القمة العربية تؤيد "مصالحة" إسرائيل وعباس يحذر من حلول مؤقتة

عباس محذرا: من غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة، أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية، أو محاولات دمجها في إطار إقليمي، وخاصة التلاعب بجوهر مبادرة السلام العربية، التي نريدها أن تطبق كما وردت عام 2002 ودون تعديل

القمة العربية تؤيد "مصالحة" إسرائيل وعباس يحذر من حلول مؤقتة

القمة العربية بالبحر الميت اليوم (أ.ف.ب)

أكد قادة الدول العربية مجددا اليوم، الأربعاء، تمسكهم بحل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود، في ظل تزايد القلق من موقف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وقالوا في نهاية قمة استمرت يوما في الأردن إنهم على استعداد لتحقيق "مصالحة تاريخية" مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

وجاء في بيان تلاه الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الدول العربية ستدعم محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لإنهاء عقود من الصراع إذا ضمنت قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وأربك ترامب الزعماء العرب والأوروبيين في شباط/فبراير عندما ألمح إلى انفتاحه على حل للصراع يقوم على دولة واحدة، وهو ما يتناقض مع الموقف الذي تبنته الإدارات الأميركية المتعاقبة والمجتمع الدولي.

وفي وقت لاحق قال ترامب في مقابلة مع وكالة رويترز إنه يفضل حل الدولتين لإنهاء الصراع، لكنه لم يؤكد التزام بلاده إزاء إقامة دولة فلسطينية وقال إنه 'سيرضى بأي شيء يسعد الجانبين'.

وامتنع المشاركون في القمة العربية، المنعقدة بمنطقة البحر الميت في الأردن وتستمر ليوم واحد، عن الإشارة إلى ترامب أو إلى تصريحاته الغامضة، لكن أبدوا حرصا على تأكيد استمرار تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وانتقدوا بشدة التوسع في بناء المستوطنات اليهودية بالأراضي المحتلة.

وقال الملك الأردني عبد الله الثاني إن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.

وتابع في كلمة ألقاها في افتتاح القمة العربية أنه 'تستمر إسرائيل في توسيع الاستيطان وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام. لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية للشرق الأوسط من خلال حل الدولتين'.

وهذا الأسبوع، زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه ملتزم بالعمل مع ترامب لدفع جهود السلام مع الفلسطينيين، لكنه امتنع أيضا عن تأكيد التزامه بحل الدولتين. وكان نتنياهو أعلن عشية الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل إنه لن تقوم دولة فلسطينية طالما هو بالحكم.

وانتقد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، السياسات الإسرائيلية في كلمته أمام القمة اليوم. وقال إن 'الحكومة الإسرائيلية، منذ العام 2009 (عندما عاد نتنياهو إلى رئاسة الحكومة) عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي'.

وحذر عباس من طرح 'حلول مؤقتة' للقضية الفلسطينية أو 'محاولات دمجها في إطار اقليمي'. وقال إنه 'من غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة، أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية، أو محاولات دمجها في إطار إقليمي، وخاصة التلاعب بجوهر مبادرة السلام العربية، التي نريدها أن تطبق كما وردت في العام 2002 ودون تعديل'.

وتنص مبادرة السلام العربية على اقامة علاقات طبيعية بين العرب واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها 1967 واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

والتقى مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، بعباس قبل القمة العربية وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين.

وقال عباس إن الإدارة الأميركية لديها 'تساؤلات كثيرة ونحن نجاوب حتى تكتمل الصورة في أذهانهم بالتفصيل دون كلل أو ملل بلغة واحدة'. وأضاف أنه أبلغ المبعوث الأميركي بتمسك الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة لهم.

وقال الملك عبد الله الذي تتمتع بلاده بالوصاية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس إنه 'سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى-الحرم القدسي الشريف'.

وأضاف 'أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية. فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد وهو ما سيكون كارثيا على مستقبل المنطقة واستقرارها'.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الذي يحضر القمة، إنه يؤيد حل الدولتين وأبلغ المشاركين في القمة أن هذا هو 'السبيل الوحيد لضمان أن يصبح بمقدور الفلسطينيين والإسرائيليين إدراك طموحاتهم الوطنية والعيش في سلام وأمن وكرامة'.

*لقاء مصالحة سعودي - مصري

في مؤشر على تقارب بعد أزمة علاقات بين مصر والسعودية، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز على هامش القمة. وجاء اللقاء بعد عشرة أيام من إعلان مصر استئناف تسلم شحنات نفط من السعودية كانت توقفت منذ تشرين الاول/أكتوبر الماضي.

وتوقفت شركة أرامكو عن توريد 700 ألف طن شهريا من المشتقات النفطية إلى مصر في خضم توتر سياسي بين البلدين حول الملفات الإقليمية، لا سيما السوري واليمني.

وقال بيان من الرئاسة المصرية اليوم إن 'الزعيمين أكدا على أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بين البلدين'. وأشار البيان الى ان الملك سلمان وجه دعوة إلى السيسي لزيارة السعودية، وأن السيسي رحب بذلك، ودعاه بدوره لزيارة مصر.

وكان السيسي دعا في كلمته أمام القمة اليوم، العرب الى اتخاذ 'موقف حاسم' من التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، في تلميح واضح إلى الدور الإيراني.

ويتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة إدانة ل'التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية'، وتنديدا بدورها 'المهدد للاستقرار' في المنطقة.

وتندد دول الخليج بالدور الإيراني في سورية، وتتهم طهران بدعم الحوثيين في اليمن والمعارضة البحرينية، وتنتقدها لتسليح حزب الله في لبنان. وسيؤكد البيان 'دعم ومساندة الشرعية الدستورية' في اليمن المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وشددت الكلمات التي ألقيت في القمة على توحيد الجهود من اجل التصدي للإرهاب.

التعليقات