الثورة الليبية: مئات المتظاهرين يطالبون بتنحي القذافي في طرابلس

قال مراسل وكالة «رويترز» في طرابلس إنّ نحو 400 من المناهضين لمعمر القذافي قاموا باحتجاجات في حي تاجوراء بشرق العاصمة طرابلس اليوم الاثنين. وعقب الاحتجاج مباشرة وصلت عدة سيارات رياضية إلى الميدان الذي وقعت فيه الاحتجاجات ثم قفز من كانوا بهذه السيارات ممن يلفون شارات خضراء حول رؤوسهم وأطلقوا النار في الهواء في محاولة لفض الاحتجاج.

الثورة الليبية: مئات المتظاهرين يطالبون بتنحي القذافي في طرابلس

قال مراسل وكالة «رويترز» في طرابلس إنّ نحو 400 من المناهضين لمعمر القذافي قاموا باحتجاجات في حي تاجوراء بشرق العاصمة طرابلس اليوم الاثنين.  وعقب الاحتجاج مباشرة وصلت عدة سيارات رياضية إلى الميدان الذي وقعت فيه الاحتجاجات ثم قفز من كانوا بهذه السيارات ممن يلفون شارات خضراء حول رؤوسهم وأطلقوا النار في الهواء في محاولة لفض الاحتجاج.

 

دولياً، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عصر اليوم الاثنين إن الزعيم الليبي معمر القذافي يستعين "بمرتزقة وبلطجية" لقمع شعبه وينبغي ان يتنحى على الفور.  وقالت كلينتون في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "ينبغي محاسبة القذافي والمحيطين به على هذه الاعمال التي تنتهك الالتزامات القانونية الدولية والسلوك الحميد". وأضافت ان لا شيء مستبعدا في الوقت الذي يبحدث فيه المجتمع الدولي خطواته التالية.

 

وقالت "الوقت حان لرحيل القذافي الآن وبلا مزيد من العنف أو الإبطاء".

 

بدورها قالت رئاسة الاتحاد الأوروبي إن الدول الأعضاء في الاتحاد اتفقت اليوم على فرض عقوبات على النظام الليبي. ومن المقرر أن تشمل العقوبات تجميد أصول وفرض حظر على الأسلحة وحظر منح تأشيرات الدخول  لقادة النظام، وبينهم معمر القذافي نفسه.

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين قولهم إن دول الاتحاد أوضحت أيضا أنها ستجمد أصول القذافي وأفراد عائلته وحكومته وستحظر بيع معدات ومواد يمكن استخدامها ضد المتظاهرين مثل الغاز المسيل للدموع ومعدات مكافحة الشغب. وتابعوا، أنه تمت الموافقة على القرار في اجتماع لوزراء الدول الأعضاء بالاتحاد في بروكسل وتم طرحه لضمان تنفيذ الإجراءات بأسرع وقت ممكن. ومن المتوقع أن يسري القرار خلال الأيام المقبلة بمجرد صدوره في النشرة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

 

كما نقلت وكالة فرانس براس عن مصادر دبلوماسية بالاتحاد الاوروبي أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا على فرض عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي و25 من عائلته والمقربين منه تشمل تجميد أرصدتهم وحظر سفرهم. وقال دبلوماسي اوروبي انه يفترض ان تتم المصادقة على هذه التدابير رسميا اليوم على المستوى الوزاري في بروكسل. وأضاف ان هذه التدابير قد تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الاثنين.

 

ميدانياً، صد ثوار ليبيا في مدينة مصراتة الواقعة شرق طرابلس هجوما لقوات موالية لنظام معمر القذافي وأسقطوا طائرة عسكرية، فيما قال الثوار في مدينة الزاوية (50 كيلومترا غرب طرابلس) إنهم يتوقعون أن تقود الكتائب النظامية هجوما على المدينة التي أصبحت بيد المتظاهرين.

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان في مصراتة قوله إن المتظاهرين الذي يسيطرون على المدينة الواقعة على بعد حوالي مائتي كيلومتر شرق طرابلس صدوا هجوما لقوات موالية للحكومة قرب المدينة وأسقطوا طائرة عسكرية.

 

وأوضح المصدر أن الثوار -الذين أحكموا السيطرة على المدينة منذ عدة أيام- أسقطوا تلك الطائرة صباح اليوم واحتجزوا طاقمها عندما كانت تطلق النيران على محطة إذاعية محلية.

 

وأضاف المصدر أن القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية قرب مصراتة بدأ الليلة الماضية بين القوات الموالية للنظام الحاكم والمتظاهرين، مشيرا إلى أن قوات القذافي تسيطر فقط على جزء صغير من القاعدة بينما يسيطر المتظاهرون على جزء كبير منها حيث توجد الذخيرة.

 

وقال الناشط مفتاح عبد الحميد متحدثا لقناة «الجزيرة» من مصراتة إن المدينة لا تزال تحت سيطرة الثوار منذ عدة أيام وإن الإذاعة المحلية التي يبلغ مداها نحو مائة كيلومتر تبث مواد تمجد الثورة الشعبية المتواصلة لليوم الـ12 على التوالي.

 

وفي وقت سابق تحدث متظاهرون للجزيرة نت عن حشد وحدات عسكرية لإيقاف تقدم المتظاهرين إلى مدينة مصراتة، التي توجهت إليها أيضا برا من سرت وحدات أخرى.

 

وقال محتجون للجزيرة نت إن بعض طلبة الكلية الجوية في مصراتة خطفهم مرتزقة ومؤيدون للقذافي لمساومة أهالي المدينة عليهم.

 

 وفي تطور أخر للأوضاع غربي البلاد قال الثوار الذين سيطروا على مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية إنهم يستعدون لمواجهة هجوم مضاد من قبل القوات الموالية للنظام الليبي وذلك في اليوم الـ12 للثورة الشعبية الليبية التي أسفرت عن سقوط عدة مدن بأيدي المحتجين.

 

وقال الثوار إن نحو ألفي جندي من الموالين لنظام العقيد معمر القذافي يحاصرون الزاوية التي تقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا غرب طرابلس وسقطت بأيدي الثوار يوم الأحد.

 

وقال الصحفي بيرم عمر متحدثا للجزيرة من مدينة الزاوية إن وحدات من الكتائب الموالية للنظام الليبي ترابط على مشارف المدينة لكن معنوياتها وروحها القتالية منهارة مقارنة بالمعنويات العالية لدى الثوار.

 

وأضاف عمر أنه في حال إقدام وحدات الجيش على اقتحام المدينة فإن ذلك سيؤدي إلى وقوع إبادة جماعية، مشيرا إلى أن الأهالي متعاطفون مع الثوار ومستعدون للدفاع عن مدينتهم إلى جانب الثوار الذين يملكون العديد من دبابات الجيش والمدافع والأسلحة الخفيفة.

 

من جهة أخرى قال رائد بالشرطة انشق عن القذافي وانضم إلى المعارضين المطالبين بسقوط النظام إن أكثر من ألفين من قوات الشرطة انشقوا على نظام القذافي وإنهم مستعدون للدفاع عن الزاوية. وقال إن عددا من ضباط الجيش انشقوا أيضا لكنه لم يحدد عددهم.

 

وعن الأوضاع في شرقي البلاد التي سقط عدد من مدنه في أيدى الثوار قال موفد الجزيرة عبد العظيم محمد إن الأوضاع في مدينة البيضاء عاصمة الجبل الأخضر هادئة وإن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى مجراها الطبيعي وإنه من المتوقع أن تشهد المدينة تجمعا حاشدا اليوم.

 

وفي تطورات ميدانية أخرى تحدث شهود عيان عن قوات نظامية تنقل جوا من سبْها إلى طرابلس.

 

ودفعت الاضطرابات نحو مائة ألف شخص -معظمهم من العمال المصريين والتونسيين- إلى الفرار من ليبيا، حسب مفوضية اللاجئين الأممية التي تحدثت عن حالة طوارئ إنسانية في هذا البلد.

 

 في مقابل الصورة التي تقدم البلاد على أنها تسقط تدريجيا في أيدي الثوار، حاول النظام الليبي ترويج رواية أخرى مفادها أن الوضعٍ لا يزال تحت السيطرة واستضاف صحفيين أجانب ليبرزوا ذلك.

 

وتحدث سيف الإسلام نجل معمر القذافي عن "فجوة كبيرة بين الواقع والتقارير الإعلامية"، وأضاف "كل الجنوب هادئ. الغرب هادئ. الوسط هادئ وحتى جزء من الشرق".

 

لكن صحفيين أجانب نقلوا صورة مغايرة، ففي البيضاء الواقعة شرقا مثلا استقبلتهم هتافات تطالب بإسقاط نظام القذافي.

 

وفي تطورات أخرى للثورة الشعبية الليبية أوضح مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي المستقيل طبيعة عمل المجلس الوطني الانتقالي الذي ُوصف بأنه نواة للمرحلة الانتقالية.

 

وربط عبد الجليل في لقاء مع الجزيرة الإعلان الرسمي عن هذا المجلس بتحرير كامل التراب الليبي.

 

أما عبد الحفيظ غوقة المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي شُكل في ليبيا، فقد وصف المجلس بأنّه الشرعية الوحيدة الآن في ليبيا لأنه تم تكوينه بتفويض من الشعب.

 

وقال في حديث للجزيرة إنّ مقر المجلس الدائم سيكون بالعاصمة طرابلس لكنّه سيدير شؤون البلاد حاليا من مدينة بنغازي شرقي البلاد التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات المطالبة برحيل القذافي.

 

التعليقات