08/01/2017 - 21:51

السيسي "يطمئنهم"... والمصريون كعادتهم ساخرون

طمأن الرئيس السيسي الشعب المصري، بتعافي الاقتصاد المتعثر خلال ستة شهور، منوّهًا إلى تحمّلهم إجراءاته التقشفية المؤلمة، مضيفًا إلى أنّ الوضع في شوارع القاهرة مختلف.

السيسي

طمأن الرئيس السيسي الشعب المصري، بتعافي الاقتصاد المتعثر خلال ستة شهور، منوّهًا إلى تحمّلهم إجراءاته التقشفية المؤلمة، مضيفًا إلى أنّ الوضع في شوارع القاهرة مختلف.

وكان السيسي قد حث رجال الأعمال والمستثمرين على مساعدة الحكومة على كبح ارتفاع الأسعار، كما أشاد بالمصريين في طريقة "تعاملهم" مع إصلاحاته الاقتصادية الصعبة.

وفي الوقت الذي عومت فيه مصر الجنيه بهدف حل أزمة شح الدولارات التي تحتاجها لاستيراد المنتجات ارتفعت الضرائب وتم تخفيض الدعم وصعد التضخم إلى نحو 20 في المئة وهو ما أثر سلبا على مستويات المعيشة وأضر الفقراء بشدة.

ويقول خبراء اقتصاديون إن من المتوقع أن ترتفع الأسعار مجددا هذا العام نتيجة لإصلاحات الحكومة رغم قول السيسي بأن الناس يتأقلمون بشكل جيد.

وقال السيسي "الشعب المصري كشعب باقول في كل فرصة بسجل تقديري واحترامي لنجاحه بجدارة في هذا الاختبار".

لكن ذلك لم يلق صدى لدى كثير من المصريين الذين يكافحون بالفعل للعيش.

وقالت هند عادل محمد ذات الثلاثين عامًا، وهي ربة منزل من القاهرة إن زوجها وهو عامل باليومية لا يستطيع أن يجد عملا ويعني ارتفاع الأسعار أنها لن تتمكن من إطعام أسرتها بشكل ملائم.

وتمثلت استجابتها في الاحتجاج بالقرب من ميدان التحرير الذي شهد الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك منذ نحو ست سنوات. وتسلقت هند لوحة إعلانات ضخمة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني وفككت مصابيح الأضواء من اللوحة وألقتها على المارة وهددت أيضا بالقفز.

وقالت وهي تستدعي ما حدث في ذلك اليوم "أخذت حماما في الرابعة صباحا ومشطت شعري وغادرت المنزل في السادسة صباحا "ركبت حافلة وتطلعت إلى مكان مرتفع حتى يأتي إلى مسؤول من الحكومة ويتحدث معي... وإذا لم يأت أحد منهم فسألقي بنفسي وأقول إن الحكومة هي السبب".

وفي نهاية المطاف سمحت للناس بإنقاذها لكن تأكيد السيسي بأن الاقتصاد سيتعافى خلال ستة أشهر لم يقنعها.

وقالت "لا نستطيع أن نتحمل ست ساعات... فكيف نتحمل ستة أشهر؟".

الحياة صعبة

يتفق معها أحمد عطا وهو سائق "توك توك" قائلًا إن جميع الأسعار ارتفعت والحياة أصبحت صعبة للغاية.

وقال عطا "ماذا سيفعل الناس في الستة أشهر القادمة؟ يأكلون بعضهم البعض؟ نأمل أن تتحسن الأوضاع لكن الأسعار التي ترتفع لا تنخفض أبدا مرة أخرى".

ويزداد الأمر صعوبة لمن يتعرضون للمرض.

ففي مستشفى عام للأطفال في القاهرة هناك 16 مريضًا في حجرة واحدة في قسم الأمراض العصبية والدهان متآكل من السقف.

وأجرى مازن إبراهيم ذو الخمس سنوات، جراحة في المخ منذ أسابيع قليلة. ومنذ أن ترك الرعاية المركزة تكافح والدته للحصول على المضادات الحيوية وأدوية الصرع وإمدادات طبية أخرى لا تتوافر في المستشفى.

وقالت بثينة السيد موسى وهي والدة الطفل "لا أجد الدواء... وإذا وجدته لا أستطيع تحمل سعره." ولا ترى بثينة أيضا أي بوادر على تحسن الاقتصاد، وأضافت "كيف ستتحسن الأوضاع؟ الأمر يزداد سوءا...إنه مجرد كلام".

وتابعت "لا نستطيع أن نجد حتى المحاقن في المستشفى... نستخدم نفس المحقن لأسبوعين... نغسلها ثم نعيد استخدامها".

وكعادة المصريين، قوبلت دعوة السيسي بالسخرية من مستخدمي التواصل الاجتماعي، إذ نشر ياسر عبد المقصود على حسابه عبر موقع "فيسبوك"، صورة كان قد التقطها داخل تاكسي، يقول فيها "راكب عربية سزوكي أجرة، لاقيت السواق لازق الجنيه ده على حاجة مكسورة في التابلوه، بقوله إيه ده؟ قاللي جنيه... أرخص من الاستيكر".

ونشر مستخدمون على موقع "تويتر"، الأسعار قبل مجيء السيسي وبعده، إذ قارنوا السلع الأساسيّة بين الفترتين، مثل الأرز والبنزين والكهرباء واللحوم والسمك والسكر، لتكون نتيجة المقارنة هي ارتفاع الأسعار بثلاثة أضعاف في عهد السيسي عما كانت عليه في السابق.

التعليقات