مقتل 117 عراقيا منذ يوم امس بنيران قوات الاحتلال الاميركية

مقتل سبعة واصابة عشرة في الغارات التي شنها الطيران الاميركي على الفلوجة، صباح اليوم .. مقتل 110 عراقيين، على الاقل، امس

مقتل 117 عراقيا منذ يوم امس بنيران قوات الاحتلال الاميركية
قال طبيب ان قوات الاحتلال الامريكية شنت هجمات جوية على بلدة الفلوجة العراقية، صباح اليوم الاثنين، وقتلت سبعة عراقيين على الاقل من بينهم نساء واطفال .

وقال اياد محمد من مستشفى الفلوجة ان عشرة عراقيين اخرين اصيبوا في الغارات التي شنت على مناطق مختلفة من البلدة الواقعة غربي بغداد مباشرة.

ورأي شهود عيان اعمدة من الدخان الاسود تتصاعد فوق الفلوجة وقالوا ان مئات العائلات بدأت في ترك المدينة التي يسيطر عليها مقاومون يقاتلون القوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة التي يدعمها الامريكيون .

واستخدمت القوات الامريكية مكبرات الصوت لحث سكان الفلوجة على التعاون معها وطرد من تسميهم "الارهابيين" من قلب المدينة.

واقامتالقوات الامريكية نقاط تفتيش على المداخل الشمالية والغربية والجنوبية للبلدة.
وكان 110 عراقيين، على الاقل، قد قتلوا، في أنحاء متفرقة من العراق، امس الاحد، وأعلنت وزارة الصحة العراقية ان أكثر القتلى سقطوا في بغداد حيث قتل 37 شخصا وفي تلعفر قرب الحدود السورية حيث قتل 51.

وشهدت العاصمة انفجار سبع سيارات على الاقل وأطلقت المقاومة نحو 12 قذيفة مورتر أو صواريخ حول ما يسمى بالمنطقة الخضراء التي تضم مقر الحكومة العراقية المؤقتة والسفارة الامريكية.

وقال البريجادير جنرال ايرف ليسل أحد المتحدثين باسم الجيش الامريكي "شهدنا زيادة هائلة في عدد الهجمات."

وقال شهود ومسؤولون ان 13 شخصا قتلوا واصيب 61 اخرون في معارك شرسة وقعت في وسط بغداد .

وأطلقت طائرة هليكوبتر امريكية النار على حشد من العراقيين تجمعوا حول سيارة عسكرية أمريكية تحترق في شارع ببغداد فقتلوا مراسلا تلفزيونيا كان يغطي الأحداث من الموقع. وقال الجيش الامريكي ان طائرته تعرضت لاطلاق نار من الحشد.

وشنت القوات الامريكية هجوما كبيرا يوم الخميس على تل عفر التي يشتبه بانها تأوي مقاتلين أجانب على بعد نحو 100 كيلومتر عن سوريا.

وفي جنوب بغداد قتل ثلاثة جنود بولنديين وجرح ثلاثة اخرون في هجوم على دورية شمال شرقي بلدة الحلة جنوبي بغداد يوم الاحد.

وتعرضت دورية بولندية لنيران مدافع رشاشة ومورتر بعد ان استدعيت لابطال مفعول متفجرات فيما وصفه الكولونيل شيسلاف جناتوفسكي المتحدث باسم الجيش البولندي بانها "خطة ماكرة اعدت بشكل جيد."

وبهذا الهجوم يصل عدد البولنديين الذين قتلوا في العراق الى 17 من بينهم اربعة مدنيين.

ورغم ذلك قال الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيفسكي ان بلاده ستكمل يوم الاحد مهمتها في العراق .

وقال كفاسنيفسكي في مقابلة تلفزيونية مباشرة "أود ان أبلغ مواطني بلادي اننا اليوم لا نستطيع ان ننسحب من العراق من جانب واحد بشكل تسوده العصبية والفوضى لان هذه المهمة لابد وان تستكمل."

وفي مدينة الرمادي المضطربة غربي بغداد قال طبيب ان الدبابات وطائرات الهليكوبتر الامريكية قتلت عشرة عراقيين من بينهم نساء وأطفال عندما أطلقت النار على منطقة سكنية. ولم يكن لدى الجيش الامريكي تعليق على الفور عن اطلاق النار.

وأندلع قتال عنيف في شارع حيفا بوسط بغداد. وسمع دوي النيران لعدة ساعات عبر الشارع المشهور بأنه معقل للمقاومة العراقية في حين توغلت دبابات وعربات برادلي العسكرية الامريكية في المنطقة.

وقال شهود ان طائرة هليكوبتر أمريكية أطلقت النار على مجموعة من العراقيين من بينهم أطفال كانوا يتجمعون حول سيارة برادلي اشتعلت بها النيران. وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز مجموعة من العراقيين يهرولون بحثا عن ساتر قبل انفجار أودى بحياة مازن الطميزي الذي يعمل مخرجا لحساب قناة العربية التلفزيونية ومقرها دبي.

كما أصيب مصور رويترز سيف فؤاد الذي كان يسجل ما يدور في المنطقة.

وقال فؤاد من على سرير في مستشفى "دماء مازن كانت على كاميرتي ووجهي." وقال ان زميله صرخ طالبا مساعدته قبل وفاته.

وقال الجيش الامريكي ان طائرتي هليكوبتر تابعتين له فتحتا النار بعد تعرضهما لهجوم من الحشد. ولم يظهر في الفيلم الذي صوره تلفزيون رويتر أي شيء يدل على اطلاق نيران من الارض.

وقال بيان عسكري "أثناء تحليق الطائرتين فوق العربة برادلي المحترقة تعرضتا لنيران أسلحة صغيرة من متمردين على مقربة من العربة." وأضاف البيان "ومن الواضح أن الطائرتين ردتا على النيران طبقا لقواعد الاشتباك مما دمر بعض القوات المعادية للعراق بجوار العربة برادلي."

وكان الجيش الامريكي قال في وقت سابق ان طائرة هليكوبتر دمرت العربة برادلي العسكرية "لمنع سلبها والاضرار بالشعب العراقي" بعد اصابة أربعة جنود بجراح طفيفة.

وفي هجمات أخرى لقي ضابط شرطة عراقي كبير حتفه في انفجار سيارة ملغومة كما قتل صبي عمره 12 عاما على طريق سريع غربي بغداد. وقال الجيش الامريكي ان انتحاريا مشتبها به حاول اقتحام بوابات سجن أبو غريب لكن الجنود الامريكيين أطلقوا النيران فأردوه قتيلا. وأصيب ثلاثة على الاقل.

وقتل مسلحون شرطيا في غرب بغداد.

وقال فلاح النقيب وزير الداخلية العراقي للصحفيين ان قدرا كبيرا من أعمال العنف يوم الاحد مرتبط بسلسلة من الغارات تشنها قوات الامن العراقية في محاولة للقبض على 21 هاربا.

وأعلنت جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي المتشدد الاردني المولد مسؤوليتها عن العنف الذي شهدته بغداد يوم الاحد. وتقول واشنطن ان الزرقاوي يقف وراء الاضطرابات التي يشهدها العراق.

وهدد بيان موقع باسم منظمة الجهاد الاسلامي التي لم يسمع عنها من قبل نشر يوم الاحد على موقع على الانترنت ان الجماعة تعطي مهلة لمدة 24 ساعة من موعد صدور البيان لسحب الجنود الايطاليين من العراق والا قتلت موظفتي الاغاثة سيمونا باري وسيمونا توريتا.

وتزامن تصاعد العنف مع هجمات عسكرية أمريكية جديدة لاستعادة السيطرة على مناطق تسيطر عليها المقاومة العراقية قبل الانتخابات العامة المقرر أن تجرى في يناير كانون الثاني القادم.

وقال اياد علاوي رئيس وزراء العراق المؤقت لاجهزة الاعلام البريطانية في مقابلة نشرت اليوم الاثنين، انه يريد اجراء الانتخابات في موعدها المحدد في يناير / كانون الثاني حتى لو منعت أعمال العنف بعض العراقيين من الادلاء بأصواتهم.

وقال علاوي لصحيفتي تايمز وجارديان "نهدف الى مشاركة كل البلد في الانتخابات.

في الوقت نفسه قالت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاحد ان من غير المحتمل ان تنتهي المقاومة في العراق بحلول شهر كانون الثاني ولكنها أصرت على انه ليس هناك ضرورة لتأجيلها.

ومع تعرض بوش لهجوم من منافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جون كيري بسبب تزايد عدد القتلى في صفوف القوات الامريكية في العراق دافع وزير الخارجية الامريكي كولن باول عن الحرب رغم اعترافه بان"هذا التمرد لن ينتهي."

ولكن باول لم يعلق عندما سئل عما اذا كان سيواصل تأييد القيام بغزو اذا عرف ان العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل.

وقال باول في برنامج "واجه الصحافة" في محطة تلفزيون ان بي سي "هل كنا سنجري تحليلا مختلفا ونتوصل الى نتيجة أخرى لو عرفنا في ذلك الوقت نية وقدرات (صدام حسين) ولكن مع عدم وجود مخزونات فعالة.. لا أعرف . لا أستطيع الرد على ذلك."

وتجاوز عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا منذ غزو العراق في مارس اذار عام 2003 الف جندي الاسبوع الماضي في حين وصل عدد الجرحى الى سبعة الاف. وقالت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي لبرنامج"واجه الامة" في محطة تلفزيون سي بي اس "ستحدث أعمال عنف دون شك حتى موعد الانتخابات بل ومن المحتمل خلال الانتخابات.

"ولكن من الممكن تماما اجراء هذه الانتخابات ."

وأضافت ان الادارة الامريكية ملتزمة "بهدفنا باجرائها بحلول يناير."

وقال باول في برنامج "هذا الاسبوع" في محطة ايه بي سي ان أجزاء واسعة من العراق "في وضع يتيح اجراء الانتخابات في المستقبل القريب جدا."

وسئل عما اذا كان يشير الى امكان اجراء الانتخابات في جزء من البلاد دون جزء اخر فقال"لا أقول ذلك.. استراتيجيتنا جعل كل تلك الأماكن تحت سيطرة الحكومة والقيام بذلك في وقت مناسب للانتخابات ."

ورفضت رايس ايضا أي اشارة الى ان الادارة الامريكية "تخلت" عن مدن للمقاومة لتجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الامريكيين قبل انتخابات الرئاسة الامريكية في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني.

وأضافت "لايجري التخلي عن شيء."

وقالت ان جهودا تبذل للقضاء على المقاومة سياسيا وعسكريا.

وأردفت قائلة"لا يتم القضاء على التمرد عسكريا فقط..أحيانا يكون التركيز على السياسة وأحيانا يكون التركيز على الاستراتيجية العسكرية."

وواصل ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي الربط بين صدام حسين والقاعدة للدفاع عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق حتى على الرغم من عدم عثور اللجنة التي حققت في هجمات 11 سبتمبر 2001 على دليل على وجود علاقات بين الحكومة العراقية المخلوعة والقاعدة.

التعليقات