الاحتلال الاميركي احتجز أما وابنتها رهينتين لاجبار اولادها تسليم أنفسهم

الجيش الاميركي دمر بيت العائلة وترك على الباب رسالة يطالب فيها محمد مخلف الاسير السابق في أبو غريب، بتسليم نفسه والا ستمضي والدته وشقيقته وقتا طويلا في الاعتقال!

الاحتلال الاميركي احتجز أما وابنتها رهينتين لاجبار اولادها تسليم أنفسهم
قال مواطن عراقي، الليلة الماضية، ان قوات الاحتلال الامريكية داهمت منزله، يوم السبت الماضي، واعتقلت أمه وأخته كرهائن لإرغامه واخوته على تسليم انفسهم.

وزعم متحدث عسكري امريكي في بغداد انه يشك في صحة الرواية وان لا يدري شيئا عن الواقعة.

لكن جيران العراقي، اركان مخلف البطاوي، الذين سألتهم رويترز، بضاحية التاجي في العاصمة العراقية أكدوا صحة روايته.

وقالت منظمة العفو الدولية انه اذا صحت الرواية فان القوات الامريكية تكون بذلك قد خالفت القانون الدولي باحتجازها رهائن. فضلا عن عدم مراعاة الحساسيات المحلية الخاصة بمعاملة النساء.

وقال البطاوي (29 عاما) في مقابلة مع رويترز ان الجنود الامريكيين فتشوا منزله يوم السبت الماضي وعندما لم يجدوه لا هو ولا شقيقيه الموضوعين أيضا على قائمة المطلوبين قاموا باعتقال أمه وشقيقته.

وترك الجنود على باب المنزل رسالة تطالب الاشقاء الثلاثة بالاستسلام وبها رقم هاتف محمول. وبالاتصال بالرقم رد جندي امريكي بدا على علم باتهامات البطاوي. لكنه امتنع عن التعقيب.

وقال البطاوي "حوالي 20 سيارة همر ترافقها عدد من سيارات الشرطة العراقية قاموا في الساعة السادسة من صباح يوم السبت الماضي بمحاصرة منزلي والمنازل القريبة منا...وقامت باعتقال أمي وأختي بعد أن فشلت في القاء القبض علينا أنا وأخوي الاثنين."

وكان البطاوي وأخواه قد أمضوا أكثر من سنة في سجن ابو غريب سيء السمعة بجنوب بغداد قبل اطلاق سراحهم في اغسطس اب الماضي.

وفي منزله الذي بدا خاويا وتناثرت محتوياته في كل مكان قامت القوات الامريكية بتعليق ورقة على البوابة الرئيسية كتبت عليها بخط اليد رسالة موجهة الى شقيقه الاكبر محمد تحمل توقيع بانديت 6 . وهو فيما يبدو اسم شفري يرمز لقائد وحدة امريكية.

تقول الرسالة التي كتبت بالعربية "كن رجلا يامحمد مخلف وسلم نفسك وعندها سنطلق سراح اخواتك والا سوف يقضون وقتا طويلا في الاعتقال."

ووضع اسفل الرسالة رقم هاتف.

وعند الاتصال على رقم الهاتف المدون قال متحدث باللغة الانجليزية لرويترز انه من الجيش الامريكي وانه لا يستطيع الان التعليق واعطاء اية تفاصيل عن الموضوع ووعد بأن يقوم الضابط المسؤول بالاتصال ثانية واعطاء التفاصيل.

ورفض اكثر من مسؤول في الجيش الامريكي التعليق على الموضوع عندما تم الاتصال بهم اكثر من مرة في وقت لاحق.

وقال متحدث باسم مقر القيادة الامريكية في العراق رفض ذكر اسمه انه لا يستطيع أن يؤكد الرواية أو ينفيها وان كان يجدها "غير قابلة للتصديق".

واستهجن عدد من جيران البطاوي ماقامت به القوات الامريكية من مداهمة لمنزل البطاوي واعتقال امه البالغة من العمر 65 عاما وتعاني من مرض السكري واخته البالغة من العمر 35 عاما.

وقال أحد الجيران ويدعى كامل عباس ان القوات الامريكية التي داهمت منزل البطاوي "قامت باعتقال النسوة لانهم لم يجدوا الرجال."

واضاف عباس ان القوات الامريكية "أخبرونا من خلال المترجم الذي كان معهم انهم سيقومون باطلاق سراح النسوة عندما يسلم الرجال انفسهم."

وقال البطاوي انه واخويه أمضوا اكثر من سنة "متنقلين بين اكثر من سجن من السجون الامريكية المنتشرة في البلاد بتهمة مهاجمة القوات الامريكية والتخطيط لشن عمليات ضد هذه القوات وحيازة اسلحة."

واضاف "تعرضت الى ابشع انواع التعذيب طوال هذه الفترة وارغموني على شرب القاصر (مادة كيمياوية تستعمل لتنظيف الملابس) في محاولة منهم لارغامي على الاعتراف بهذه التهم وتعرض كتفاي للخلع نتيجة التعذيب وكسر انفي عندما قام جندي امريكي بركلي اثناء الاستجواب."

ويتهم العديد من العراقيين القوات الامريكية باتباع اساليب مبالغ فيها اثارت حفيظة الكثيرين من اهل البلاد. وتقول القوات الامريكية انها تفعل ما بوسعها من اجل تجنيب المدنيين التعرض للاذى.

وكانت هناك تقارير عن اعتراف قادة امريكيين باعتقال أقارب مطلوبين هاربين. وينظر الى استجواب الاقارب كأجراء متعارف عليه لدى قوات الامن بانحاء العالم.لكن احتجازهم رهائن شيء اخر.

وقالت نيكول الشعيري المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط انها لا تظن ان هذه أول مرة يحدث فيها ما رواه البطاوي.

وقال البطاوي انه واخويه ورغم العذاب الجسدي والنفسي الذي لاقوه من الامريكيين عندما كانوا في السجن "على استعداد لتسليم انفسنا اذا ما أعطى الامريكان ضمانات بأنهم سيقومون باطلاق سراح امي واختي."

التعليقات