تجمعت عشرات من أمهات المعتقلين اليمنيين، أمام مقر القصر الجمهوري في العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليه الحوثيون، منذ كانون الثاني/ يناير 2015، أمس الثلاثاء، للاحتجاج ضد الاعتقال والإخفاء القسري الذي تمارسه قوات الحوثي منذ أشهر طويلة ضد أولادهن، ولم تكن طريقة النساء بالاحتجاج تقليدية، فلم ترفع النسوة اللافتات أو تردد الشعرات كمظاهر مألوفة للاحتجاج، وإنما قامت أمهات المعتقلين بحرق براقعهن (نقاب الوجه)، وضفائر شعورهن.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى لعملية إحراق متظاهرات لـ'براقعهن'، حيث أقدمن على فعل مماثل في أواخر عام 2011، بعد فشل كافة الاحتجاجات السلمية على نظام 'المخلوع' علي عبدالله صالح، واستمرار آلة القمع، لجأت عشرات النسوة إلى حرق خمارهن في شارع عام كنوع من الاحتجاج.
وفي الأعراف القبلية اليمنية يشير إحراق الضفائر والحجاب إلى التجني، ويرمز إلى طلب النجدة من القبيلة في حال حدوث انتهاك على حرمة وممتلكات وحقوق أشخاص واستجداء للطرف المنتهك بكف الأذى، وأن يقيم اعتبارا للقيم القبلية.
وكانت رابطة أمهات الشباب المختطفين، التي شكلت مؤخرا، بعد تزايد عمليات الاعتقال والإخفاء القسري للشباب اليمني بالعاصمة، قد نظمت سلسلة فعاليات احتجاجية أمام مقرات الدولة، التي يسيطر عليها الحوثيون، وكذلك المعتقلات الرئيسية وفروع المخابرات، لكنها لم تجد تجاوبا من قبل سلطة الحوثيين، ولا صدى لدى المنظمات العاملة لحقوق الإنسان.
ولا تمتلك المنظمات الحقوقية في اليمن أرقاما محددة لعدد المعتقلين في سجون الحوثيين، إذ أن الأرقام في تغير مستمر، وفي ظل تقييد حرية الحركة التي يتيح بها الحوثي في صنعاء، تجد المنظمات صعوبة بالغة في رصد الحالات وتدوينها.
وأكدت مصادر حقوقية أن مستشفيات وفنادق ومقرات حكومية تحولت إلى معتقلات للحوثيين في عدد من المحافظات اليمنية.
التعليقات