معارك ضارية في الفلوجة والاحتلال الامريكي يمنع ادخال مساعدات ويفرض تعتيما على عدد الضحايا

علاوي يزعم ان لا ضحايا بين المدنيين على عكس تقارير من داخل المدينة المنكوبة* متحدث باسم المحتلين: مقتل 38 جنديا امريكيا واصابة اكثر من 275

معارك ضارية في الفلوجة والاحتلال الامريكي يمنع ادخال مساعدات ويفرض تعتيما على عدد الضحايا
من جهة اخرى اعلن متحدث في جيش الاحتلال الامريكي عن مقتل 38 جنديا امريكيا واصابة اكثر من 275 جنديا اخرا في معارك الفلوجة.

جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الحربية الأميركي، دونالد رمسيفلد، أن الهجوم على الفلوجة، غرب بغداد، لم ينته بعد
رغم زعمه بأنه تمت السيطرة عمليا على جميع أنحاء المدينة.

واعترف رامسفيلد ان المعارك تتواصل في معظم أو كل أنحاء المدينة وأن هناك جيوب للمقاومة في بعض الأحياء.

وقالت "الجزيرة" ان الطائرات الأميركية قصفت منطقة عامرية الفلوجة التي نزح إليها أكثر من 1700 عائلة من الفلوجة وأدى ذلك إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح أربعة آخرين وكان مقر القوات الأميركية في منطقة الكرمة شمال غرب المدينة قد تعرض لهجوم بالقذائف الصاروخية.

ويخوض مشاة البحرية الأميركية (المارينز) معارك شرسة ضد المسلحين من مبنى لآخر في حي الجولان شمالي غربي المدينة وقال ضابط في المارينز إنه تمت السيطرة على نحو 50% من هذا الحي.

وأعلن الفريق جون ساتلر قائد قوات المارينز أن جنوده يسيطرون حاليا على نحو 80% من المدينة. وقالت القوات الأميركية إنها اعتقلت نحو 400 مسلح وأقر ضابط أميركي بأن استكمال السيطرة على جميع أنحاء المدينة سيستغرق بعض الوقت.

ونقلت الجزيرة عن الناطق الرسمي باسم مجلس شورى المجاهدين أبو سعد الدليميقوله من الفلوجة، ان الوضع العسكري للقوات الأميركية لم يتغير منذ ثلاثة أيام، مؤكدا أنها لم تستطع حتى الآن الاقتراب من حي الجولان وأنها تسيطر على الشوارع الرئيسية فقط في الفلوجة وتدعم وجودها بالقصف الجوي العنيف.

ونفى الدليمي أيضا مقتل ألف من العناصر المسلحة، مؤكدا أن القتلى من المسلحين 100 فقط وبقية الضحايا من المدنيين العزل. وقال أيضا إن رئيس مجلس شورى المجاهدين عبد الله الجنابي مازال يقود المقاتلين من داخل المدينة.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في وقت سابق انتهاء العمليات العسكرية في الفلوجة ومقتل نحو ألف ممن وصفتهم بـ"الإرهابيين والصداميين". وقال وزير الدولة لشؤون الأمن القومي في الحكومة العراقية المؤقتة قاسم داوود إن أبو مصعب الزرقاوي وعبد الله الجنابي هربا من المدينة.

وإلى ألمانيا وصلت دفعة أخرى من الجنود الأميركيين الذين أصيبوا في الهجوم على الفلوحة واعترف الجيش الأميركي بمقتل 22 وجرح 180 في المعارك الشرسة ضد المدافعين عن المدينة.

ورغم دخول أول قافلة إغاثة تابعة لجمعية الهلال الأحمر العراقية فإن فردوس العبادي المتحدثة باسم الجمعية أكدت أن القوات الأميركية منعت توزيع المساعدات على أهالي المدينة وسمحت فقط بدخول القافلة إلى مستشفى الفلوجة. وأكدت العبادي أن رئيس القافلة يجري اتصالات مع القيادة الأميركية للسماح للقافلة بتقديم المساعدات لأهالي الفلوجة.
في بيان وصل إلى عرب 48 نسخة منه يحمل توقيع حركة الكفاح الشعبي جاء أن الذاكرة العراقية لن تنسى أبداً عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الإحتلال الأمريكي بحق الشعب العراقي، وجاء أيضاً:
"إن حركتنا، حركة الكفاح الشعبي ، إذ ندين وبشدة هذه الجرائم والمجازر البربرية وحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الأبي في الفلوجة ومدن العراق الصامدة الأخرى ، فإننا نؤكد للمحتلين وأعوانهم بأن الذاكرة العراقية لن تنسى أبداً هذه الجرائم البشعة ، وأن جرائمهم لن تمر من دون حساب . كما ونؤكد لحكومة علاوي العميلة ورموزها من خريجي معاهد الخيانة والعمالة بأن الإحتلال زائل لا محالة وأن القوات الأجنبية المحتلة سترحل عن العراق شاء بوش وعصابته الليكودية أم أبوا ، وحينذاك ستواجهون مصيركم المحتوم الذي لن يختلف عن مصير من سبقكم من خونة العراق . إن حرب الإبادة التي تشنها قوات الحقد العنصري والبربري تثبت مرة أخرى كذب الإدعاءات الأمريكية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وتبرهن على أن ديدن الغزاة وطبيعتهم واحدة لا تختلف بغض النظر عن الحقبة التأريخية ، وتؤكد أيضاً أن المحتلين الفاقدين لأبسط المقومات الأخلاقية مستعدين لإبادة شعب بكاملة من أجل تحقيق مشروعهم الإمبريالي".

وجاء أن الفلوجة الباسلة الصامدة تدعو جميع العراقيين ، مسيحيين ومسلمين ، سنة وشيعة ، عرباً وأكراداً ، وكل الأعراق والأديان الأخرى أن يقفوا الى جانبها إستجابة لشرفهم ولإنتمائهم لهذا الوطن وترابه الذي إستباحه وإعتدى على مقدساته هؤلاء المحتلين الأشرار وأتباعهم الخونة العملاء بشنهم أبشع حرب إبادة جماعية على المدينة الصابرة وأبنائها المجاهدين

وعلى صعيد متصل افادت وكالة رويترز بانه لم تصل أي مساعدات للمدنيين منذ بدء العدوان الامريكي على الفلوجة، يوم الاثنين الماضي، ومنعت قوات الاحتلال الأمريكي قافلة للهلال الاحمر العراقي من سبع شاحنات وعربات اسعاف من دخول المدينة وظلت تنتظر عند المستشفى الرئيسي قرب جسر على نهر الفرات على مشارف الفلوجة.

وشاهد مراسل لرويترز جاب المدينة دمارا هائلا. كانت الجثث ملقاة في الشوارع. وكانت المنازل والمساجد مهدمة فيما تساقطت أسلاك الكهرباء والهاتف في كل مكان.

وقال ضابط في جيش الاحتلال انه لا يرى حاجة لان يرسل الهلال الاحمر العراقي مساعدة الى السكان الموجودين داخل الفلوجة زاعما انه لا يعتقد أن هناك مدنيين عراقيين حاصرهم القتال داخل المدينة.

وقال انه لم يسمع بأي مدنيين عراقيين حاصرهم القتال داخل المدينة ولا يعتقد أن الأمر كذلك.

وقال جمال الكربولي رئيس قافلة الهلال الاحمر انه ما زال في انتظار اذن امريكي بدخول الجزء الرئيسي من المدينة. وأضاف "سننتظر هنا ولو لليلة أخرى اذا اقتضى الامر للدخول والا فسنعود الى عامرية الفلوجة ونوزع السلع هناك."

وقال اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الذي تعهد بسحق التمرد المتزايد قبل الانتخابات المزمعة في كانون الثاني انه لا يوجد اي ضحايا مدنيين في الفلوجة.

ويتناقض تأكيد علاوي مع روايات سكان من داخل المدينة حيث حال القتال الشرس دون دخول الخدمات الطبية وجعل من المستحيل وجود اي تقييم مستقل لما يجري في الفلوجة منذ يوم الاثنين.

وقال أحد سكان حي بوسط المدينة جرى الاتصال به هاتفيا "وضعنا صعب للغاية. ليس لدينا طعام ولا ماء. اطفالي السبعة يعانون من اسهال حاد."

ومضى قائلا "أصيب أحد ابنائي بشظية الليلة الماضية وهو ينزف لكنني عاجز عن فعل شيء لمساعدته."

وقال الرجل انه شاهد قوات امريكية وقوات من الحرس الوطني العراقي في الشارع الذي يعيش فيه فيما دوت الانفجارات وأضاف "كانت هناك جثث ملقاة في الشارع."

وتابع قبل أن تخنقه الدموع أنه علم أن هناك ست أسر قريبة منه تعاني من نفس هذه المحنة وقال "ما زلنا صائمين رغم أن اليوم عيد. الله اكبر... الله اكبر."

التعليقات