مطار الموصل... بوابة الدخول لمعقل "داعش" الأخير

وعن عدد مقاتلي "داعش" غربي الموصل، توقع النعمان وجود "خمسة آلاف مسلح إضافة إلى المساعدين والمتعاونين من المدنيين، وهؤلاء جميعا في الساحل الأيمن (الغربي) وفي قضاء تلعفر (60 كيلومترا غرب الموصل)”.

مطار الموصل... بوابة الدخول لمعقل

(أ.ف.ب)

حققت القوات العراقية، أمس الخميس، مكسبا كبيرا على حساب تنظيم "داعش" باقتحام مطار الموصل، الذي سيكون بمثابة بوابة الدخول إلى النصف الغربي للمدينة المعقل الأخير للتنظيم الإرهابي.

ويقول قادة عسكريون عراقيون إن المطار ومعسكر "الغزلاني" القريب الذي اقتحمته القوات العراقية أيضا أمس، الخميس، سيتيح نصب الجسور العائمة على ضفة دجلة وإفساح المجال لتقدم القوات من شرقي المدينة المحرر باتجاه غربها قبل التوغل في الأحياء السكنية.

وتتولى الشرطة الاتحادية، التي تلعب دورا مؤثرا في الحملة العسكرية بالموصل، إلى جانب الجيش مهمة التقدم من الجنوب لإحكام القبضة على الموقعين الاستراتيجيين (المطار ومعسكر الغزلاني).

وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إن "قوة مؤلفة من الشرطة والجيش والرد السريع هي من اقتحمت مطار الموصل بعد شن هجوم واسع عليه من ثلاثة محاور”.

وأضاف جودت: أنه "باستعادة مطار الموصل، ومعسكر الغزلاني، ستقوم القوات الأمنية العراقية بوضع جسر في المنطقة، ليصبح بالإمكان التواصل بين شرقي وغربي المدينة التي يفصلهما نهر دجلة”.

من جانبه، رجح المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب (تابع لوزارة الدفاع العراقية) صباح النعمان، أن تكون "عملية تحرير معركة الساحل الأيمن سهلة، مقارنة بمعركة الشق الأيسر، وذلك لأن مقاومة داعش ليست كما كانت في العمليات السابقة، فصفوف التنظيم تشهد انهيارا”.

وأضاف النعمان، أن "داعش فقد قدرته على التجنيد، وتشهد صفوفه انخفاضا في أعداد الانغماسيين (المسلحون الذين يقاتلون حتى نفاذ ذخيرتهم ثم يفجرون أنفسهم)، إلى جانب قطع خط إمداداته من سوريا بسبب السيطرة على غربي الموصل من قوات الحشد الشعبي”.

وعن عدد مقاتلي "داعش" غربي الموصل، توقع النعمان وجود "خمسة آلاف مسلح إضافة إلى المساعدين والمتعاونين من المدنيين، وهؤلاء جميعا في الساحل الأيمن (الغربي) وفي قضاء تلعفر (60 كيلومترا غرب الموصل)”.

وحول أهمية تحرير معسكر الغزلاني بالنسبة لقوات جهاز مكافحة الإرهاب، قال النعمان إن "المعسكر له أهمية جغرافية كونه يطل على أهم حيين (دور السكر والطيران)، أي الحدود الإدارية للموصل من جهة الجنوب، ومن يسيطر على المعسكر فإنه يسيطر على الحيين”.

واستدرك بالقول "الحيان كان فيهما أعداد كبيرة لعناصر داعش، لكن حسب التقارير المتوفرة لدينا، قام هؤلاء بنقل أسرهم إلى المدينة القديمة تحضيرا لعملية قتال يتوقع لها أن تكون عنيفة في هذين الحيين”.

وكشف النعمان عن اعتزام القوات العراقية "نصب جسور عائمة لربط جانبي الموصل بعد الانتهاء تماما من تحرير مطار المدينة ومعسكر الغزلاني، لنقل القطاعات والآليات لداخل الساحل الأيمن لخوض حرب شوارع”.

وتضاربت الأنباء بشأن تحرير مطار الموصل، حيث أعلنت مصادر عسكرية عراقية وكذلك تلفزيون العراقية، شبه الرسمي، استعادة كامل المطار من قبضة "داعش”.

وفي وقت لاحق، قال قائد الحملة العسكرية الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان الإيجاز اليومي للعمليات العسكرية، إن "القوات العراقية استعادت نصف مساحة مطار الموصل الواقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب مركز المدينة”.

بدوره، كشف حسن السبعاوي، عضو مجلس محافظة نينوى، عن "وصول المعدات الخاصة لنصب الجسور العائمة إلى شرقي الموصل تمهيدا للعمل على نصبها بمجرد استعادة المطار ومعسكر الغزلاني بشكل كامل”.

وأشار السبعاوي، في تصريح للأناضول، أن "داعش" والعمليات العسكرية دمرت كل الجسور الرابطة بين الضفتين في المدينة.

وفي 19 شباط/فبراير الجاري، بدأت المرحلة الثالثة من الحملة الهادفة لتحرير الجانب الغربي من الموصل، والتي يشارك فيها نحو 60 ألفا من القوات العراقية، بدعم جوي من التحالف الدولي، ودعم على الأرض من وحدات عسكرية أجنبية تساعد بالقصف المدفعي.

والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة (40% من إجمالي مساحة الموصل)، لكن كثافته السكانية أكثر؛ حيث تقدر الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة.

التعليقات