10/08/2018 - 13:53

#نبض_الشبكة: صدى الموسيقى والشعر في "المسحال" يتردّد باكيًا

رثى فنانون وشعراء وناشطون ثقافيون من غزة وفلسطين، على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مركز المسحال الثقافي الذي قصفه الاحتلال أمس في غزّة وأسقطه، باكين لحظاتهم السعيدة فيه، وقيمته الثقافية والاجتماعية في غزة المحاصرة.

#نبض_الشبكة: صدى الموسيقى والشعر في

أمسية في المسحال بغزة في وقت سابق (فيسبوك)

رثى فنانون وشعراء وناشطون ثقافيون من غزة وفلسطين، على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مركز المسحال الثقافي الذي قصفه الاحتلال أمس في غزّة وأسقطه، باكين لحظاتهم السعيدة فيه، وقيمته الثقافية والاجتماعية في غزة المحاصرة.

فكتبت الشاعرة هند جودة على حسابها في "فيسبوك" تقول: "لقد أصبحت حياتنا هناك في ذاكرتنا فقط، اغتالوا المكان يا أصدقائي، اغتالوا صعودنا إليه وعليه! حطموا الدرج الطويل والمصعد الوحيد ، اختفت المنصة والمسرح وشاشة العرض والوعود القادمة والموسيقى التي كانت ستعزف بلا مناسبة سوى إعلان الحياة!".

مضيفةً في منشور آخر:

" قلوبنا تصاعدت معًا في هذا اليوم،
لقد أنشدنا الحزن العظيم معًا.
هل تسمعون صداه في أرواحكم؟!
إنه يرتد كموسيقى كونية ويجعلنا قلبًا واحدًا".

وكتب الشاعر ناصر عطالله على حسابه في "فيسبوك" يقول: " نعم بكينا على تدمير مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والفنون والإعلام، لأنّ خطانا ولمسات أيدينا، وظلالنا على جدرانها، وأوقاتنا التي قضيناها فيها، ليست رخيصة، ولن تكون، مسارحها التي حملتنا، وسمعت قصائدنا، وشربت من همومنا حد الألم، أصبحت تحت جلودنا الإبداعية"، مضيفًا " اتركوا لنا شيئًا يسندنا ولو كان مهبط قصيدة، أو مأوى رواية، أو خشبة عازف".

ووصف منتج الأفلام الغزي، إسماعيل أبو حطاب، قصف الاحتلال للمبنى "اقتلعوا أحلامًا نمت منه وفيه، لم نملك يومًا مسرحًا كما كل العالم، كان مسرح المسحال كالقشة في منتصف الأوجاع يتكئ عليه أصحاب المواهب ويلجأ إليه كل هاو وفنان، واليوم أصبح فتاتًا متطايرًا يحمل أحلامًا، بقايا موسيقى وصورًا لذكريات لن تفنى".

وكتب الشاب محمد الشيخ يوسف على حسابه في فيسبوك يقول إنّ "خبر استهداف مبنى سعيد المسحال أصابني بتوتر قوي، مش عارف أتعامل معه، حزين وخايف ومرعوب وفي رفض في راسي للفكرة" وأضاف "في ذكريات صارت تقفز لعقلي أول ما سمعت الخبر، ذكريات غريبة ومشاهد وستائر تسدل وترفع، لقاءات أغاني إضاءات ضحك ممرات كراسي موسيقى عود شعر ناس كتير بطاقات دعوات دبكة عرق فرح همس وايدين وسلامات وعناقات وتسلل وهروب وخوف وخيبات ونجاحات وعتمة وضو".

فيما كتب الشاعر محمود جودة على صفحته في "فيسبوك" يقول إنّ مبنى مؤسسة سعيد المسحال الثقافية "كان أحد الأماكن التي تدعونا لأن نتمسك بهذه المدينة الصعبة المملة، يساعدنا في التقاط الأنفاس، والتماس الضحك، والتقاء الأصدقاء ممن عز مواعدتهم وباعدت بينهم المسافات"، ومؤكّدًا أنّه "لم يكن مؤسسة، أو قاعة، أو مسرحًا" بل "كان عالم صغير لمثقفي وكتاب وشعراء وفناني غزة، عالم يرون من خلاله ما تيسر من فرح .. إننا نبكي الأحياء من لحم ودم، ونبكي أيضًا على المسارح ورائحتها، ونرثي حجارتها .. اليوم قطف الاحتلال زهرة هذه المدينة، قطف الذكريات والذاكرة، إنه ينجح دائمًا في ذلك!".

وكتب الشاعر مجد أبو عامر عن غزة ومبنى مؤسسة المسحال يقول: "كُنّا نقول أوّل ما غادرنا غزّة، أنّه ليس لنا فيها سوى العائلة، ثم بدأت العائلة رحلة شتاتها، وصار كلٌ منّا في منفاه. وكنّا نقول أنّه ليس لنا فيها غير الذكريات، وأنّ هناك مسرح اسمه سعيد المسحال، وفيه نشاهد السينما خلال أيام مهرجان السجادة الحمراء، وربّما نحظى بمسرحية في العام، خاصةً لو كانت لغسان محسن، وهناك كُنّا نلقي الشعر، ونُدخن في الكواليس، وهناك كنّا نغني مع فرقة دواوين، ونُصفق لنور بينما يعزف على الكاخون. وهناك استمعت أوّل مرّة لشاعر اسمه نضال الفقعاوي، وهناك كان يرحب بنا أشرف سحويل، كأنّه الحارسُ الأمين للمكان، وهناك وقفنا على المسرح مرّة وضحكنا للكاميرا، وكان يقفُ معنا الشاعر عثمان حسين، وهناك كانت أمسية "لم يكن ضوءنا"، وكانت عينا يسري الغول تلمعان فرحًا.. والآن لم يبق شيء".

لكنّ الرثاء لم يقتصر على غزة وإن كان الوجع أشدّ وطأةً على قلوبهم، فكتب الشاعر عبد السلام عطاري على حسابه في "فيسبوك" قائلًا إنّ "اغتيال مركز "المسحال الثقافي" في غزة؛ هو اغتيال لذاكرة المبدعات والمبدعين ولفرحهم حين تضيق عليهم جدران الحصار، إذ يتنفسون منه أوكسجين المحبة في لقاءاتهم حين يصافحون ويتصفحون روح الحياة بينهم".

وكتبت الشاعرة د. زينات أبو شاويش على حسابها في فيسبوك تعليقًا على استهداف المبنى أنّ " الثقافة تخيف الاحتلال الشعر يغيظ الاحتلال والمسرح يعري الاحتلال لذا قصفوا مؤسسة المسحال. لك الله يا غزة".

 

التعليقات