المركز العربي: نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول الحرب الإسرائيلية على غزة

نتائج استطلاع رأي عام عربي عرضها "المركز العربي" للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، حول الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

المركز العربي: نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول الحرب الإسرائيلية على غزة

من المؤتمر الصحافي وإعلان نتائج استطلاع الرأي العام العربي في الدوحة

عقد "المركز العربي" للأبحاث ودراسة السياسات، مؤتمرا صحافيا اليوم الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة، لإعلان نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وافتتح المؤتمر الصحافي الباحث في "المركز العربي"، د. أحمد حسين، واستعرض نتائج الاستطلاع المدير التنفيذي للمركز العربي، د. محمد المصري.

ونفذ الاستطلاع على عينة من 8 آلاف مستجيب ومستجيبة من مجتمعات 16 دولة عربية، ويعتبر هذا الاستطلاع الأول من نوعه الذي يقف على آراء مواطني المنطقة العربية ومواقفهم تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتضمن الاستطلاع مجموعة من الأسئلة تتناول موضوعات مهمة مرتبطة بهذه الحرب، من حيث: مدى متابعة المواطنين العرب لمجريات الحرب، وآرائهم تجاه العملية العسكرية التي نفذتها حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وحول العوامل الرئيسة التي تدفع إسرائيل إلى الاستمرار في الحرب.

المدير التنفيذي للمركز العربي، د. محمد المصري

وتضمنت نتائج هذا الاستطلاع آراء المواطنين العرب بشأن مواقف قوى دولية وإقليمية، وعلى وجه الخصوص الموقف الأميركي. وتعلن نتائج الاستطلاع أيضا تقييم المواطنين لمواقف بعض الحكومات العربية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، وما يجب أن تفعله من أجل وقف الحرب، إضافة إلى آراء المواطنين تجاه الاعتراض بإسرائيل وتطبيع بلدانهم للعلاقات معها.

نتائج استطلاع الرأي العام العربي

أظهرت نتائج الاستطلاع أن المواطنين العرب يتعاملون مع هذه الحرب على أنها تمسهم مباشر، إذ عبر 97% من المستجيبين عن شعورهم بضغط نفسي (بدرجات متفاوتة) نتيجة للحرب على غزة، بل إن 85% قالوا إنهم يشعرون بضغط نفسي كبير.

وأفاد نحو 80% من المستجيبين أنهم يداومون على متابعة أخبار الحرب، مقابل 7% قالوا إنهم لا يتابعونها. وتتوزع مصادر المتابعة على قنوات التلفزيون بنسبة 54%، وشبكة الإنترنت بنسبة 43%.

وأبرزت النتائج أن الرأي العام العربي غير مقتنع بأن العملية العسكرية التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كانت تحقيقا لأجندة خارجية؛ إذ اعتبر 35% من المستجيبين أن السبب الأهم للعملية هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين عزاها 24% إلى الدفاع عن المسجد الأقصى ضد استهدافه، ورأى 8% أنها نتيجة لاستمرار حصار قطاع غزة.

أما في ما يتعلق بالنقاش حول مشروعية تلك العملية؛ فقد تَوافق 63% من الرأي العام العربي على أن العملية هي "عملية مقاومة مشروعة"، في حين قيّمها 22% بأنها "عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأخطاء"، واعتبرها 5% "عملية غير مشروعة".

وهنالك إجماع عربي على التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث توافَق على ذلك 92% من المستجيبين؛ حيث عبّر 69% منهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة وحركة حماس، في حين أفاد 23% أنهم متضامنون مع الشعب الفلسطيني وإن اختلفوا مع حماس، وقال 1% فقط إنهم غير متضامنين.

وفي إطار ما تداوله الساسة الإسرائيليون وبعض المسؤولين الأميركيين حول تشبيه حركة حماس بتنظيم "داعش"، يعتقد ثلثا الرأي العام العربي أنها تختلف عنه كليًا.

وعلى مستوى تقييم الرأي العام العربي لسياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب على غزة، عكست النتائج أنّ الرأي العام العربي يعارض سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه الحرب على غزة، وقيّم 94% من المستجيبين موقفها بـ"سيئ" و"سيئ جدا"، وقال 82% إنه سيئ جدًا.

وفي السياق نفسه، توافق 79% و78% و75% على أن مواقف كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا على التوالي سلبية. في حين انقسم الرأي العام العربي بخصوص مواقف إيران وتركيا وروسيا والصين؛ بين من رآها إيجابية (48%، 47%، 41%، 40%، على التوالي)، ومن عدَّها سلبية (37%، 40%، 42%، 38% على التوالي).

وفي السياق نفسه، أفاد 77% أن نظرتهم إلى الولايات المتحدة أصبحت أكثر سلبية بناءً على مواقفها من الحرب، وتعكس النتائج أنها فقدت صدقيتها لدى الرأي العام العربي، واعتبر 81% من المستجيبين أنها غير جادة في العمل على إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلّة منذ عام 1967 (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس).

وتَوافق نحو 77% من الرأي العام العربي على أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الأكثر تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها، ورأى 51% أن الولايات المتحدة الأكثر تهديدا، ورأى 26% أن إسرائيل تشكل التهديد الأكبر. أما عن تغطية الإعلام الأميركي لمجريات الحرب، فقد أفاد 82% من المستجيبين أنه منحاز إلى إسرائيل، في حين عدّه 7% فقط محايدا.

وأجمعَ الشارع العربي على اعتبار أن القضية الفلسطينية "قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم" بنسبة 92%. ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة غير مسبوقة عند مقارنتها بنتائج سنوات سابقة، فقد ارتفعت من 76% في نهاية عام 2022 إلى 92% في هذا الاستطلاع. وارتفعت النسبة بشكل ملحوظ في بعض الدول؛ ففي المغرب ارتفعت من 59% في عام 2022 إلى 95%، وفي مصر من 75% إلى 94%، وفي السعودية من 69% إلى 95%، على نحوٍ يعكس ارتفاعا جوهريا من الناحية الإحصائية وتحولا جوهريا في آراء مواطني هذه البلدان.

ويرفض 89% من المستجيبين العرب أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، مقابل 4% فقط يوافقون على ذلك. وقد ارتفعت نسبة الذين يرفضون الاعتراف من 84% في استطلاع 2022 إلى 89% في هذا الاستطلاع.

ومن المفيد الإشارة إلى أن نسبة الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل في الرأي العام السعودي ارتفعت، من 38% في 2022 إلى 68%، وكذلك الأمر في السودان من 72% في 2022 إلى 81%، وفي المغرب من 67% إلى 78%، وهذا ارتفاع جوهري من الناحية الإحصائية.

أما على صعيد ما يمكن أن تقوم به الحكومات العربية لإيقاف الحرب، فيعتقد 36% من مواطني المنطقة العربية أن الإجراء الأهم يتمثل في قطع هذه الحكومات علاقاتها مع إسرائيل أو إلغاء عمليات التطبيع معها، في حين رأى 14% من المستجيبين أنه يتمثل في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون موافقة إسرائيل، وحبّذ 11% استخدام سلاح النفط من أجل الضغط على إسرائيل ومؤيديها. وقال 9% بضرورة إنشاء تحالف عالمي لمقاطعة إسرائيل.

وهنالك شبه إجماع بين المستجيبين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، بنسبٍ تفوق 95% على تأثّر مستوى الأمان في الضفة وإمكانية التنقل بين محافظاتها ومدنها وشعورهم بالأمن والسلامة الشخصية ووضعهم الاقتصادي؛ نتيجة للحرب.

وأفاد 60% من المستجيبين الفلسطينيين في الضفة بأنهم تعرضوا لاقتحامات قوات جيش الاحتلال في مناطقهم أو كانوا شهودا عليها، وقال 44% إنهم تعرّضوا لتوقيف أو استجواب من الجيش الإسرائيلي، وأفاد 22% بأنهم تعرضوا لهجمات المستوطنين أو مضايقاتهم.

مما يذكر أن هذا الاستطلاع نفذ ميدانيا في الفترة بين 12 كانون الأول/ ديسمبر و5 كانون الثاني/ يناير في 16 مجتمعا عربيا، وهي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن وعُمان وقطر والكويت والسعودية والعراق والأردن ولبنان والضفة الغربية في فلسطين، وتمثل هذه المجتمعات المستطلعة آراء مواطنيها 95% من سكان المنطقة العربية وتمثل أقاليمها المختلفة.

كان حجم العينة في كل مجتمع من المجتمعات الآنفة الذكر 500 مستجيب ومستجيبة، وسُحبت العينة بحسب منهجية العينة العنقودية والموزونة ذاتيًا، بحيث يكون لكل فرد في كل بلد احتمالية متساوية في الظهور في العينة.

التعليقات