما بسبب أن معظم الناس يصومون وكذلك قد تكون حالة الطقس لها تأثير، لكن الأجواء الليلية رائعة خصوصا في منطقة الميناء، ونأمل أن يعوّض كل هذا في أجواء العيد".

وختم قوله بدعوة المواطنين العرب لزيارة وقضاء أيام العيد في عكا دعما ومؤازرة لأهالي عكا.

وقال مركّز لجنة التجار العرب في عكا، هاني أسدي، في حديثه لـ"عرب 48" إن "رمضان والعيد حلّا ونحن نعيش أوضاعا سياسية واقتصادية صعبة، لكن أجواء رمضان والعيد لها رونقها وروعتها المميزة في عكا".

وأضاف أن "التجار يتذمرون من الأوضاع الراهنة إلى جانب الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل العائلات والأُسر ما يستوجب ترشيد الاستهلاك وضبط المصروفات".

وختم أسدي بالقول إن "هذه الأوضاع السائدة لا تقتصر على عكا فقط وهي في كل البلدات العربية. والحقيقة نلحظ حركة زوار ليلية في أجواء رائعة. ومن أجل تشجيع وتنشيط الحركة التجارية علينا أن نحسّن الخدمات والمعاملات مع الزبائن، وأن نرحب بالزائرين ونخفّض الأسعار، علما أن هذه الأجواء متوفرة وعكا بيت للجميع".

التعليقات