انفصال كردستان عن العراق: إسرائيل الداعم الوحيد

يتصدر استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، المزمع عقده الشهر المقبل، المشهد في الساحة السياسية العراقية، ويصاحبه ردود فعل غاضبة وتهديدات مبطنة من بغداد، ورفض من جميع أطراف المجتمع الدولي، فيما لا تزال إسرائيل هي الداعم الوحيد لهذا الانفصال

انفصال كردستان عن العراق: إسرائيل الداعم الوحيد

قوات كردية (أ.ف.ب)

يتصدر استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، المزمع عقده الشهر المقبل، المشهد في الساحة السياسية العراقية، ويصاحبه ردود فعل غاضبة وتهديدات مبطنة من بغداد، ورفض من جميع أطراف المجتمع الدولي، فيما لا تزال إسرائيل هي الداعم الوحيد لهذا الانفصال، لما لها من علاقات استخباراتية مع الإقليم الكردي.

وكان رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، قد حدد يوم 25 أيلول/ سبتمبر المقبل، موعدًا لإجراء استفتاء نتائجه غير ملزمة، أي فقط اختبار اتجاهات التصويت، إزاء الوحدة أو الانفصال.

ووصفت العديد من الدول الغربية والإقليمية، وأغلبيتها الساحقة تعارض أصلا، إجراء الاستفتاء، خطوة بارزاني بأنها ليست صائبة.

الموقف العراقي

وبالضرورة، تأتي بغداد، في صدارة الرافضين، إذ أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن إجراء الاستفتاء، سيعقد الأمور، بدلا من حل المشاكل العالقة، بين حكومته وعاصمة الإقليم الكردي، أربيل.

واعتبر العبادي بأن الاستفتاء "غير دستوري"، وأن الإقليم "جزء من العراق، والأكراد مواطنون من الدرجة الأولى، وسيبقون كذلك".

كما قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، خلال لقائه الوفد المفاوض الخاص بموضوع الاستفتاء في بغداد مؤخرا، إن الاستفتاء "لا يصبُّ في مصلحة وحدة العراق، الذي خرج توّا، من حرب عالميَّة ضدّ تنظيم داعش الإرهابي".

وأضاف "لم يُسمع من أيِّ بلد من بلدان العالم، دعما لخطوة الاستفتاء، والجميع يؤمنون أن وحدة العراق مُهمّة لاستقرار المنطقة".

مؤكدا أن "الانفصال لا يصب بمصلحة أحد، وأننا نحترم رأي المواطن الكرديّ، بشرط أن يكون ضمن الدستور".

لا تراجع

محليا، دعت حركة التغيير الكردية، والجماعة الإسلامية الكردستانية، في بيان مشترك، لتأجيل الاستفتاء.

وتعتقد حركة التغيير الكردية، أن قرار الاستفتاء لا تتوفر له "أرضية قانونية واقتصادية وسياسية واجتماعية مناسبة".

غير أن بارزاني أعلن مؤخرا، أنه لا تراجع عن قرار إجراء استفتاء الاستقلال، بحجة أن ذلك "حق طبيعي للأكراد".

وبالنسبة إلى رئيس وزراء الإقليم، نجيرفان بارزاني فاعتبر أن "ردود فعل الدول طبيعية حيال الاستفتاء، ولا توجد هناك أمر يدعو للقلق".

موقف إيران

أعربت إيران عن رفضها للاستفتاء، وفقا للمتحدث باسم خارجيتها، بهرام قاسمي، الذي قال إن موقف حكومته "واضح في هذا الموضوع، وهو دعم حماية وحدة الأراضي العراقية وسيادتها".

ودعا قاسمي إلى حل الخلافات بين بغداد وأربيل، عبر الحوار، مبينا أن العراق بحاجة إلى تضامن وطني أكثر من أي وقت مضى.

وتخشى إيران انفصال الإقليم مستقبلًا، خاصة أنها تملك حدودًا مشتركة ويسكن الأكراد في المدن القريبة، والتي يعتبرها الأكراد جزءًا من كردستان، ورغم عدم التصريح العلني بذلك، إلا أن إيران تخشى أن تمتد النزعة الانفصالية للأكراد الذين يعيشون في إيران، وأن يطلبوا ضم مناطقهم للإقليم الانفصالي في العراق.

الاتحاد الأوروبي

حث الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنه، الإقليم الكردي على الابتعاد عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب.

وأكد الاتحاد دعمه لوحدة الأراضي العراقية، وحل المشاكل العالقة، وفقا للدستور وعبر الحوار.

ألمانيا

ومن برلين، قال وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، إن بلاده تشعر "بالقلق الشديد" حيال تصريحات الإقليم الكردي المتعلقة بإجراء "استفتاء للانفصال" عن العراق.

وصرح غابرييل أن "الأمر الوحيد الذي يمكن القيام به بهذا الخصوص، هو التحذير من اتخاذ خطوة أحادية".

ورأى أن "تعريض وحدة العراق للخطر، وحتى الرغبة في رسم حدود جديدة، ليست طريقا صحيحا، هذا سيزيد من الوضع الصعب وغير المستقر، في أربيل وبغداد".

ودعا جميع الأطراف للحوار، قائلا "لابد من حل المشاكل بالتوافق، وعدم تأجيج الخلافات". ونبه الوزير إلى أن الحرب على "داعش" لم تنته بعد، وأنه يمكن التغلب على المشاكل عبر الوحدة.

الولايات المتحدة

طلب وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، من بارزاني، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، تأجيل تنظيم الاستفتاء، ودعاه لمواصلة الحوار مع بغداد.

بينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، إنهم يدعمون عراقًا موحدًا ومستقرا، معتبرة أن من شأن الاستفتاء، إبعاد جميع الأطراف عن أولوية القضاء على "داعش".

وفيما وصفت الاستفتاء بأنه "شأن عراقي داخلي"، أكدت دعم بلادها لـ"عراق موحد، مستقر وديمقراطي".

وأفادت بأنه "لدينا أصدقاء في الشمال (في الإقليم الكردي)، ولدينا أيضا، أصدقاء داخل الحكومة العراقية؛ لكن ينبغي علينا أولا، إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وعقب تحقيق هذا الهدف، يمكن مناقشة الاستفتاء لاحقا".

روسيا

أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن دعم بلادها وحدة العراق وأراضيها، في معرض تعليقها على عزم الإقليم الكردي إجراء الاستفتاء.

وقالت زاخاروفا "أود أن أؤكد مرة أخرة، أن روسيا تدعم وحدة الأراضي العراقية، وينبغي تسوية المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل عبر حوار بناء".

تركيا

أبدت تركيا مبكرا رفضها لإجراء الاستفتاء، حيث قال الرئيس، رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده "لا تعتبر هذه الخطوة صائبة، وأبلغنا حكومة الإقليم بذلك".

وأضاف "سيندمون على هذه الخطوة، لأن (مسعود) بارزاني وحكومة الإقليم ليسا جاهزين بعد، لهذه المرحلة، وإنّ هذه الخطوة مخالفة لمبدأ وحدة الأراضي العراقية".

ورأى أردوغان أنه "في حال أقدم الإقليم على الانفصال عن العراق، فإنّ ذلك لن يكون الأخير، إنما ستقوم فئات أخرى بعد ذلك، وستطالب بنفس الشيء".

من جانبه، وصف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قرار الإقليم الكردي بأنه "غير مسؤول" في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة.

وقال يلدريم إن موقف أنقرة واضح وصريح حيال هذه المسألة، وهي تريد وحدة الأراضي العراقية، وأن يعيش الشعب العراقي معًا، تحت سقف دولة واحدة.

وبالتالي، يضيف يلدريم، "نرى أنه من غير الصائب إحداث مشكلة جديدة في المنطقة، لأن هناك ما يكفي من المشاكل فيها".

بدورها، وصفت وزارة الخارجية التركية، قرار الإقليم الكردي حيال تنظيم استفتاء الانفصال عن العراق بـ"الخطأ الفادح".

وأكدت الخارجية في بيان لها، أن الحفاظ على سلامة أراضي العراق ووحدته السياسية، على رأس أولويات السياسة التركية الخارجية.

وبحسب البيان، فإن أنقرة نقلت قلقها وموقفها من تنظيم الاستفتاء، للحكومة المركزية في بغداد، وللإقليم الكردي، وأهم الدول الفاعلة في المجتمع الدولي.

وشددت على أن استفتاء الانفصال لن يصبّ في صالح العراق، مثلما أنه لن يكون أيضا لصالح الإقليم الكردي.

إسرائيل الداعم الوحيد

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قال في تصريح صحافي، عند استقباله وفدا من الكونغرس الأميركي، في 13 آب/ أغسطس الحالي، إنهم يدعمون استقلال الإقليم الكردي عن العراق.

وجادل نتنياهو بأن "الأكراد شعب شجاع وموال للغرب، ويتقاسمون قيمنا".

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أعلن، في 2014، أنه يتعين على بلاده دعم تطلعات الأكراد في الاستقلال.

 

التعليقات