تظاهرات غاضبة إحياء لذكرى انفجار بيروت: 56 مصابا ومحاولة لاقتحام البرلمان

تظاهر آلاف اللبنانيين، اليوم الأربعاء، مطالبين بالعدالة للضحايا وبمحاسبة المسؤولين خلال إحيائهم ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وغيَّر وجه المدينة وفاقم انهيارًا اقتصاديًا ينهش البلاد.

تظاهرات غاضبة إحياء لذكرى انفجار بيروت: 56 مصابا ومحاولة لاقتحام البرلمان

(أ ب)

تظاهر آلاف اللبنانيين، اليوم الأربعاء، مطالبين بالعدالة للضحايا وبمحاسبة المسؤولين خلال إحيائهم ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وغيَّر وجه المدينة وفاقم انهيارًا اقتصاديًا ينهش البلاد.

واندلعت صدامات بين القوى الأمنية ومحتجين غاضبين حاولوا اقتحام الشوارع المؤدية إلى مقر البرلمان وسط العاصمة، ولا تزال عمليات الكر والفر مستمرة بين الطرفين.

ووسط انتشار لقوى الجيش والأمن، انطلقت عند الساعة الثالثة والنصف، مساء، تظاهرات ضخمة من نقاط عدة في بيروت باتجاه المرفأ المدمر، استجابة لدعوات أطلقها أهالي الضحايا وأطباء ومحامون ومهندسون وأحزاب معارضة ومجموعات تأسست خلال حراك 2019 ضد الطبقة الحاكمة للتظاهر رافعين شعار "العدالة الآن".

والتقت المسيرات قرب المرفأ الذي أقيمت بداخله وبحضور أهالي الضحايا صلوات إسلامية ومسيحية. وعند تمام الساعة السادسة وسبعة دقائق، أطلقت أصوات صافرات إنذار سيارت الدفاع المدني والإسعاف، وتمت تلاوة أسماء ضحايا الانفجار.

وأمام المتظاهرين قرب المرفأ، خطب بول نجار، والد الطفلة ألكسندرا التي قتلت في الانفجار، "أين الإنسانية في حكومة تعلم منذ 2013" بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ. وأضاف "أين الإنسانية في ألا يتم إعلام العاملين في المرفأ ليتفجروا ويموتوا". وتساءل "ماذا كان يفعل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟".

وهتف المتظاهرون "ثورة، ثورة" و"يسقط يسقط حكم الأزعر، نحن الشعب الخط الأحمر"، ورفعوا لافتات كتب عليها "ممنوع يلي فجرونا يضلوا على الكراسي" و"المحاسبة والمحاكمة لدولة الفساد" و"نحن رهائن دولة مجرمة" و"دولتي قتلت شعبي".

وفي محيط مجلس النواب، حاول عشرات الشبان اجتياز الحواجز الأمنية المؤدية إلى البرلمان، وألقوا الحجارة باتجاه القوى الأمنية التي ردت باستخدام القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفرقهم، فيما أصيب 56 شخصا على الأقل خلال احتجاجات في العاصمة تطالب برفع الحصانات عن المسؤولين وتحقيق العدالة.

وقال شهود عيانإن مجموعة شبان توجهوا إلى أمام إحدى البوابات الحديدة المقابلة لمجلس النواب، ورشقوا السياج المحيط به بالحجارة، مع محاولات لإزالة الأسلاك الشائكة المثبّتة فوق البوابة.

فيما حاول أحد المحتجين تسلق البوابة الحديدية للعبور إلى الجهة الأخرى، لكن لم يتمكن أي محتج من العبور إلى الساحة الداخلية للبرلمان، في ظل وجود أمني معزز.

وأطلقت قوات أمنية قنابل غاز مسيّلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين في محيط البرلمان، بحسب شهود العيان.

ودعت قوى الأمن الداخلي، في بيان عبر "توتير"، المتظاهرين السلميين إلى الخروج فورا من الأماكن التي تحصل فيها اعتداءات. وتوعدت باستخدام الوسائل المشروعة والمتناسبة، وفقا للقوانين، بحق المتظاهرين غير السلميين.

وأفاد الصليب الأحمر اللبناني، عبر "تويتر"، بنقل 11 جريحا إلى مستشفيات، بالإضافة إلى إسعاف 45 مصابا على الأرض. وكان قد أعلن في وقت سابق عن 21 جريحا.

وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت مصادر محلية بأن مسيرات جابت شوارع بيروت، وصولا إلى المرفأ عند تمثال المغترب وسط العاصمة.

وحمل آلاف المحتجين الأعلام اللبنانية، مطالبين بالحقيقة والعدالة ورفع الحصانات عن المسؤولين ومحاسبة كل من كانت له يد في الانفجار، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتزامنًا مع إحياء ذكرى الانفجار، عقدت الدول المانحة عبر تقنية الفيديو بدعوة من فرنسا وبرعاية الأمم المتحدة، مؤتمرها الثالث منذ الانفجار لدعم حاجات اللبنانيين. وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمساعدات جديدة للشعب اللبناني بقيمة مئة مليون يورو، كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم "حوالى مئة مليون دولار"، داعيًا إلى "إصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد".

التعليقات