نجاد: "الصهاينة إلى زوال"... نتنياهو:اسرائيل تعرف جيدا كيف ستدافع عن نفسها

وصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعد ظهر اليوم الى الملعب البلدي في بنت جبيل الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود الاسرائيلية حيث كان ينتظره الاف الاشخاص بدعوة من حليفه حزب الله.

نجاد:

 

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اعقاب خطاب الرئيس الإيراني في بنت جبيل إن "تأسيس دولة اسرائيل وجميع ما حققناه طوال السنين يشكل أفضل رد على الشتائم التي سمعناها اليوم من جهة الحدود اللبنانية".

وأضاف ان "دولة اسرائيل تعرف جيدا كيف ستدافع عن نفسها وهي ستواصل تحقيق النمو في مختلف المجالات".

ووصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعد ظهر اليوم الى الملعب البلدي في بنت جبيل الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود الاسرائيلية حيث كان ينتظره الاف الاشخاص بدعوة من حليفه حزب الله.

واطلقت الحشود الهتافات عندما اطل احمدي نجاد على المنصة، واطلقت في الهواء مجموعة من البالونات بالوان العلم الايراني: الاحمر والاخضر والابيض.

وبدأ الرئيس الايراني القاء كلمته بالصلاة ثم بالقاء التحية " سلام الله على مجاهديكم الغيارى وسلام الله على هذا الشعب الطيب الذي يقف في جبهة الحق ضد الباطل، سلام الله عليكم ايها الشعب المجاهد الطيب الذين تقفون في الصفوف الامامية في مجال مقارعة ومكافهة المحتلين والبغاة". وأضاف:  وقفتم حتى استطعتم ان تحافظوا على كرامتكم وعزتكم، فسلام الله عليكم يا حماة الاستقلال وعزة الكرامة الانسانية، فسلام الله عليكم ايها الاحرار وعلى الشهداء الابرار. لولا مقاومتكم وصمودكم لما كان معلوما ان خط الحدود بين لبنان واسرائيل بين لبنان والاحتلال في اي نقطة مستقرا اليوم.

واردف: أنتم أثبتم أن جهادكم ودماءكم وصبركم وثباتكم أقوى من كل الأساطيل والبوارج والدبابات والطائرات. انتم اثبتنم للقاسي والداني أن مقاومتكم وجهادكم اقوى من كل السيوف الظالمة في يد العدو الإسرائيلي. أثبتم انَّ ليس هناك من قوة في العالم تستطيع أن تقهر مقاومتكم، لأن مقاومة الشعب اللبناني نابعة من الإيمان والصبر والتحمّل، واليوم تحول الانسان المقاوم نموذج يحتذى من قبل كل شعوب المنطقة والعالم، وكل الشعوب تعتبر انها مديونة بعزتها لمقاومتكم الباسلة في هذا البلد الشقيق.

 وقال: "ليعلم العالم برمته ان الصهاينة الى زوال."

واضاف "لقد استطاع ابناء بنت جبيل البررة ان يذيقوا العدو الاسرائيلي الغاشم طعم الهزيمة النكراء والمرة كما استطعتم ايها الاعزة ان تدخلوا اليأس والقنوط الى قلوب الصهاينة والى قلوب كل الشياطين."

ومضى يقول "واليوم لم يعد هناك من خيار امام الصهاينة المحتلين الا الاستسلام للامر الواقع والا العودة الى منازلهم واوطانهم الاصلية."

وقال إن المقاومة هي رمز انتصار الشعب اللبناني وكل شعوب المنطقة. لا شك أن كل أبناء الشعب اللبناني، من اتباع كل الطوائف الكريمة تقف في صف واحد ضد الإحتلال والطغيان، ولا شك أن أعدائنا واعداءكم يخافون ويجزعون من وحدة كلمتكم واتحاد صفوففكم، لان الوحدة هي رمز المقاومة والانتصار، الوحدة هي ايضا رمز البقاء والثبات والانتصار... نشكر الله عز وجل ونحمده ان كافة ابناء الشعب اللبناني بكل طوائفه قد تحل بروح الوحدة والعز،.

وأضاف: هنا بنت جبيل، موئل الحرية ومعقل الشرفاء، بنت جبيل هي قلعة المقاومة وعرين الإنتصارات، ليعلم العالم أن الصهاينة قد خططوا ودبروا ان يهاجموا هذه المدينة لأنهم ظنوا ان هذا يضع حداً للشعب اللبناني، أمَّا الآن فأين هم؟ واين انتم أيها الأبطال؟

وتابع مجاد: أعلن من هنا أنَّ بنت جبيل حيّة وباقية، وليعلم القاسي والداني أنَّ بنت جبيل تقف اليوم مرفوعة الرأس ومنتصرة أمام كل الأعداء، ولقد استطاع أبناء بنت جبيل أن يذوقوا العدو الإسرئيلي طعم الهزيمة المرّة، كما استطعتم ان تدخلوا اليأس الى قلوب الصهاينة وكل الشياطين والمستكبرين، واليوم لم يعد هناك من أي خيار أمام الصهاينة إلا الإستسلام إلى الأمر الواقع و العودة إلى أوطانهم الأصلية، سلام الله وتحياته عليكم أيها الشعب الثوري المجاهد.  السلام عليكم ايها الأحبة، انتم اسستعطتم رفع رايات الافتخار والانتصار عالياً.

وقال: أتيت كي اشكركم، أشكر كل الشعب، صغيره وكبيره، أشكر الشعب اللبناني ونخبه ومسؤوليه، اشكر الشعب اللبناني بكل اديانه وطوائفه ومذاهبه، كما اتيت لأشكر من كل القامات الدينية البارزة وممثلي الديانات السماوية وعلماء الدين المسيحيين والمسلمين السنة والشيعة والدروز.

وشدد على أن زيارته هي "لأشد على يد الشعب اللبناني الباسل، اتيت الى هذه الديار لأشكر كل المسؤولين المحترمين اللبنانيين في شتى المجالات، اتيت كي اشكر أخي فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد ميشال سليمان، أتيت ايضا كي اتوجه بالشكر من أخي المجاهد دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، كما اتيت كي اتوجه بالتحية والتقدير من أخي العزيز رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري، والسيد حسن نصرالله. كونوا على ثقة أن فلسطين المحتلة سوف تحرر من الاحتلال بفضل قوة وايمان المقاومة.

وأكد: راية العدالة قادمة لا محال، العشق والمحبة قادمان لا محال، المستضعفون سيصلون إلى الحرية، رجال الله سوف يأتون، حفيد الرسول الأكرم المهدي الموعود والمنتظر سيأتي باذن الله، والسيد المسيح سوف يكون رفيقاً وعوناً له، الظلم سيزول والطغيان سيمحى. أحبائي واعزائي كونوا على ثقة تامة أنَّ شعب الجمهورية الإيرانية سوف يبقى الى جانبكم أيها الشعب اللبناني العزيز والى جانب كل شعوب المنطقة، انتم كالشعب الراسخ، نعتزّ بكم وسنبقى معكم دائماً.

وقالت نبيلة (36 عاما) التي كانت وصلت باكرا الى ملعب بنت جبيل للمشاركة في الاحتفال لوكالة فرانس برس ان "نجاد سيرعب الاسرائيليين، ونتمنى ان نرى السيد (حسن نصر الله) هنا الى جانبه، ونأمل برؤيتهما معا في الجهة الاخرى (اسرائيل) قريبا".

وتأخر موعد وصول الرئيس الايراني قرابة الساعتين عن الوقت الذي كان محددا بالساعة الثالثة والنصف، فيما غص الملعب البلدي منذ الثالثة بالناس من كل الاعمار وقد حملوا صور الرئيس الايراني والاعلام الايرانية واللبنانية وقدموا من مناطق مختلفة.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الحشد بلغ حدا دفع اشخاصا حشروا بين السياج الفاصل بين مكان جلوس الشخصيات في الملعب والجمهور الى اطلاق الصراخ وطلب المساعدة. كما سجلت حالات اغماء.

وكانت مكبرات الصوت في الملعب تبث اناشيد حماسية واغاني مرحبة بالرئيس الضيف، يقطعها بين الحين والآخر صوت مقدم الحفل قائلا "يا امتدادا للخميني وعرينا للاسود"، و"لك يا ابن خميني الثورة من شعب مقاومة حرة الف تحية سرا وجهرا".

وزرعت الطرق الجنوبية بالاعلام واللافتات المرحبة. وتواكب الاحتفال تدابير امنية مشددة يشارك بها الحرس الجمهوري اللبناني وعناصر الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله.

وكان استقبال مماثل اقيم لاحمدي نجاد مساء امس في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الاخر لحزب الله، وعلى طريق مطار بيروت لدى وصوله صباح الاربعاء.

واجرى الرئيس الايراني ظهرا في بيروت محادثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري انضم اليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وشارك الجميع في وقت لاحق في مادبة غداء دعا اليها الحريري في السراي وشارك فيها عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية.

وفي الشأن اللبناني، تبنى الرئيس الايراني موقف حزب الله من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مشيرا الى وجود "استغلال" للمحكمة و"تلفيق اتهام الى اصدقاء".

ويشهد لبنان مواجهة سياسية حادة بين فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، وحزب الله على خلفية تقارير تتحدث عن احتمال توجيه الاتهام في القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان حول الجريمة الى حزب الله.

واعتبر الرئيس اللبناني السابق امين الجميل في حديث تلفزيوني وزعه المكتب الاعلامي لحزب الكتائب الذي يرأسه، ان القلق "ليس من زيارة احمدي نجاد بالذات وانما مما بعد الزيارة في ظل الاستحقاقات الخطيرة المقبلة، خصوصا مع تمسك حلفاء ايران في لبنان بمواقف تعتبر بمثابة تحد لفريق من اللبنانيين لا سيما في ما يتعلق بالمحكمة الدولية والقرار الظني".

وواصل الرئيس الايراني الذي اعلن الاربعاء في خطابه المسائي ان النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة يتجه الى التغيير وان اسرائيل تتجه الى "هاوية السقوط"، حملته الخميس على الغرب.

وقال في محاضرة القاها في الجامعة اللبنانية حضرها عدد كبير من الطلاب والاساتذة ان الغربيين "حاولوا خداعنا بالقول ان الطاقة الذرية تعادل القنبلة الذرية"، معددا فوائد علمية للطاقة الذرية في قطاعات علمية "لخدمة البشرية".

واضاف "نحن نبحث عن نشر العلم الحقيقي للطاقة الذرية وهم اغلقوا هذا الباب على الشعوب (...) يريدون منعنا من مواصلة علومنا في مجال الطاقة الذرية".

وتابع "يصرون علينا بضرورة اغلاق باب الدراسات العلمية الذرية (...) وفي الوقت نفسه، الغربيون الذين يمتلكون الثروات الطائلة، يستفيدون حصريا من هذه الطاقة كما من النفط وسائر الطاقات ويدخلون في جيوبهم يوميا الملايين من الدولارات".

ومنحت ادارة الجامعة احمدي نجاد دكتوراه فخرية في العلوم السياسية. واجتمع الرئيس الايراني ظهرا مع رئيس الحكومة الذي دعا الى مأدبة غداء في السراي الحكومي على شرفه.

التعليقات