الديموغرافيا.. هاجس المتطرفين لحسم صراعهم مع العرب في اللد

جمّد رئيس بلدية اللد، يائير رفيفو، مشروع إسكان كبير في المدينة، قبل نحو شهر، كان من المفترض أن يضم آلاف الوحدات السكنية، وذلك بسبب حصول عدد من العائلات العربية من اللد على شقق سكن من وزارة الإسكان، وفق عطاءات قانونية.

الديموغرافيا.. هاجس المتطرفين لحسم صراعهم مع العرب في اللد

اللد.. المتطرفون يرفضون الوجود العربي (عرب 48)

جمّد رئيس بلدية اللد، يائير رفيفو، مشروع إسكان كبير في المدينة، قبل نحو شهر، كان من المفترض أن يضم آلاف الوحدات السكنية، وذلك بسبب حصول عدد من العائلات العربية من اللد على شقق سكن من وزارة الإسكان، وفق عطاءات قانونية.

ويواجه السكان العرب في مدينة اللد الساحلية في الآونة الأخيرة، موجات من العنصرية المتكررة، وضعت حجر أساسها سياسة المؤسسات الإسرائيلية منذ العام 1948، وتتجدد بين الفينة والأخرى.

ولعل الناظر إلى واقع السكان العرب الفلسطينيين في اللد، يرى سياسة مدروسة وممتدة منذ سنوات طويلة، من حيث التهميش والتضييق في كافة مجالات الحياة، الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية.

وازدادت مظاهر العنصرية ضد العرب في اللد، بعد تسلم، يائير رفيفو، منصب رئيس بلدية اللد، وهو مقرب من حزب "البيت اليهودي" لفترة ثانية، ولا يخفي ما يدور في أروقة البلدية، وخصوصا ما يحاك ضد السكان العرب، من خلال تصريحاته وأفعاله، وتبيّن أنه لا يرى بالعرب شريكا في الحياة داخل المدينة.

ووفق المعطيات الصادرة عن بلدية اللد فإنه حتى العام 2015 يوجد نحو 2,500 مبنى في المدينة دون ترخيص، وغالبية هذه المباني في الحيين العربيين، شنير والمحطة.

وفي العام 2014 فتحت البلدية 240 ملف هدم، وفي العام 2015 فتحت 430 ملف هدم مبان. وفي العام 2014 أصدرت البلدية 36 أمر إخلاء ووقف بناء، وفي العام 2015 أصدرت 39 أمرا. وفي العام 2014 أصدرت البلدية 78 أمر هدم، وفي العام 2015 أصدرت 60 أمر هدم لمبانِ أو إضافات لمبانٍ.

صبغة يهودية!

لربما وقع سهوا في وزارة الإسكان، الكشف عمّا طلبه رئيس بلدية اللد، بشأن تجميد مشروع إسكاني كبير في المدينة، فقط لأن عدد من العائلات العربية حصلت على شقق سكنية فيه.

تلك العائلات العربية التي حصلت على الشقق في المشروع المقرر إقامته في اللد، هي عائلات وضعها الاقتصادي صعب، ومصنفة وفق "مستأجر محمي".

وفي هذا السياق، قال عضو بلدية اللد، محمد أبو شريقي، لـ"عرب 48" إنه "صادقنا في العام 2017 على 27,800 وحدة سكنية، وكان الاتفاق بأن للعائلات العربية حق الشراء في كل الأحياء. في هذا المشروع الذي جُمّد حصلت 6 عائلات عربية فازت بمناقصة وزارة الإسكان على شقق سكنية، ولكن رئيس البلدية العنصري أوقف المشروع بحجة المحافظة على الصبغة اليهودية للحي".

وأوضح أبو شريقي أن "ادعاء البلدية هو المحافظة على الصبغة اليهودية للحي. واضح أن رئيس البلدية يمر بسكرات تنسيه أنه في مدينة عربية الأصل، ولكن عنصريته تجعله يتنكر للوجود العربي أساسا".

وأكد عضو البلدية أنه "لنا دور كأعضاء في الائتلاف، واتخذنا خطوات أولية استيضاحية. رئيس البلدية يحاول مجالستنا، لكننا نرفض، إلا إذا أصدر قرارا بإسكان العائلات العربية للتو، والاعتراف بحق شراء شقق للعرب في أي حي بالمدينة".

وعن مدى قانونية القرار، قال أبو شريقي إن "رئيس البلدية يعلم أنه لا صلاحية له بمنع العرب من شراء الشقق في أحياء مختلفة في المدينة. ما يقوم به يعتبر مخالفا للقانون، وكل الذين فازوا في المناقصات يمكنهم التوجه إلى القضاء وحتما سيكون الحُكم لصالحهم".

ورأى أن "أعضاء كتلة حزب ‘البيت اليهودي’ في البلدية يشكلون عاملا رئيسيا في الساحة السياسية باللد، ولديهم أجندة متطرفة جدا تهدف إلى تهجير العرب، ورئيس البلدية ضعيف أمامهم ويخضع لمطالبهم".

وختم أبو شريقي بالقول إنه "يوجد التفاف للجماهير العربية في اللد اليوم، ونحن لا نريد أن نصل إلى خطوات تؤلم رئيس البلدية. نتمنى في هذه المرحلة أن يوسع آفاقه ورؤيته تجاه المواطنين العرب لنتدارك كل المشاكل".

سيطرة المتطرفين

ومن جهته، قال المحامي تيسير شعبان، لـ"عرب 48" إن، "حزب ‘البيت اليهودي’ هو من يمسك ملف الإسكان في اللد، وهو من يقرر في كل صغيرة وكبيرة، لذلك فإن الهجمات تشتد في الآونة الأخيرة على أبناء شعبنا في اللد".

ضائقة سكنية للعرب ورفض إسكانهم في "حي لليهود" باللد (عرب 48)

يسكن المحامي تيسير شعبان في حي يهودي، بُني على أراضٍ عربية في التسعينيات، وأوضح أنه "واجهت العديد من المشاكل قبل أن أملك بيتا في هذا الحي. في البداية خُصصت لجنة قبول للمتقدمين لشراء شقق سكنية في الحي، ووضعوا بندا يمنع بموجبه بيع شقق إلا لمن أنهى الخدمة بالجيش، ولكن المحكمة أبطلت هذا البند، واضطروا لأن يغيروا البند وأن يُشترط على المشتري امتلاكه لقبا جامعيا".

ولفت شعبان إلى أن "المواطن اليهودي سكن في الحي خلال شهر من تقدّمه للجنة، أما أنا فاستغرق الأمر ستة أشهر حتى هددتهم بالمحاكم بعد أن رأيتهم يماطلون، والآن يوجد في الحي نحو 30% عرب".

وأكد أن "هذه سياسة الاحتلال منذ سنين، ولكن الطريقة اختلفت في هذه الأيام، إذ كانت خفية وتحولت لعلنية ضد العرب، واليوم السياسة مفضوحة والتعامل مع العرب بشكل علني".

وعن رئيس البلدية، قال شعبان إنه "يطبق سياسة الدولة والمؤسسات التابعة لها، والعنصرية الموجودة في كل مؤسساتها، بدءا من شركة الكهرباء إلى المياه مرورا بالإسكان، وكلها سياسة يريدون المحافظة عليها لاضطهاد العرب".

تيسير شعبان

ولفت إلى أن "المواطن العربي في اللد يضطر اليوم أن يشتري شقة سكنية في الأحياء اليهودية، وهذا يثير حفيظة رئيس البلدية والمؤسسات الإسرائيلية، لأن رفيفو هو مجرد دمية يمرر كل السياسات المرسومة له".

ورجح شعبان أنه "بعد مرور 10 سنوات لن يكون أي عربي في محيط المسجد العمري التاريخي. ستتحول المنطقة إلى لمنطقة شبيهة بمنطقة مسجد حسن بيك في يافا، وسيصبح الحي محاطا بالبنايات الكبيرة، والسؤال ما الذي يملكه المواطن الغلبان أمام هذه المخططات عندما ما تلتقي السياسات الحكومية ضده؟".

وختم شعبان بالقول إن "موضوع اللد يقلق السلطات، لأن نسبة العرب في المدينة زادت في الأعوام الأخيرة، والآن تواجه اللد مخططات كبيرة، وكل التركيز عليها بهدف ما يسمونه التوازن الديموغرافي، وهم يريدون أن تكون الأغلبية يهودية ساحقة".

التعليقات