حلف المحمدين: كيف غيّرت رحلة صيد الخارطة السياسية الخليجية؟

كيف حصل الانصهار السعودي الإماراتي على صعيد السياسات الخارجية؟ كيف تشكَّل هذا التقارب والحلف الذي يبدو متجانسًا في المواقف الأخيرة للدولتين؟ مصالح مشتركة لدول جارة شقيقة أم رؤية أيدولوجية ذات مبادئ وقيم ترسخت لدى عائلات حاكمة في المنطقة الخليجية؟

حلف المحمدين: كيف غيّرت رحلة صيد الخارطة السياسية الخليجية؟

أرشيفية

كيف حصل الانصهار السعودي الإماراتي على صعيد السياسات الخارجية؟ كيف تشكَّل هذا التقارب والحلف الذي يبدو متجانسًا في المواقف الأخيرة للدولتين؟ مصالح مشتركة لدول جارة شقيقة أم رؤية أيدولوجية ذات مبادئ وقيم ترسخت لدى عائلات حاكمة في المنطقة الخليجية؟

رحلة صيد، على الطريقة الخليجية التقليدية، سيارات رباعية الدفع، مخيم مخملي، صقور مدربة وحاشية مختصرة، رحلة صيد اعتبرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أنها غيَّرت تاريخ الشرق الأوسط ودفعت السعودية إلى الانقلاب على قطر، والاصطفاف خلف السياسة الإماراتية.

اشترك وليا العهد في السعودية وأبو ظبي، محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد، في رحلة الصيد، ولم تكن تربطهما علاقة قوية حتى ذلك الحين، كان لقاء التعارف هذا، منعرجًا في العلاقات الثنائية بين الأميرين، والذي تطور لتقارب سياسي بين الدولتين الخليجيتين فور تنصيب بن سلمان وليًا لعهد المملكة، بعد الانقلاب على محمد بن نايف، في حزيران/ يونيو الماضي.

واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العلاقة بين الأميرين، عامل رئيسي في التحوُّل السعودي، والتوافق في سياسات السعودية مع جارتها الصغيرة الأكثر تحررا وتنوعا اقتصاديا.

وفي سياق متصل، نقلت "وول ستريت جورنال" عن المستشار السابق لحكومة قطر وخبير شؤون الخليج في كلية كينغز كوليدج بلندن، أندرياس كريغ، قوله: "لقد خلق محمد بن سلمان ومحمد بن زايد هذا الوضع".

رغم أن كريغ، أكد في مناسبة سابقة أن علاقة الأمير السعودي على ما يرام مع أمير قطر، "لكن لأنَّ قطر والإمارات مختلفتان عن بعضهما البعض بـ180 درجة، كان على السعودية أن تتَّخذ خيارها".

ورغم اعتبار المراقبين أن صعود محمد بن سلمان، السريع، حيث لم يسبق أن اجتمع لأمير سعودي كل هذه الصلاحيات، منذ أن تولى والده حكم السعودية، في عام 2015، قد يخلخل الموازين في السعودية، إلا أن القيادة الإماراتية ترى في ولي العهد الجديد "أفضل رهان لمنع زعزعة الاستقرار" في المملكة العربية السعودية، وفقًا لما ذكره أشخاص مُقرَّبون من القيادة لـ"وول ستريت جورنال".

كما أشار أحد المقربين من القيادة الإماراتية إلى أن محمد بن زايد، الحاكم الفعلي في الإمارات، "يرى في محمد بن سلمان شخصًا معاصرًا ويفهم أهمية المملكة العربية السعودية في العالم".

التعليقات