استمرار المعارك وأعمال العنف في ليبيا

استمرت حالة الفوضى ودوامة العنف في غرب ليبيا وشرقها حاصدة المزيد من الأرواح، اليوم الأحد غداة زيارة خاطفة للأمين العام للامم المتحدة لطرابلس دعا فيها الجميع إلى وقف القتال.

استمرار المعارك وأعمال العنف في ليبيا

استمرت حالة الفوضى ودوامة العنف في غرب ليبيا وشرقها حاصدة المزيد من الأرواح، اليوم الأحد غداة زيارة خاطفة للأمين العام للامم المتحدة لطرابلس دعا فيها الجميع إلى وقف القتال.
وقتل 21 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح منذ السبت في مواجهات قبلية غرب طرابلس، كما قال مصدر في مستشفى غريان الذي نقل إليه الضحايا.
ولم يحدد المصدر الذي نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية هل الضحايا مدنيون أم عناصر ميليشيات.
وقال شهود إن كتائب منطقة الزنتان هاجموا يوم أمس السبت مدينة ككلة التي يساند أهلها ميليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية.
وكانت ميليشيات فجر ليبيا التي تشكل تحالفا غير متجانس يضم عناصر ميليشيات إسلامية ومن مدينة مصراتة طردت كتائب الزنتان من طرابلس في آب(أغسطس) بعد أسابيع من المعارك الدامية.
وكانت كتائب الزنتان تسيطر آنذاك على قسم كبير من العاصمة بما في ذلك المطار الدولي.
وبعد طرابلس، وسعت ميليشيات فجر ليبيا عملياتها العسكرية إلى غرب العاصمة بمنطقة ورشفانة المتحالفة مع الزنتان والمتهمة بإيواء انصار للنظام السابق.
وتدور معارك شبه يومية بين الطرفين المتنافسين على رغم دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار.
وخلال زيارة غير معلنة السبت إلى طرابلس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف المعارك في ليبيا لبدء حوار سياسي لإنهاء الفوضى الدستورية وأعمال العنف الذي تجتاح البلاد منذ ثلاث سنوات.
وقال بان: "نطلب من جميع المجموعات وقف القتال"، داعيا أيضا كافة الميليشيات إلى "الانسحاب من المدن والمباني الرسمية".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة "فلنكن واضحين: من دون وقف فوري للمواجهات العنيفة ومن دون إرساء سلام دائم، سيكون الازدهار والحياة الفضلى حلما بعيد المنال".
ومنذ سقوط العقيد معمر القذافي في 2011 بعد نزاع استمر ثمانية أشهر، تفرض الميليشيات التي حاربته القانون في بلد غارق في الفوضى مع برلمانين وحكومتين تتنازعان الشرعية.
وجاءت تصريحات بان في افتتاح جولة جديدة من الحوار بين نواب متنافسين في البرلمان الجديد بحضور وزيرة الخارجية الإيطالية، فيديريكا موغيريني، إضافة إلى مبعوثي فرنسا وبريطانيا ومالطا وإيطاليا إلى ليبيا.
ويقاطع العديد من النواب اجتماعات البرلمان المعترف به دوليا لكنه يلقى معارضة مجموعة "فجر ليبيا" وهي عبارة عن تحالف ميليشيات سيطر على العاصمة طرابلس وميليشيات إسلامية سيطرت على ثاني المدن الليبية بنغازي.
وتمكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليبيا برناردينو ليون في 29 أيلول (سبتمبر) من أن يجمع للمرة الأولى نوابا متنافسين في البرلمان في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا.
وقال بان "كانت تلك مرحلة أولى شجاعة سنبني عليها. وأنا هنا لدعم العملية التي أطلقت في غدامس".
وأضاف "لا بديل عن الحوار" مع إقراره بأن "الطريق سيكون طويلا وصعبا".
وأوضح أن هدف الحوار هو في مرحلة أولى لإنهاء أزمة المؤسسات "فالبلد ليس بوسعه أن يستمر منقسما سياسيا لفترة بهذا الطول. ليبيا بحاجة إلى برلمان يمثل الليبيين كافة".
ودعا بان كي مون إلى تعزيز شرعية البرلمان المنتخب في 25 حزيران(يونيو) الذي اضطر لعقد جلساته في طبرق للإفلات من ضغط الميليشيات.
كما أبدى تأييده لتشكيل حكومة وحدة وطنية "حكومة قوية تكون قادرة على تنفيذ قراراتها".
لكن السبت وبالتوازي مع زيارة بان ، قتل سبعة عسكريين في الجيش الليبي وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في اشتباكات مع مسلحين إسلاميين في محيط مطار مدينة بنغازي شرق ليبيا، بحسب ما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس اليوم.
وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي إن "الجيش خسر في معارك السبت سبعة جنود قتلوا في اشتباكات عنيفة دارت طوال يوم السبت في محيط مطار بنغازي ضد مسلحين إسلاميين".
وأوضح أن "مساء السبت شهد اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار بنغازي (بنينا الدولي) بعد تقدم للمجموعات المسلحه الإسلامية وتحصنها داخل منطقة بنينا السكنية الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لمدينة بنغازي والتي يقع في نطاقها المطار".
وقال لفرانس برس إن "الجيش تبادل إطلاق النار مع المسلحين الإسلاميين بعد دخولهم منطقة بنينا السكنية وتحصنهم داخل مساكن المواطنين الذين نزحوا من المنطقة"، مؤكدا "كبدنا الإسلاميين خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد وتم دحرهم وطردهم من منطقة بنينا بالكامل" على حد قوله.
وتابع قائلا إن "المطار والقاعده الجوية والمنطقة السكنية بنينا تحت سيطرة الجيش والشرطة".
وتتقدم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه المطار ومنطقة بنينا التي تعتبر خط الدفاع الأول للجيش، ودارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط المطار مع الجيش.
وتسعى هذه المجموعات الإسلامية منذ مطلع أيلول(سبتمبر) للسيطرة على المطار الذي يضم مدرجا للطائرات المدنية وقاعدة جوية.
ومنذ تموز(يوليو)، تدور معارك يومية بين الإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من مدينة بنغازي والقوات الأمنية الموالية للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر.
ويقود حفتر منذ 16 أيار(مايو) الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول إلى "اجتثاث الارهاب" في ليبيا، وهو في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الإسلاميين وخصوصا أعضاء جماعة أنصار الشريعة الذين شكلوا عقب الحملة مجلسهم المسمى بمجلس "شورى ثوار بنغازي".
وكان تحالف "فجر ليبيا" شكل بعد سيطرته على طرابلس نهاية آب (أغسطس) حكومة موازية في طرابلس في حين استأنف المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) الذي يهيمن عليه نواب إسلاميون ومن مصراتة، العمل رغم انتهاء ولايته مع انتخاب برلمان جديد. وهو ما زاد من تعقيد الوضع.
وبعد طرابلس وسع فجر ليبيا عملياته إلى غرب طرابلس إلى منطقة ورشفانة حليفة الزنتان والمتهمة بايواء موالين لنظام معمر القذافي.
من جهة أخرى سقطت بنغازي التي تشكل مسرحا لأعمال عنف يومية بأيدي ميليشيات إسلامية بينها بالخصوص أنصار الشريعة المصنفة تنظيما إرهابيا من واشنطن.

 

التعليقات