رغم المجازر والدمار الهائل قوات الإحتلال الأمريكية غير قادرة على السيطرة على الفلوجة

"مع أن قوات الإحتلال الأمريكية تمكنت من السيطرة على الشوارع الرئيسية في المدينة, إلا أن المقاومين تمكنوا من قلب موازين اللعبة وباتوا الآن في موضع الهجوم بدلا من موضع الدفاع كما كانوا من قبل"

رغم المجازر والدمار الهائل قوات الإحتلال الأمريكية غير قادرة على السيطرة على  الفلوجة
واصلت قوات الإحتلال الأمريكية صباح اليوم قصفها جنوب مدينة الفلوجة التي تتعرض لهجوم أميركي عنيف منذ الثامن من الشهر الجاري.

وقال مدير الشؤون المدنية في مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ليونارد دي فرانشيسكي إن المدينة لا تزال تضم بعض جيوب المقاومة، وأضاف "لكن هذه الجيوب بدأت تضعف".

وفي مقابل ذلك أفادت أنباء بأن عدداً من رجال المقاومة العراقية دخلوا المدينة عبر نهر الفرات أو عبر طرق قديمة رغم الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الإحتلال الأمريكية والعراقية الموالية التي تواصل نسف ودهم المنازل والمساجد بحثا عن عناصر المقاومة.

وأشارت التقارير الصحفية إلى أن بعض المتطوعين العراقيين وجنودا أميركيين بدؤوا بانتشال عشرات الجثث من الشوارع.

ووصف شهود عيان الأوضاع الإنسانية في الفلوجة بأنها سيئة للغاية، حيث تنتشر مئات الجثث في شوارع المدينة التي تفتقر للخدمات الأساسية، فيما أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة عن قلقها حيال أوضاع المدنيين.

وأكد أحمد غانم الطبيب بالمستشفى البديل في الفلوجة في اتصال مع الجزيرة أن قوات الإحتلال مازالت تسيطر على المستشفى الرئيسي بينما تعرض المستشفى البديل وبعض المراكز الصحية الأخرى للقصف العنيف.

وقد باتت صورة المقاومين داخل الفلوجة, والذين تمكنوا من قتل 40 جنديا وجرح المئات باعتراف أمريكي, غاية في الغموض إن لم تكن معدومة تماما بسبب منع الشهود وهم الصحفيون من الوصول إليهم.

آخر التصريحات الأمريكية تقول بالسيطرة على الفلوجة وأن المدينة لم يبق من مقاتليها إلا جيوب صغيرة سيتم القضاء عليها, إلا أن المقاومين -على ما يبدو- لهم رأي آخر.

فمع أن قوات الإحتلال الأمريكية تمكنت من السيطرة على الشوارع الرئيسية في المدينة, إلا أن المقاومين، وحسب ما يقول المحلل السياسي والصحفي فاضل البدراني من الفلوجة تمكنوا من قلب موازين اللعبة وباتوا الآن في موضع الهجوم بدلا من أن يكونوا في موضع الدفاع كما كانوا من قبل.

وأوضح المحلل أنه بعد أن ازدادت الضربات الأمريكية على العديد من مواقعهم المتحركة أصلا واستخدام غازات غير معروفة -حسب البدراني- تصيب العين بالعمى الوقتي ويصاحبها دوار في الرأس وتقيؤ، بعد كل هذا, بدا للمقاومين أن إعادة ترتيب الأوراق أمر ضروري، فكان أن غادر العديد منهم أماكنهم وخرجوا من المدينة لإعادة التنظيم من جديد.

ويضيف الصحفي البدراني أن عدد المقاتلين قبل الحرب كان ستة آلاف مقاتل يتوزعون على 20 فصيلا كل فصيل له آمر يقوده، وغالبا ما تعتمد المقاومة على ضباط كبار من الجيش العراقي السابق من أهل الفلوجة والذين يقومون بإسداء النصائح العسكرية للمقاومين وتأمين تحركاتهم وانسحابهم عن طريق حرب الشوارع أو ما يعرف بأسلوب "الصولة" أو "الكر والفر".

وعن خسائر المقاومة يشكك البدراني في صحة الأعداد التي يذكرها الإعلام الأميركي من أنه قتل أكثر من 1200 مسلح، ويقول "إلى الآن فقد المقاومون ما يقرب من 120 مقاتلا كانوا داخل الفلوجة وكثير منهم كان هجومه على الأميركيين بشكل لا يمكن أن يرجع معه للحياة حيث يشن هجوما مباغتا فيقتل منهم ويقتل بعدها".

وفي سؤال عن إمكانية الدخول إلى المدينة يقول البدراني "إن حدود الفلوجة لها منافذ رئيسية وهي مسيطر عليها الآن من قوات الإحتلال الأمييكية، أما المداخل الأخرى أو السرية فهي نابعة من طبيعة الفلوجة المفتوحة على القرى المجاورة وهو ما يصعب على القوات الأمريكية اكتشافها فضلا عن السيطرة عليها".

ويضيف البدراني "وغالبا ما يكون الدخول إلى الفلوجة ليلا من قبل المقاومين ومن ذات الطرق الفرعية أو المتداخلة مع القرى" إذ يبعث المقاومون عيونا لهم قبل دخولهم إلى تلك الطرقات وفي بعض الأحيان يكون على الطريق بعض الدوريات الأمريكية فيعمد المقاومون إلى ضرب هذه الدوريات بقذائف الهاون ما يجبرها على الانسحاب وترك الطريق مفتوحا أمام المتسللين.

ويواصل البدراني القول إن نهر الفرات الذي تقع الفلوجة على ضفته الشرقية إلى عدة كيلومترات لا يزال يستخدم كممر سريع للقيام بأعمال لوجستية تخدم المقاومة خارج نطاق المدينة. كما يقوم المقاومون عبر نهر الفرات بتوجيه نيران المقاومة التي تقصف القوات الأمريكية مما دفع الأخيرة بتسيير العديد من الدوريات النهرية على الفرات، لكن هذه الزوارق لم تسلم من المقاومين الذين أعطبوا أربعة منها قبل يومين حسب ما أوردت وكالات الأنباء.

وعن قيادات المقاومة وهل لا تزال داخل الفلوجة، يؤكد البدراني أن معلوماته تؤكد وجود الشيخ عبد الله الجنابي في المدينة حيا "وهو لا يزال مع المقاومين يحثهم على مواصلة القتال". ويقول البدراني إن توجيهات مجلس شورى المجاهدين الآن هي ضرورة الصمود والمطاولة مع الأمريكيين الذين قالوا إنهم سيسيطرون على المدينة في ثلاثة أيام، لكن الأيام امتدت بهم.

المصدر الجزيرة

التعليقات