الولايات المتحدة تطلق غدا السبت قناة "الحرة" الفضائية العربية

امريكا تهدف الى جعل "الحرة" بديلا عن "الجزيرة" والعربية" وهي "مشروع امريكي لاعادة احتلال المنطقة العربية"

الولايات المتحدة تطلق غدا السبت قناة
ابتداء من الغد السبت، سيتمكن مشاهدو القنوات الفضائية من التقاط قناة "الحرة" التلفزيونية الجديدة التي تمولها الحكومة الأمريكية.

وفيما ترى القناة، رسميا، أن دورها هو "تشجيع الديموقراطية وكسب الرأي العام في العالم العربي"، أكد المسؤولون الامريكيون عن القناة، عند سؤالهم عما يتوقعونه من نتائج بعد إطلاق القناة، إن "القناة مثل أي جهود أمريكية أخرى، تهدف لكسب عقول وقلوب العرب تواجه العديد من التحديات".

وتستهدف قناة "الحرة" جمهور الشباب الذين يمثلون الأغلبية في البلدان العربية.

وستقدم القناة برامج منوعة تشمل الأخبار والبرامج الإخبارية وتغطية للأحداث الجارية وبرامج حوارية، بالإضافة إلى الموضوعات التي تهتم بالصحة والترفيه والرياضة والأزياء والعلوم والتكنولوجيا.

وستبث القناة إرسالها عبر القمر الصناعي العربي عربسات والقمر الصناعي المصري نايل سات، وستكون متاحة بعد اشهر قليلة من خلال محطات بث أرضية في العراق.

ويعمل فريق مشترك مكون من 200 صحفي عربي وأمريكي في مقر القناة بواشنطن. ويصر فريق العمل على أن "القناة ستتمتع بسياسة تحريرية مستقلة".

وأكد منتقدو القناة على إنه من الصعب أن تؤسس المحطة قاعدة من المصداقية والاستقلالية في ظل إنشائها بتمويل من الكونجرس الأمريكي الذي أعطى الحرة ميزانية بلغت 62 مليون دولار للسنة الأولى من البث.

وتأمل واشنطن في أن تنجح مبادرتها، وفي أن تصبح "الحرة" (!) بديلا عن القنوات العربية الإخبارية الموجودة على الساحة حاليا مثل قناة الجزيرة القطرية، وقناة العربية التي تبث من دبي. اذ يرى المسؤولون الأمريكيون هذه القنوات بوصفها منتقدة بشكل دائم للولايات المتحدة، خاصة في تغطية عدوانها العراق ومساندتها غير المحدودة للعدوانية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

ولكن قناة الحرة أثارت شكوكا وانتقادات وشعورا بعدم الثقة في العالم العربي حتى قبل إطلاقها. وقال متحدث باسم قناة الجزيرة جهاد بلوط "لا شك في أن المنافسة الجديدة ستكون على مستوى احترافي وتقني عالي، أما فيما يخص تغيير الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة، فاعتقد أن الأمر يتطلب ما هو أكثر من قناة فضائية جديدة".

ومن جانبها أعربت صحيفة تشرين السورية عن رأيها بصراحة أكثر. وقالت الصحيفة "المحطة الجديدة هي جزء من مشروع أمريكي لإعادة احتلال المنطقة العربية تريد واشنطن تنفيذه بسياسة الجزرة والعصا".

وفي صحيفة النجم اللبنانية كتب الصحفي رامي خوري يقول "إن الحرة ستصبح مثل راديو سوا الأمريكي ومجلة هاي الذين بدءا قبلها، خدعة مسلية، مكلفة، ولا علاقة لها بالمنطقة".

من جانبه يقول حسين أمين الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن مثل هذه الانتقادات التي ستوجهها قناة مثل الحرة للمنطقة قد تثير حوارات لم يسبق لها مثيل في العالم العربي.

وأضاف أمين "هذه الانتقادات بالرغم مما يبدو من قسوتها ستفتح نقاشات حول حرية التعبير عن الرأي وحقوق الإنسان والقضايا الأخرى التي لا تحظى بتغطية مناسبة في الإعلام العربي".

إلا أن منتقدي الحرة يقولون إن المنطقة العربية في حاجة إلى تغيير أساسي في السياسات الأمريكية التي تؤثر على بلدانهم أكثر من حاجتهم لقناة فضائية أخرى.
ة

التعليقات