الرياض ترمم مع ترامب الحلف الأميركي السعودي

زيارة ولي ولي عهد السعودية تأتي بعد سلسلة من التعليقات والتصريحات المرحبة والإيجابية الصادرة عن الرياض تجاه إدارة ترامب في أعقاب الفتور الذي طغى على العلاقات مع أوباما، بينما رحبت السعودية بمواقف إدارة ترامب تجاه إيران

الرياض ترمم مع ترامب الحلف الأميركي السعودي

(أ.ف.ب)

رغم الانتقادات التي توجه إليه من غالبية دول العالم الإسلامي، وجدت السعودية في الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حليفا تعيد معه بناء العلاقة التاريخية بين واشنطن والرياض بعد سنوات من الفتور.

ويؤكد لقاء أول من أمس، الثلاثاء، في واشنطن بين ترامب وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض ترى في المملكة النفطية شريكا أساسيا في الأمن والاقتصاد، بحسب محللين.

والأمير محمد بن سلمان (31 عاما)، نجل العاهل السعودي الملك سلمان والرجل المحافظ والقوي في البلد، واحد من أوائل المسؤولين الذين يزورون ترامب الذي سبق وأن تعهد بمحاربة 'التطرف' الإسلامي و'الإرهاب'.

وجاءت الزيارة بعد سلسلة من التعليقات والتصريحات المرحبة والإيجابية الصادرة عن الرياض تجاه إدارة ترامب في أعقاب الفتور الذي طغى على العلاقات السياسية مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وسبق أن عبر قادة السعودية عن ترحيبهم بمواقف أعضاء إدارة ترامب المتشددة تجاه طهران، الخصم اللدود والمنافس الإقليمي الرئيسي للرياض في الشرق الأوسط.

وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، وصف إيران بأنها 'أكبر مصدر لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط'، في وقت يعبر ترامب عن تحفظات تجاه الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران في 2015.

وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنتوني كوردسمان، إنه ليس واضحا بعد 'ما إذا كانت هناك خطط محددة' لاحتواء إيران وتعزيز جهود 'مكافحة الإرهاب'.

إلا أن واشنطن ترى في الرياض على الرغم من ذلك 'شريكا إستراتيجيا رئيسيا'، بحسب الباحث.

والولايات المتحدة ليست وحدها هدف التحركات السعودية الدولية الأخيرة. فبينما كان ولي ولي العهد يزور الولايات المتحدة، كان والده الملك سلمان يقوم بجولة آسيوية تستمر لشهر وتشمل الصين واليابان وماليزيا وإندونيسيا.

وأصبح الامير محمد الرجل القوي في السعودية مع جمعه المناصب من وزير الدفاع إلى النائب الثاني لرئيس الوزراء والمستشار الخاص للملك. كما يترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يشرف على 'أرامكو' السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم.

وبعيد اللقاء مع ترامب، أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس ترامب والأمير محمد يسعيان إلى 'تطوير العلاقة الإستراتيجية الأميركية السعودية' في الأمن والاقتصاد وفي مجالات أخرى.

وشدد على أهمية 'التصدي لنشاطات إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار' ومواصلة التطبيق الصارم للاتفاق الهادف إلى منع طهران من إنتاج سلاح نووي.

وتناول البيان ايضا العلاقات الاقتصادية التي يمكن أن تقود إلى خلق فرص عمل جديدة في البلدين. وقال دبلوماسي غربي إن وزراء الطاقة والاقتصاد والإعلام رافقوا الأمير محمد في زيارته.

 

 

التعليقات