ميقاتي يستعد لتشكيل حكومة جديدة وسط استمرار الانقسام الحاد في لبنان

يستعد رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، وسط تساؤلات عن شكلها وبرنامج عملها، خصوصا ما يتعلق بالموقف من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري التي اطاح الخلاف حولها بحكومة سعد الحريري.

ميقاتي يستعد لتشكيل حكومة جديدة وسط استمرار الانقسام الحاد في لبنان

يستعد رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، وسط تساؤلات عن شكلها وبرنامج عملها، خصوصا ما يتعلق بالموقف من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري التي اطاح الخلاف حولها بحكومة سعد الحريري.

في المقابل، حددت قوى 14 آذار بزعامة سعد الحريري التي يرجح انتقالها الى المعارضة، عنوان تحركها للمرحلة المقبلة بتنظيم تحركات شعبية دعما للمحكمة ورفضا لسلاح حزب الله.

وقام ميقاتي اليوم بزيارات بروتوكولية الى رؤساء الوزراء السابقين، وبينهم رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، على ان يجري يومي الخميس والجمعة مشاورات مع الكتل النيابية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان تتناول صيغة الحكومة العتيدة.

وفاز ميقاتي بالتكليف بعد حصوله على تاييد 68 نائبا من 128، بينهم نواب حزب الله، خلال الاستشارات التي قام بها سليمان، فيما حصل الحريري على تأييد 60 نائبا.

ودعا ميقاتي في مقابلة مع وكالة فرانس برس أمس  الثلاثاء الحريري الذي سبق ان اعلن رفضه المشاركة في الحكومة، الى "اعادة النظر في موقفه".

واوضح ميقاتي "ساحاول قدر المستطاع ان اقنعهم بالانضمام الى الحكومة (...) واذا رفضوا المشاركة، سابحث في تشكيل حكومة تكنوقراط".

وقال النائب سيمون ابي رميا المنتمي الى التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله لوكالة فرانس برس ان "القناعات التي كنا على اساسها نطالب بحكومة اتحاد وطني وبمشاركة الجميع، لا تزال هي نفسها". واضاف "يدنا ممدودة ونحن نترقب موقف الرئيس الحريري".

الا ان مصطفى علوش، عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" الذي يقوده الحريري، اكد لفرانس برس ان "حكومة ميقاتي هي حكومة حزب الله، وستكون موجودة بشروط حزب الله، لذا لا يمكن لقوى 14 آذار ان تكون مشاركة فيها".

واثار تكليف ميقاتي غضب مؤيدي الحريري، بعدما اعتبروا ان ميقاتي تم "فرضه" من قبل حزب الله.

واعلنت قوى 14 آذار  اليومالاربعاء "انطلاق مرحلة بعنوانين رئيسيين: دعم المحكمة الدولية احقاقا للحق وللعدالة، ونزع السلاح من طول البلاد وعرضها".

وقال الامين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد في مؤتمر صحافي ان تجمعات شعبية ستقام الساعة السادسة مساء (16,00 ت غ) من كل يوم في ساحة الشهداء وسط بيروت، لمواكبة هذين المطلبين.

واوضح علوش ان "العمل الاحتجاجي لقوى 14 آذار مستمر ولكن اشكاله ستختلف، وستكون هناك تحركات سلمية على مدى الايام المقبلة وخصوصا في وسط بيروت وطرابلس".

واضاف "الهدف هو التاكيد على رفض الواقع الذي يحاول ان يفرضه حزب الله بانه هو من يعين رئيس الوزراء وهو من يقيل رؤساء الوزراء".

وبدت الصحف اللبنانية اليوم منقسمة حيال تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة واعمال الشغب التي رافقت ذلك.

وكتبت "السفير" ان "دخان الاطارات المشتعلة وحاويات النفايات لم يحجب حقيقة ان لبنان دخل في مرحلة سياسية جديدة، وان الحجارة والعصي التي جرى استخدامها (...) لم تنجح في كسر صورة الرئيس ميقاتي".

وكتبت "الاخبار"  "لم يحجب دخان احراق الاطارات حقيقة انتقال الاغلبية النيابية من ضفة الى اخرى".

وعنونت صحيفة "المستقبل" التابعة للحريري من جهتها على صفحتها الاولى "حكومة حزب الله تتطلع الى ولادة قريبة".

وتأتي عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في 12 كانون الثاني/يناير نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.

وتفاقمت الازمة التي بدأت في الصيف الماضي بسبب الخلاف على المحكمة الخاصة بلبنان التي يتوقع ان توجه الاتهام في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الى حزب الله.

ويطالب الحزب بالغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة، وسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف تمويلها.

واعتبرت صحيفة "النهار" القريبة من الحريري ان امام ميقاتي "تحديا كبيرا هو الخروج بحكومة تثبت انها خارج الضغط الكبير الذي مارسه حزب الله لتوفير الاكثرية الجديدة له على قاعدة قطع التزامات لبنان للمحكمة".

وقال ابي رميا ان "موضوع المحكمة لم يبحث بعد، لكن المعارضة السابقة كانت واضحة في خياراتها".
 

التعليقات