العراق: فرار الآلاف من الموصل مع تقدم الجيش

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني "مزري" ومخزون الطعام يتناقص وأسعار المواد الغذائية ترتفع فيما تجف الآبار أو تصبح مياهها مالحة، في حين لم تعد المخيمات ومراكز الطوارئ إلى الجنوب والشرق قادرة على استيعاب المزيد من النازحين

العراق: فرار الآلاف من الموصل مع تقدم الجيش

(رويترز)

قالت الأمم المتحدة اليوم، الأربعاء، إن أكثر من ألفي عراقي يفرون يوميا من الموصل، وهو ما يزيد بعدة مئات يوميا عما كان عليه الوضع قبل أن تبدأ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مرحلة جديدة في معركتها لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش".

وبعد مكاسب مبدئية سريعة توقفت العملية العسكرية عدة أسابيع، لكن القوات العراقية استأنفت تقدمها يوم الخميس الماضي من شرق الموصل صوب نهر دجلة على ثلاث جبهات.

ويعمل جنود من وزارة الداخلية على تطهير حي الميثاق، اليوم، بعد أن دخلوه أمس، عندما استعادت قوات مكافحة الإرهاب العراقية منطقة صناعية.

وقال الجيش العراقي، اليوم، إن الشرطة الاتحادية تقدمت في حي الوحدة في الأسبوع الثاني عشر من أكبر حملة عسكرية في العراق منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003.

وذكرت الأمم المتحدة أنه مع تقدم القوات العراقية فإنه يجري تسجيل مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين أيضا.

ومع تفوق القوات العراقية عددا، لجأ عناصر "داعش" إلى الاختباء بين السكان واستغلال الوضع بالمدينة لصالحهم من خلال إخفاء سيارات ملغومة في أزقة ضيقة ونشر قناصة فوق أسطح مبان عالية تؤوي مدنيين وحفر أنفاق ومد ممرات بين المباني.

وقال أحد سكان حي الميثاق إنه "كنا خائفين جدا"، مضيفا أنه "وضع داعش سلاحا مضادا للطائرات بالقرب من منزلنا وكانت تفتح النار على طائرات الهليكوبتر. استطعنا رؤية عدد من مقاتلي داعش في الشارع يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة. قصفتهم طائرات".

واستعادت قوات الأمن نحو ربع الموصل منذ تشرين الأول/أكتوبر، لكن رغم نقص الغذاء والماء آثر معظم سكان الموصل البقاء في منازلهم على الفرار مثلما كان يتوقع الكثيرون.

وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 125 ألف شخص نزحوا من الموصل، حيث يعيش نحو 1.5 مليون نسمة، لكن الأرقام زادت بواقع 50% إلى 2300 يوميا من 1600 على مدى الأيام القليلة الماضية.

وأضافت المفوضية أن الوضع الإنساني "مزري" وإن مخزون الطعام يتناقص وأسعار المواد الغذائية ترتفع فيما تجف الآبار أو تصبح مياهها مالحة من زيادة الاستخدام، في حين لم تعد المخيمات ومراكز الطوارئ إلى الجنوب والشرق قادرة على استيعاب المزيد من النازحين.

ومعظم الفارين من الموصل من الأحياء الشرقية لكن سكان الغرب المحاصر ما زالوا تحت سيطرة "داعش"، وتتزايد محاولاتهم للهرب إذ يتسلقون الجسور التي يقصفها التحالف ويعبرون نهر دجلة في قوارب.

وقد يعني الانتصار في الموصل نهاية "داعش"، لكن عناصر التنظيم استعرضوا في الأيام القليلة الماضية الأساليب المرجح أن يلجأوا إليها إذا فقدوا المدينة، إذ وقعت تفجيرات في بغداد وهجمات على قوات الأمن في مناطق خسروها.

التعليقات